أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

حب مدفوع الثمن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-04-2016


إذا كنت تعتقد أن الحب عالم من الورود والأحلام والشعر، فاعلم أنك لست مخطئاً لكنك بحاجة لأن تراجع قناعاتك جيداً، فللحب وجه آخر، وجه قد يكون على النقيض تماماً، هذا الوجه الذي لا يريد الكثيرون الاعتراف به، أو التعرف عليه ولو من باب الاحتياط والحذر على الأقل، وهو الوجه الذي يفاجئ أو يتفاجأ منه بعضنا حين يسمع قصة نصب واحتيال وغدر واستغلال تحت مظلة الحب وكأنه لم يكن يتوقعها فيظل غارقاً في تساؤل عبثي: أين الخلل في القصة؟ هل هي في الحب أم في العشاق؟ متناسين دورة الطبيعة الخالدة وأنه لا شيء في هذه الحياة مكتملاً إلى الأبد أو كاملاً بذاته إلا الله، فحتى القمر إذا بلغ تمامه واكتمل وصار رمزاً للبهاء والكمال سرعان ما يتناقص في اليوم التالي من الشهر!

لا علاقة للحب كمفهوم أو كمعنى مجرد بتجربة الناس وما يخرجون به من استنتاجات، فالحب عاطفة أولاً ونمط حياة وسلوكيات متداخلة بين شخصين أو أكثر بحاجة إلى ذكاء، وفطنة وعقل وتجربة، الأمر لا علاقة له بتفاؤل وتشاؤم من يكتبون عن الحب وينسجون حوله الحكايات، ليس هؤلاء من يقول إن للحب وجهاً جميلاً ووردياً وشاعرياً أو وجهاً أسود، إنها قصص الحياة العملية والواقعية التي نعيشها ويعيشها أصدقاؤنا وكل من يحيط بنا، الحياة مليئة بالخير بنفس المقدار الذي تمتلئ به بالشر، وهي لا تخلو من الطيبين والأبرياء الذين لفرط براءتهم يخامرك الشك بوجود أجنحة خلف ظهورهم، لكن إلى جانب هؤلاء يمشي أشخاص بكامل أناقتهم وجمالهم يرتدون العطر بدل أن يرشوه على ثيابهم، مع ذلك لا تشك لحظة في دناءة نواياهم وقلوبهم، أليس هذا ما نعيشه كل يوم ونظل نكتشفه كل يوم!

أن يحب رجلاً فتاة لسنوات ثم في لحظة قدر تتكشف له الحقائق فإذا بها لم تحبه يوماً وأنها طيلة الوقت كانت لا ترى منه سوى محفظة نقوده وأنها كانت تستغله لتعيش الحب مع شخص آخر، إن هذا لا يدل على ذكاء الفتاة ولكن على غباء الرجل ربما أو قلة تجربته، وأن يحب الرجل أبناءه إلى درجة أن يقتلهم ليخلصهم من جحيم الواقع فهذا ليس حباً ولا حرصاً ولكنه شذوذ عقلي بامتياز، وأن يعاشر الرجل جثة فهذا ليس حباً ولكنه مرض وسقم روحي، وأن تستعذب الفتاة حب رجل يحبها لتنفق عليه دون أن تطرح على نفسها سؤالاً واحداً عن دلالات وماهية هذا الحب الذي يحدثها عنه ليل نهار بينما هي تدفع الثمن أضعافاً مضاعفة من جيبها وسنوات عمرها..

نحن نتلقى تربية أسرية ومدرسية لا تعيننا على معرفة الجنس الآخر بشكل حقيقي، ولا تسمح لنا بالحديث في هذا النوع من العلاقات باعتبارها محرمات تربوية لا يصح فتحها أمام الأولاد والبنات الصغيرات، بينما يتابع هؤلاء الصغار آلاف الأغاني والأفلام التي تزيف الوعي والحياة والعاطفة والجنس الآخر، يقال لهم في الإعلام إن كل الناس طيبون ونزيهون وجيدون و... لذلك يصدقون كل ما يسر في آذانهم من معلقات الحب والغرام وطلبات المساعدة.. دون أن ينتبهوا إلى أنهم في الحقيقة يعيشون في أحيان كثيرة حباً مدفوع الثمن!