أحدث الأخبار
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:46 . الحوثيون يتبنون إغراق سفينة "ماجيك سيز" غداة استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد

الذين أصابتهم حرفة الأدب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-04-2016


إن إصرار الإنسان على امتهان حرفة ذات طبيعة مختلفة دليل على رغبته الأصيلة والمؤكدة في بلوغ هدف أو غاية من غايات الدنيا كالمال والشهرة ومصاحبة ذوي الجاه والسلطان، إلا حرفة الأدب، فهذه تسرق العمر والراحة والمتع الصغيرة منها والكبيرة، خاصة إذا استبد الأدب واستحوذت الكتابة على صاحبها، لذلك نرى معظم أهل الأدب الحقيقيين من بسطاء الناس وربما من فقرائهم أيضاً.

 ومن هنا كان يقال: فلان أدركته حرفة الأدب، وفلان هذا هو الأديب والشاعر، ويمكن أن ينضم إليهما الروائي والكاتب الصحفي الذي قد تدركه حرفة الأدب أيضاً!وأدركته حرفة الأدب أي: تسلطت عليه واستعبدته فصار يخدمها أكثر مما يخدم نفسه وحياته دون أن يتمكن من الفكاك منها، فهي حرفة لا يتقاعد صاحبها ولا يستقيل ولا يعتزل، وهنا نتحدث عن الأدباء من أصحاب المواقف والرؤى والأفكار الكبيرة!إن الأدباء الذين يمنحون الأدب كل وقتهم وجل اهتمامهم هم أولئك الذين يبرعون في حرفتهم، فيعكفون على تطويرها وتحسينها بالقراءة والبحث والتأمل والاستماع والسعي لطلب الاستزادة من المتقدمين والرواد، دون أن يتوقفوا عن بذل المزيد من الجهد والعمل، مع إدراكهم الكامل أنهم اختاروا المهنة الأصعب والأشرس!

 نعم الأشرس كما وصفها الأديب العالمي «ماريو برغاس يوسا»، عندما كتب في واحدة من رسائله إلى روائي شاب يقول له: «إن الأدب حين يتحكم في صاحبه يصير كتلك الدودة اللعينة التي تنفذ إلى الأمعاء وتربض هناك تتغذى على صاحبها دون توقف، وهكذا الأدب يتغذى على وقت وذاكرة وحياة الكاتب»، وقبله قال «توماس وولف» معلم فوكنر: «لقد عرفت أنني قد تحولت أخيراً إلى كاتب، عرفت أخيراً ما الذي يحدث لإنسان جعل من حياته حياة كاتب»! يعتنق الكتاب العظام الأدب كمن يعتنق ديناً، يقول يوسا، بحماسة وإيمان واستعداد للتضحية! فماذا يحتاج الأدب من الأديب ليتم وصفه هكذا؟

في الحقيقة إنه يحتاج إلى كل شيء: الميل والجهد والوقت والطاقة، إن هؤلاء الذين يمنحون الأدب كل ميلهم وجهدهم ووقتهم وطاقتهم هم وحدهم من سيكونون في وضع يمكّنهم من أن يصيروا كتّاباً حقيقيين، وأن ينجزوا أعمالاً تستمر بعدهم، هذا ما يقوله تاريخ الأدب وتاريخ الأمم، هكذا كان غارسيا ماركيز، ونيرودا، ونجيب محفوظ، وتولستوي، وديستويفسكي!

لا شيء يمكن أن يغيّر أصول هذه القاعدة أو المعادلة، لا السوق ولا التجارة ولا الشطارة، يمكن للكاتب أن يستفيد من التطور ومن التكنولوجيا ومن شطارة مروجي الكتب، يمكنه أن يتلافى ضياع الوقت، وأن يعظم فائدته من تدفق المعلومات، وأن يصل بأفكاره إلى جمهور أوسع، لكنه سيظل دائماً بحاجه إلى الميل الحقيقي للأدب، وإلى الجهد الكبير قبل الموهبة، وإلى الزمن لتتراكم النتاجات وتنضج، هؤلاء الذين يخربشون على الأوراق دون جهد وبحث معمّقين ودون قراءات متخصصة ودون تجربة، ثم لا يحتملون أي نقد أو توجيه، لن ينتجوا أعمالاً يذكرها الناس ولا أعمالاً تعيش بعدهم، هؤلاء أصابهم عارض الشهرة، لكن لم تصبهم حرفة الأدب حتماً!