أحدث الأخبار
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:46 . الحوثيون يتبنون إغراق سفينة "ماجيك سيز" غداة استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد

البعد عن نقطة الجهل

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-04-2016


أتذكر كلمات العقاد حين سئل عن العلم، فقال: «نحن نقرأ لنبتعد عن نقطة الجهل، لا لنصل إلى نقطة العلم»، هل نسمي ذلك تواضعاً من العقاد، لا يهم ما نسميه، المهم حين نقرأه كيف نوظفه، كيف تستقبله حواسنا وخلايا عقلنا، فالعقاد لم يكن يقصد أن يتواضع، فالتواضع سمة وسلوك أخلاقي لا يعاني الإنسان ليظهر به، إنه يظهر بشكل تلقائي في سلوكنا، لذلك فالعقاد كان يقصد ما قاله فعلاً، لكن الأكثر تأثيراً بالنسبة لي حين تأملت في كلامه عن الكتب؟ لماذا تقرأ؟ فأجاب: «لأن حياة واحدة لا تكفيني، الكتب حيوات، ونحن نعيشها كلها حين نقرأ!».

ذات مرة قرأت هذه الحادثة، احتفظت بها، لأنها لخصت لي كلام الأديب عباس العقاد على وجه الدقة، يقول الكاتب: «حضرت ورشة عمل عن اللغة والكلمة، وتأثيرها في الناس، وذلك في مركز مؤهل للتنمية البشرية، توزعنا مجاميع لكي نتبادل التجارب ثم الآراء على حسب الموقف، أو السؤال الذي تطلبه المحاضرة.. لفت نظري أن مجموعتي مكونة من رجل في منتصف الخمسين من عمره، يعمل كحمال بضائع، وليس لديه أي مؤهلات علمية تمكنه من العمل في وضع أفضل نتيجة ظروف يمر بها، مع ذلك يرى أن استثماره الكبير في الحياة هو الإحسان للناس بالابتسامة والكلمة الطيبة، فهو يحاول كلما واتته الفرصة أن يشترك في مثل هذه المحاضرات، خاصة إذا كانت مجانية»، ليتعلم كيف ينتقي كلامه وكيف يترجم ويرتب ما يدور في عقله من أفكار.

حين نقرأ مثل هذه الحكايات، فإننا نتخيل هذا الرجل الحمال تحديداً دون غيره من حضور الورشة، نتخيل ظروفه ومحاولته المستميتة ليكون صالحاً للتعامل مع الناس، هذا الوعي الاجتماعي اكتسبه من الورش التي يحضرها، لكنه بلا شك قرأ كتباً كثيرة ليصل إلى تكوين هذا العقل، بقي ألا نشعر نحن بتلك الأحاسيس البغيضة تجاه حمال يشاركنا الورشة، فربما قرأ كتباً أكثر منا بكثير، وعليه فقد ابتعد عن نقطة الجهل أكثر مما فعلنا نحن!

نتحرك وسط عالم كبير ومتنوع وشديد التناقض أيضاً، لكن الناس ينجحون في نهاية اليوم في إثبات قدرتهم على التعامل بعضهم مع بعض بأقل قدر من الصدام، لأن العلم الذي تلقوه والثقافة التي تتسع وتنتشر في المجتمع يساعدانهم على القفز على الخلافات والتناقضات، بالرغم من الصعوبة التي يواجهونها، لنتخيل لو أن حياتنا بلا كتب وبلا تواضع وبلا رحمة وبلا قراءة، كيف كنا قطعنا هذه السنوات؟ لنتخيل أننا آمنا بأن شكل حياتنا الذي نعيشه هو الأفضل، وأن ما نحن عليه هو الخير البحت، كيف كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن؟ هذا ما لا ينتبه إليه معظمنا، إن ما نحن عليه هو جهد إنساني مشترك، اجتمع كثيرون عبر زمن طويل لينتجوه ولنعيشه نحن الآن، إن «حياة واحدة» لا تنتج ما نحن فيه، لذلك علينا أن نقرأ كثيراً، لنبتعد عن نقطة الجهل!