أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

معارضة تعمل لصالح الحزب الحاكم!

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 10-04-2016


حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ فوزه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الثالث من نوفمبر 2003، ولا يزال يتمتع بشعبية واسعة. ولا شك في أن هذا نجاح كبير قلّ نظيره، إلا أنه لم يأت من فراغ، بل هو إحدى نتائج النجاح الاقتصادي والاستقرار السياسي والمشاريع الضخمة التي أنجزتها الحكومات التركية المتتالية التي شكلها حزب العدالة والتنمية، والخدمات التي قدمتها تلك الحكومات إلى الشعب التركي.
القفزة النوعية التي حققتها تركيا منذ ٢٠٠٢ كانت من أهم أسباب نجاح حزب العدالة والتنمية، غير أنها لم تكن السبب الوحيد، بل هناك عامل آخر لعب دورا كبيرا في تحقيق هذا النجاح، وهو غياب معارضة يمكن أن تنافس حزب العدالة والتنمية برؤيتها السياسية وبرامجها الاقتصادية والاجتماعية، والوعود الواقعية التي تقدمها إلى الناخب التركي لتكسب ثقته.
ومن حظ حزب العدالة والتنمية، ما زال قادة الأحزاب والقوى المعارضة بمواقفهم الخاطئة وتصريحاتهم المستفزة يدفعون الناخبين باتجاه تأييد حزب العدالة والتنمية والالتفاف حول الحكومة، بدلا من الرجوع عن السياسات التي ثبت فشلها مرارا ولم ترفع شعبية المعارضة قيد أنملة.
رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان قام قبل أيام بزيارة لواشنطن، وخلال هذه الزيارة خرجت في العاصمة الأميركية مظاهرات احتجاجية لم يتجاوز عدد المشاركين في بعضها أصابع اليد. وجمعت تلك المظاهرات منتمين لجماعة كولن مع مؤيدين لحزب العمال الكردستاني، في مشهد يصب لصالح أردوغان وحزب العدالة والتنمية، في ظل الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن التركية وعناصر المنظمة الإرهابية في جنوب شرقي البلاد، لأن المواطن العادي حين يرى هذا المشهد يقول تلقائيا إن قوى الشر اجتمعت ضد تركيا.
رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلتشدار أوغلو، في كلمته الأخيرة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه، اتهم وزيرة الأسرة سما رمضان أوغلو بالوقوف إلى جانب المجرمين، في قضية الاستغلال الجنسي التي تورط فيها مدرس كان يعمل في إحدى منظمات المجتمع المدني. ورغم وضوح تصريحات الوزيرة في المطالبة بمحاكمة المتهم ومعاقبته كما ينبغي، مع الدعوة إلى التفريق بين المنظمة المعروفة بأنشطتها الخيرية والمتهم الذي عمل فيها فترة من الزمن، وعدم تحميل المنظمة بأكملها وزر الرجل، إلا أن رئيس حزب الشعب الجمهوري لجأ في خطابه إلى المغالطة ليصوِّر الوزيرة كأنها لا ترى بأسا في حادثة استغلال جنسي إن لم تتكرر، بل واستخدم في انتقاد رمضان أوغلو لغة الشوارع ليسيء إلى الوزيرة ويتطاول على عِرضها.
المجتمع التركي المحافظ لا يغفر الإساءة إلى المرأة والتطاول على عرضها، ولذلك خرجت مظاهرات في أنحاء تركيا وأطلقت حملات في وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بإساءة كلتشدار أوغلو إلى وزيرة الأسرة، وانتقدت جميع الأحزاب الأخرى المتمثلة في البرلمان ما تفوه به رئيس حزب الشعب الجمهوري، كما دعت النائبة السابقة عن حزب الشعب الجمهوري، جانان أريتمان، كلتشدار أوغلو إلى الاعتذار.
المعارضة التركية بهذا المستوى المتدني لا يمكن أن تنافس حزب العدالة والتنمية، ومهما اشتدت انتقاداتها الموجهة إلى الحكومة فإنها تخدم حزب العدالة والتنمية أكثر من خدمتها للمعارضة، ما بقيت تلك الانتقادات مبنية على الكذب والمغالطة والبذاءة.