أحدث الأخبار
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد

الإرهاب والإعلام الغربي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 26-03-2016


يوم الثلاثاء الموافق 22 مارس 2016، قامت مجموعة إرهابية بتفجير مطار بروكسل في بلجيكا والمحطة الرئيسية للقطارات في المدينة نفسها، الأمر الذي أثار سخطاً عالمياً ترددت أصداؤه في جميع بقاع الأرض، تنديداً وشجباً للعمليات الإرهابية من جميع عواصم العالم وجميع الساسة والمسؤولين في كل أرجاء المعمورة. هذه الحادثة ليست الوحيدة من نوعها في السنوات الأخيرة، لكنها تأتي ضمن سلسلة بغيضة من التفجيرات التي ألمت بعدد من العواصم الأوروبية، بدءاً بلندن ومدريد، مروراً بباريس وانتهاءً ببروكسل. التفجيرات الأخيرة أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عنها، وهو أمر مزعج ومقيت لنا كعرب ومسلمين، لأن مثل ذلك الإعلان يسيء إلى جميع العرب والمسلمين، ويزيد من تشويه صورتهم النمطية التي كونتها عنهم المجتمعات الأخرى. صحيح أن البلجيكيين فقدوا عدداً من الأرواح البريئة التي لاذنب لها، لكن العرب والمسلمين في بلجيكا وحدهم، والذين يزيد عددهم على 300 ألف نسمة، فقدوا الكثير من سمعتهم وأمنهم وسبل عيشهم، وما ينتظرهم قد يكون أسوأ بكثير من ما يمكن توقعه.

وبالتأكيد، فإن الإعلام الغربي يقوم الآن بالتمشيط على هواه لكى يلقي باللوم على العرب والمسلمين جميعاً، كمسؤولين عن جرائم يرتكبها أفراد مهوسون ومرضى نفسيون لايقيمون لقدسية النفس البشرية وزناً ولا احتراماً. ما يتم في الغرب حالياً من حملة شعواء، كتلك التي يقودها مرشح الرئاسة «الجمهوري» دونالد ترامب أو غيره من الساسة والصحفيين، تتم وسط عجز إعلامي وسياسي عربي للرد عليه، وهي تركز على العرب والمسلمين والأشخاص والمؤسسات التابعة لهم دون النظر في المرآة لاكتشاف عيوب النفس، فالبعض من البشر يشتكون ويتذمرون ويدعون بأن غيرهم ليس له الحق في انتقاد أو مجرد الحديث حول ما يفعلونه هم في معالجة القضايا العامة، في الوقت الذي يقومون فيه هم ذاتهم بارتكاب الأخطاء المسيئة إلى الشأن العام، فما دخل مئات الملايين من العرب والمسلمين في عمل إرهابي مشين ارتكبته مجموعة من الإرهابيين الذين ليس لهم علاقة بالعرب أو بالإسلام؟

وهنا فإن اختصاص الجهات النافذة في الغرب، خاصة الإعلام، هو تقديم النصيحة للساسة، وليس تشجيعهم على ارتكاب الأخطاء أو تأليبهم ضد العرب والمسلمين، أو تقديم تلك النصائح بطرق معاكسة، فالإعلام مهمته هي النقد لكل المواقف والممارسات الخاطئة، لكي يطيحها، وهو المجال الواسع الذي يتم فيه انتقاد جميع ممارسات السياسيين والحكومات وأصحاب الأخطاء الكبرى تجاه الشؤون العامة، لكي تقومها وتصلح من شأنها، وليس تشجيعها والحث على المزيد من الممارسات الخاطئة ضمنها.

وفي الوقت الذي نضع فيه أيدينا على نقطة الضعف الكبرى هذه في الإعلام الغربي تجاه العرب والمسلمين وقضاياهم، من واجبنا الإشارة إلى أنه من واجب الإعلام في الغرب إخضاع تغطية أمور الإرهاب لنفس نوع نمط التحليل المنطقي الذي يمارس تجاه قضايا دول ومجتمعات الغرب ذاته. وفي هذا السياق نحن نعي الانكشاف لأمر واحد على الأقل: التركيز على العلاقة المتسائلة حول لماذا يقوم الإرهابيون حالياً بالتركيز العنيف على المجتمعات الغربية وبهذا الشكل المخيف والقبيح في آن واحد؟ هذا التساؤل الجوهري يفتح المجال أمام سلسلة طويلة جداً من التساؤلات الملحة حول نشوء ظاهرة الإرهاب ذاتها في المجتمعات الغربية، لكن الأمر ببساطة هو الاعتراف بأنه في حوادث الإرهاب الإعلام هو الوسيط المسيطر، فهو الذي يقوم بتحريك عواطف العامة على مدار العالم وفي لحظات، وهو الذي يؤثر على سياسات الدول ويصقل الأحداث ذاتها أيضاً، فيا أيها الإعلام الغربي كن منصفاً تجاه العرب والمسلمين في قضية الإرهاب، وميز بينهم والإرهابيين، وجزاك الله خيراً، إن قبلت ذلك.