أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

حفلة التفاهة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-05-2016


قرأت آخر أعمال الكاتب التشيكي الأصل ميلان كونديرا »حفلة التفاهة«، فلم أستطع استساغة الرواية ولم أكملها، هي ليست سهلة أولاً والترجمة لم تكن سلسة، وحين زرت براغ للمرة الثانية منذ مدة، تصادف سكني في فندق يحتفي بالكتاب التشيكيين الكبار، فقد قرأت على غرفة الاجتماعات »قاعة ميلان كونديرا«، وعلى الجانب الأيسر للباب المقابل لغرفتي قرأت اسم »فرانز كافكا«، حين خرجت للشارع أبحث عن مقهى دخلت بالمصادفة إلى واحد يحمل اسم »كافكا كافيه« في الساحة الرئيسية، عندها فكرت أن الأشياء لا تحدث بالمصادفة أبداً، وأن علي أن أقرأ شيئاً لهؤلاء الكبار!

بعد أن عدت إلى دبي، تذكرت »حفلة التفاهة« واجتهدت في إكمالها رغم صعوبة فكرتها: التفاهة في مقابل وجودنا الإنساني، أو التفاهة كمعادل لكل ما يحيط بنا، وبالفعل أنهيتها وحققت نقطة لصالحي، بعدها استغرقت في طرح الكثير من الأسئلة حول الرواية لأنها تزرعك بالأسئلة فعلاً!

وقد أشعل أسئلتي حفلة التفاهة الفعلية المقامة على امتداد جغرافيا الشرق الأوسط، ثم أحاديث واهتمامات الكثير من الناس حولنا، والتي تبدو بلا معنى وخالية من المضمون، تذكرك بفقاعات الصابون التي ينفخها ذاك المهرج في ساحة براغ محدثاً حالة من البهجة الزائلة في نفوس الأطفال والناس الذين يلاحقون الفقاعات بلا هدف حقيقي، سوى أن قوس قزح يبدو مغرياً وهو يتكون على سطحها!

ميلان كونديرا يؤمن أن التفاهة تحصد أرواح الناس، هذه الحروب، والمجازر والدمار، لأي شيء تستمر، ولأي هدف تدعم وتقوى بوساطة قوى كبرى، هذه الأفكار التي تفرض على البعض، هذه البرامج التي ندعى لأن نعجب بها، هؤلاء النجوم الذين يدفعنا الإعلام للتسليم بنجوميتهم، هذه الكتب ومظاهر التاريخ التي علينا أن ننظر لها بتبجيل، ألا يمكن أن تجعل الشباب يفقدون الأمل في كل شيء ويزدرون كل شيء ويذهبون للتفاهة؟

ستالين الرهيب، يحكي قصة غرائبية عن نفسه وعن قدراته الخارقة لمجموعة من كبار رجال الدولة، يريد إضحاكهم لا أكثر، لكنهم لا يفعلون، يصمتون ويضمرون له الكراهية والاحتقار، وهناك في دورة المياه يتصايحون ويسخرون منه ومن حكايته، بينما يتلصص هو عليهم ويضحك من غبائهم وجبنهم، يا للأوغاد حتى روح الفكاهة لا تمتلكونها!

العجوز الخمسيني في الرواية يطلق النار على أنف تمثال الملكة الفرنسيّة »ماري دوميديسي« ويكسره، إهانة عميقة لتاريخ فرنسا يختزلها هذا الفعل الذي قام به العجوز في حديقة اللوكسمبورغ أشهر حدائق باريس، لكن كونديرا يريد أن يقول إن التاريخ ليس له قيمة طالما لم يعد يعنيني أو يفيدني في شيء، هل خطر ببالنا أن كثيراً من أبنائنا يمكن أن يفكروا مثل ميلان كونديرا وهم يمعنون في كثير من أحاديثهم واهتماماتهم عديمة الجدوى؟