أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

لماذا اختفت بقراتُ جدتي؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-04-2016


انظر كيف تفعل بنا الأخبار المتعلقة بصحتنا؟ كيف تجعلنا نلهث بحثاً عن الصحة والعافية والرشاقة؟ وفي المقابل تأمل كيف تزداد أمراض السمنة عالمياً وبشكل كارثي؟ انظر كيف تتلاعب بنا شركات تصنيع الأدوية والأطعمة ومواد التجميل والأصباغ والأطعمة العضوية والمضادات: مضادات الاكتئاب، المضادات الحيوية؟ فما يكاد الواحد منا يصدق الكلام عن أهمية المواد العضوية ومخاطر الأغذية المعلبة، والتي تدخل فيها المواد الكيميائية حتى يفاجأ بما ينقض النظرية من أساسها، ومن دون مقدمات يفتح صحيفته صباحاً ليقرأ خبراً خلاصته أن الأشخاص المؤمنين بالأغذية العضوية أجسادهم مهددة بالتلف لنقص المواد الحيوية في طعامهم. أما أولئك الذين صدقوا سلامة وإنسانية الطعام النباتي وخلوه من الدهون الخطرة التي تهدد القلب والشرايين، فإنهم بلا شك فتحوا أعينهم دهشة وهم يقرؤون هذا الخبر «أيها النباتيون نظامكم الغذائي يسبب السرطان»!

في خبر نشر منذ مدة يقول «لا يعتبر الشيب أو اللون الأبيض الذي يغزو شعرنا علامة سيئة، بل هو دليل على مرونة خلايا معينة في المخ تنتج هرمونات معينة تنعكس بشكل إيجابي على الذاكرة وغير ذلك»، بعد فترة من قراءة هذه المعلومة قرأت «أن الأطباء توصلوا لمعرفة الجين المسبب لشيب الشعر»! ربما للتدخل فيه جينياً ومنعه أو تأخيره سعياً وراء الشباب والجمال؟ فأين ذهبت الصحة والمرونة؟ ألا يبدو الأمر متضارباً، هل هي قصة سوق وترويج منتجات، أم هي حقائق علمية لا يتم التعاطي معها إعلامياً بشكل دقيق؟

منذ سنوات طويلة عندما كنا صغاراً - كما في كل الدنيا - كانت جداتنا وأمهاتنا يستخدمن الحليب الطبيعي والسمن الطبيعي في الطهي، ويستخدمن الزبدة الطبيعية غير المعالجة في المصانع للأكل ولعمل السمن ــ عن نفسي أتذكر بقرات جدتي، ودجاجاتها ــ فكنا نشرب ونأكل مما تجود به حيوانات المنزل، وفجأة تغيرت محتويات المطبخ، كل شيء أصبح معلباً، ومصنعاً ومعالجاً في المصانع ويأتينا من الخارج، اختفت بقرات جدتي وعنزات أمي والدجاجات والبيض اللذيذ المقلي بالزبدة التي تنتجها تلك البقرات التي ظللت دائماً أخاف منها!

اقتنع العالم بسبب الدعاية المهولة والكلام الذي لم يتوقف ليل نهار، بأن الزبد والسمن والحليب الطبيعي ضار صحياً، وسبب رئيس للكوليسترولw، وأن الزيت هو الأفضل، وانتشرت أسماء زيوت ما أنزل الله بها من سلطان، وأصبحت شركات الزيوت أكثر من شركات المياه المعدنية، وأصبحت رائحة القلي سيئة، وحتى رائحة المطبخ بعد القلي لا تطاق، ثم فجأة انتشر تقرير يقر بخطأ كل ما قيل عن المنتجات الطبيعية للألبان، وخطورة الزيوت المصنعة وأهمية السمن البلدي.. الآن لم يعد ذلك يفيد، لأن الإنسان بحد ذاته صار مصنعاً!