أحدث الأخبار
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:46 . الحوثيون يتبنون إغراق سفينة "ماجيك سيز" غداة استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد

الفلّوجة: الدعاية تقتل!

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 30-03-2016


للتذكير، نحن الآن في القرن الحادي والعشرين، وهو قرن، يُقال، إن البشرية بلغت فيه أوج تقدّمها، وإن إرادة دولية معنيّة بالسلام على الأرض طوت صفحة حروب الإبادة وجعلتها من التاريخ. ويُقال أيضاً إن منظمات حقوق الإنسان، الحكومي منها والمدني، تناسلت حتى لم يعد الناس يعرفون أسماءها ومواقعها. في هذا القرن تُحاصر شعوب بأكملها حتى تأكل العشب وورق الشجر والقطط والحمير، وتظهر صور الجوعى المنهكين على شاشات التلفزيون ليراها معظم من في الكوكب وهم يحتسون القهوة في مكاتبهم، أو يرشفون الشاي في منازلهم. القاسم المشترك بين هؤلاء الضحايا أنهم مسلمون سنيّون: مخيمات الفلسطينيين في لبنان، البوسنة والهرسك، غزة، مضايا، والآن الفلوجة في محافظة الأنبار بالعراق.
الفلوجة هي المدينة العربية السنية الموجودة الآن على قائمة التجويع الفارسية الرومية. والقادم أسوأ، ولا يبدو أن قوة على الأرض قادرة على إنقاذ الضحايا راهناً ومستقبلاً. وقد اعتمد الحلف الإيراني الأميركي غير المقدس لتبرير هذه الفظاعات على جماعات اصطنعها، أو اخترقها وسمح لها بتحقيق مكاسب وامتيازات، لتقوم بأعمال عنف موغلة في الوحشية واللامعقول، ثم أعلن الحرب عليها بوصفها مصدراً للشرّ والإرهاب.
 تموت الفلوجة جوعاً لأن تنظيم «داعش» يأخذها رهينة في يده، والنظام الشيعي في العراق مدعوماً بطهران وواشنطن يُحكِم إغلاقها فلا يدخل إليها مثقال ذرة من غذاء أو دواء. أكثر من 100,000 مواطن في الفلوجة يتعرضون منذ كانون الثاني (يناير) 2014 إلى حصار خانق (تضربه الحكومة وميليشيات «الحشد» الشيعية التابعة لها والمموّلة إيرانياً)، وإلى قصف وحشي مستمر بالصواريخ والبراميل، وقد استشهد من أهلها خلال هذين العامين 10,000 مواطن على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، بحسب إحصاءات مستشفى الفلوجة التعليمي.
ومن لم يمت بالبراميل، مات بالجوع. لا بد أن يكون الوضع الآن أسوأ من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي عندما أخذ سكّان الفلوجة يتناولون الشعير ونبات «الدخن» المخصص لطيور الزينة، ونباتات عشبية مثل «السلق» و»الخباز» فيما انعدمت أي خضراوات أو فواكه أو مواد غذائية. منع النظام الحاكم حتى حليب الرّضّع، وعجزت الأمهات عن الإرضاع بسبب هزالهن، ما أدّى إلى وفاة عدد من الأطفال.
وتنتشر أوبئة وأمراض بين المواطنين، بسبب رفض قوات النظام دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. لقاء مكي، النائبة في البرلمان العراقي، أبلغت صحيفة «العربي الجديد» أن نحو 10,000 عائلة في الفلوجة لا يستطيعون الخروج من المدينة بسبب رفض «داعش» خروجهم، وعدم توفير الحكومة العراقية ممرات آمنة لهم (25 كانون الثاني/يناير 2016). الصحيفة نفسها أشارت في 2 شباط (فبراير) 2016 إلى بيان لوزارة الداخلية في العراق زعمت فيه فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين «وسط تكذيب سياسي وشعبي للبيان». موقع «مِدِل إيست آي» نقل عن مسؤولين محليين قولهم إن نظام العبادي والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن رفضا مراراً طلبات محافظ الأنبار وشيوخ القبائل المحلية إسقاط مساعدات إنسانية من الجو على السكّان (25 شباط/فبراير 2016).
لكن موقع العربية نت نشر يوم أمس الثلاثاء هذا العنوان: «الفلوجة تستغيث: احسموا المعركة ضد داعش». وفي القصة روى الموقع ما يلي: «...ارتفعت من قلب (الفلوجة) الأصوات مطالبة حكومة العبادي باستعادتها من المتطرفين مع نفاد الطعام والدواء...»، مضيفاً أن «العمليات المشتركة» (الجيش والشرطة والحشد الشعبي) ردّت على المناشدات ببيان أعلنت فيه «فتح 3 مرات آمنة، لكنها اعترفت بصعوبة الوصول إلى تلك الممرات بسبب انتشار عناصر التنظيم»!
الحرب على سنّة الفلوجة، ليست عسكرية فحسب، ويجب لكي تحظى بفرصة للنجاح ألا تكون عسكرية فقط، وهذا ما تقوم به قناة العربية وغيرها من وسائط الدعاية التي تتمّم بتضليلها وتجهيلها الفظاعات التي تُرتكب بحق الأبرياء، وتضفي عليها الشرعية.