أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

قضايا شائكة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-05-2016


علينا أن نعترف بوجود درجة عالية من الاختلافات في وجهات النظر وفي المواقف بين الناس، يبدو الأمر طبيعياً لأن البشر مختلفون أولاً، ولأن الزاوية التي تنظر منها أنت للأمر تختلف عن زاوية الآخرين، لكن يبقى هناك جذر أو مكان يتفقون حوله بالتأكيد، وإن لم يحدث ففي الأمر متسع كبير لقبول الاختلافات والتناقضات اعترافاً بأن البشر خلقهم الله مختلفين وسيبقون مختلفين.

إن الناس حين يختلفون فهم يقرون بقاعدة كونية تأسس عليها خلق الإنسان منذ الأزل، لكن علينا أن نعترف أن الاختلافات لا تكون حول الكليات المتعارف والمتفق عليها عادة، ولكن حول الإجراءات والتفاصيل، فنحن لا نختلف حول ضرورة العدالة ودورها أو حول القيم والقانون وأهميتهما.. إلخ، ربما نختلف حول الأساليب والطرق، لكننا لا نختلف حول القيمة العليا للقانون أو الأخلاق.

في النشر والثقافة هناك الكثير من القضايا الشائكة والملتبسة في بلداننا العربية، كالموقف من نشر وتداول الأدب الإباحي مثلاً، أو تداول كل ما يتعلق بعرض الأفلام واللوحات والصور اللاأخلاقية؟ فمن الذي يحدد أو يقرر فيما إذا كان ذلك مسموحاً أو غير مسموح؟ أخلاقياً أو غير أخلاقي؟ في المجتمعات العربية يكون الدين مرجعاً، وكذلك القوانين وأخلاقيات المجتمع والقيم المتبعة والأعراف المتداولة والذوق العام والذائقة الأخلاقية للمجموع، لأن المجتمعات منذ تدرجت في تطورها بنت لنفسها أنساقاً اجتماعية وسياسية واقتصادية، كما أحاطت نفسها بمعايير مختلفة تحتكم إليها عندما تختلف حول أية قضية، الأخلاق معيار وليست مبرراً أبداً!

لقد أقمنا الدنيا ولم نقعدها بسبب أحد البرامج التلفزيونية حتى تم منعه بسبب احتكامنا لهذه المعايير عند الحكم عليه، فلماذا إذاً حين يمنع كتاب مسيء، أو فيلم سينمائي غير لائق، أو مجلة، أو أي منتج ثقافي يصطدم بأخلاقيات وقيم المجتمع، يقف الكثيرون ضد قرار الحجب أو المنع باعتباره اعتداء على الحريات؟ أو دليلاً على وجود متعصبين أو متشددين يقفون وراء قرارات الحجب؟ لماذا لا يكون دليلاً على وجود حكماء يقدرون خطورة هذه النتاجات ومساوئها على القيم والذوق والذائقة؟ تماماً مثلما حدث مع أحد البرامج التلفزيونية؟

كلنا مع حرية الإبداع والابتكار والفكر والتعبير فيما يخدم المجتمع والناس والتطور والمصلحة العامة، لكن هل يبدو من الطبيعي أن نتسامح أخلاقياً مع نتاجات غير أخلاقية وغير مقبولة ليأمن الإنسان أي نوع من التهجمات عليه أو اتهامه بالتعصب مثلاً؟

تعود قضايا الحريات في أوطاننا العربية للواجهة دائماً كلما زادت أزماتنا بجميع أشكالها، طارحة إشكالية العلاقة بين الأخلاق والدين من جهة، والحرية والإبداع من جهة أخرى، فما لم نحتكم لمعاييرنا الثقافية الثابتة، فإلى أي المعايير نحتكم إذاً؟ وهل على الإنسان أن يسمح بالسفاهة والابتذال والتفاهة ضمانة للتطور، وهل شيوع التفاهة لأي سبب، مبرر للدفاع عنها، أم سبب قوي للوقوف في وجه شراستها واستفحالها؟