أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

«البحيرة والسلم وصديقي النصاب والكاميرا التلفزيونية المغلقة وأمور أخرى

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 06-03-2016


أقف أمامه لأحول بينه وبين ركوب المصعد، ينظر إليّ باستفسار، أشير دون أن أتكلم إلى تلك اللوحة التي أصبحت إكسسواراً إلزامياً في كل المصاعد، صورة كاميرا مرورية وتحتها عبارة: «المصعد مراقب بدائرة تلفزيونية مغلقة»، بالطبع أنا لا أعرف الفرق بين الدائرة المغلقة والمفتوحة، وكيف تكون الكاميرا تلفزيونية وهي مغلقة، ولكنني بشكل عام لا أحب ذلك الشعور بأن هناك من يتلصّص عليّ! الأمر ليس مريحاً كما تعلم، يقول لي صاحبي كلمة واحدة قبل أن يتجاوزني بطريقة غير حضارية: ظريف! عندها فقط أتنبه إلى حالته الصحية، فالذهاب إلى الطابق الثاني باستخدام السلم يعد نوعاً من أنواع القتل المتعمد بحق مدخن عتيد!

ننهي اجتماعنا في الطابق الثاني، ونتمشى في «الفسحة» التي منحنا إياها الطقس خلال الأسبوعين الماضيين، حين قرع جرس حصة الرطوبة الطويلة، ليسمح لنا بقضاء دقائق معدودة في هذه الأسابيع قبل العودة إلى درس القضاء والقدر في جزيرة العرب، الذي سيستمر للأشهر الثمانية التي تلي هذه الفسحة.. نقف على ضفاف بحيرة خالد، البقعة السياحية الأجمل في دولة الإمارات، تلك البقعة التي ترتبط بالكثير لدى أهالي الشارقة، خصوصاً منذ أن فرش الشيخ سلطان عباءته على ضفافها، وصلى جماعة مع مسؤولي البلدية، وهم يرسمون تخطيط إنشائها في السبعينات، وحتى يومنا هذا مازالت الأجمل والأقرب إلى القلوب، يتحدث صديقي عن جمال البيئة وضرورة الاهتمام بها من أجلنا ومن أجل الأجيال المقبلة، يلقي بعقب سيجارته في البحيرة، ثم يحدثني عن فرص الاستثمار في البيئة، وهو يقدم لي بعض شرائح البطاطا المقلية من كيسه، وكيف يمكن تحويل البيئة إلى منجم استثماري مهم، يلقي بالكيس في البحيرة، وأخيراً يسبل عينيه بتقوى، وهو يذكرني بأن البيئة والحفاظ عليها فرض عين، وليس فرض كفاية، يلقي بـ«قوطي البيبسي» خلف ما سبقه، ثم نغيب أنا وهو كل منا في أفكاره الخاصة في غروب جميل آخر، حين تنهار مقاومة الشمس، فتسقط في هوى بحيرتنا عاشقة ككل سكان المدينة!

في رأيي فإن جميع العاملين في مجالات ثلاث، هي: البيئة وحقوق الإنسان وحرية المرأة، هم ليسوا بشراً رماديين مثلي ومثلك، فهم إما ملائكة تفني حياتها في طلب تلك الحقوق، وتؤمن بقضيتها، أو أنهم كصاحبي نصابون من طراز رفيع، رأوا أن الاهتمام بتلك الأمور موضة فتبعوها، مجرد موضة أخرى، مثل سوار الطاقة، والكندورة المخصرة، والاستماع إلى ليونيل ريشي! مجرد موضة أخرى، والأمر لا يهمني، ولكن ما يهمني هو جهد الجهات المسؤولة الكبير، الجهات التي حاولت بكل الطرق حماية بحيرتنا الجميلة، من التوعية بكل اللغات، بما فيها اللغات المنقرضة في جنوب شرق آسيا، وبالغرامات وبالحملات والاستعانة بالغواصين لتنظيف لا مبالاة الزوّار، إلى شق قناة لتجديد مجرى المياه، ولكن في بعض الأحيان لا تملك إلا أن تتذكر المصعد الذي ذهب بنا إلى الطابق الثاني، الحل الوحيد للحفاظ على بحيرتنا هو الدائرة التلفزيونية المغلقة، لمراقبة «الموسّخين»، «وسّخهم الله في الدنيا والآخرة»، ومحاسبتهم بقسوة، فالحفاظ على بحيرتنا الجميلة أهم بكثير من زخّ أحدهم إذا قرر المشاغبة في أحد المصاعد! وأنا لا أعرف صدقاً ما الذي يمكن أن يقترفه أحدهم في مصعد، ويعاقب عليه القانون!