أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

«الذئب المتوحد..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 29-05-2016


أتذكر دائماً ذلك الموظف اللطيف الذي يحبه الجميع، يقول المدير إنه قرأ أن خروج الموظفين في رحلة جماعية أسبوعياً يقوّي أواصر المحبة والتعاون في ما بينهم، فيقترب الموظف منه، وهو يهمس بصوت يتعمد أن يسمعه الجميع: عبقري.. طال عمرك! عجيب والله عجيب! يستأنف المدير حديثه: وبناء على سياسة العمل التي أعتمدها، فقد قررت إلغاء الرحلات الدورية، لكيلا تطيح الميانة.. تنظرون له بشماتة لتتفاجأوا به يميل على المدير مرة أخرى، وهو يستأنف عبارته بدوره: بس هذي عبقرية أكبر طال عمرك!

لا مشكلة في تغيير الآراء والتوجهات والقناعات بشكل يومي! لِمَ لا؟! العقل البشري كائن حي يتغير بقناعاته وإدراكه بحسب المصلحة الخاصة، ولهذا فلا غرابة في أن يتحدث «المستثمرون» عن الخلط المفيد في المناطق التجارية، بحيث يختلط السكني مع التجاري مع العائلي مع العزوبي مع الصناعي، حتى تحدث قضية مؤلمة مثل قضية «عبيدة»، ليتم فتح الملفات الأمنية، ويراجع ما تسبب في حدوث المأساة، ليتم فقط التذكير بالقوانين الموجودة أصلاً، ويكرر الجميع أن القوانين كانت في مصلحة الجميع، ويعيد أصحاب الاستثمارات وضع لوحة «للعوائل فقط»، ويبقى السؤال الذي يوجّه للمستثمرين إذا تعارضت مصلحة اجتماعية وأمنية مع مصلحة تجارية أو استثمارية، فلمن تكون غلبة الرأي في النهاية؟!

يثار هذا الموضوع في الوقت الذي ينتظر فيه أهالي منطقة الرمس ومينائها في رأس الخيمة قراراً مهماً، ففي الوقت الذي تقررت فيه إزالة جميع العزب والاستراحات من هذا الشاطئ التاريخي والمهم في المنطقة، لغرض إنشاء كورنيش نظامي فيها، تتم مفاجأة سكان المنطقة بأن جميع العمال الآسيويين والعزاب من البحارة الذين تمتلئ أجسامهم بطعام الفوسفور، ويعيشون في غربة منذ عقود، تقرر نقل سكنهم ليكون في المنطقة نفسها، بما يعني أن الآلاف من هؤلاء العزاب سيكونون خلال مدة بسيطة يعيشون بين الأهالي في الكورنيش الجديد، وبعدها سيحدث ما يحدث، ليبكي الجميع مرة أخرى، ويترحموا على أيام الجمال التي كانت الأحياء فيها آمنة مطمئنة!

لماذا لم يُنقل العمال ومساكنهم إلى الشاطئ المقابل والبعيد عن سكان الرمس؟ السبب بسيط، لأن تلك المنطقة مخصصة لكي تصبح مدينة استثمارية مستقبلاً، ولا أحد من المستثمرين يرغب في أن يتم إزعاجه بوجود مدن عمالية صغيرة، دع الأهالي يتحملوا وجود القنابل الموقوتة بينهم، لكن لا تؤثر في «البزنس»!

هناك أمر أعترف به لشباب الرمس، هو أنهم كانوا ومازالوا أفضل لعيبة دومنه وتريكس في الدولة، لأنهم كانوا دائماً يملكون الاستراحات والعزب البحرية الجميلة لممارسة الهواية، وقد ضحوا جميعاً بطيب خاطر بأماكن متعتهم من أجل مشروع الكورنيش الجديد، فهل توافق الجهات الاستثمارية على التضحية ببقعة صغيرة تخصصها للعمالة للحفاظ على هذه المدينة آمنة من الذئاب المتوحدة؟!