أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

الفلّوجة.. انتقام إيراني وسط صمت أميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 30-05-2016


ثلاثة من القادة المعروفين لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية ظهروا على الشاشات متوعّدين الفلّوجة، وليس تنظيم «الدولة الإسلامية/ داعش» الموجود في المدينة. وهذا الوعيد الذي لا يميّز بين «داعش» والفلّوجيين أعاد إلى ذاكرة هؤلاء شريط الأحداث التي بدأت أواخر العام 2003، بوضعهم في مواجهة الاحتلال الأميركي ثم في صراع مع الحكومة الممثلة لـ»الاحتلال الإيراني»، وقد انتهت هذه الحكومة إلى تسليم مجمل المحافظات السنّية، تسليم اليد، وخلال ساعات، إلى تنظيم «داعش». واليوم رغم أن الجيش الحكومي هو الذي يقود عملية طرد التنظيم من الفلّوجة، ورغم أن رئيس الوزراء تعهّد لأحزاب السنّة بعدم إشراك «الحشد»، إلا أن الكلمة الإيرانية العليا في بغداد هي التي فرضت نفسها، وما على حيدر العبادي سوى أن يرضخ ويتكيّف مع الواقع الذي يعرفه.
أظهرت الصور قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في «غرفة عمليات الحشد»، والبعض قال إنه يقود المعركة، لكن البيانات الرسمية شدّدت على أن القيادة تتقاسمها حكومة العبادي مع الأميركيين و»تحالف دولي» يقودونه، وأن هذين الجانبين متوافقان على إشراك مجموعات مما سمّي «الحشد العشائري» الذي يضم مقاتلين من أبناء عائلات المنطقة وعشائرها. ثم هاهو نوري المالكي يخرج من جحره ليزور قادة «الحشد» ويبثّ سمومه، فهو يعلم أن الجميع في العراق يحمّله مسؤولية الكارثة التي حصلت منتصف 2014، بعدما رفض طوال عامين معالجة الأزمة السياسية بوسائل قانونية ودستورية وبروح وطنية وتعايشية، لكن جميع رؤساء الأحزاب الشيعية وجدوا مصلحة في هذا الحجّ إلى قيادة «الحشد» غير آبهين بكونهم يساهمون في الشحن والتوتير الطائفيين. والغريب أن أياً منهم لم يحاول أن يدلي بما يغيّر وجهة الخطاب الشيعي، بل كان هناك إصرار على إظهار العداء للفلّوجة نفسها، أي لأهلها، قبل العداء لـ»داعش».
حاولت مصادر رئيس الوزراء عبثاً الإقناع بأن «الحشد» يستخدم «بروباغندا» أكبر بكثير من دوره في المعركة، لكن أهالي القرى الموجودة على أطراف الفلّوجة تحدّثوا عن نهب وحرق وإتلاف زرع وأملاك، فهل الجيش العراقي هو الذي يقوم بهذه الأعمال؟ وفي هذا الحال ما موقف الجانب الأميركي الذي أشرف على إعادة تدريب العسكريين وتأهيلهم. لكن السؤال الأهم الذي طُرح بإلحاح كان «أين الأميركيون؟»، وأين اختفوا وهم شركاء ميدانيون في المعركة، ولماذا لم يُسمع صوتهم كما في مرّات سابقة عندما رفضوا بعناد وثبات تدخّل «الحشد» تجنباً لمشاكل جانبية؟ لم يصدر أي موقف واضح من هذه المسألة التي أثارت ردود فعل عراقية وعربية ساخطة، واكتفى بيانان بالقول أن أميركا وحلفاءها يستهدفون مواقع لـ»داعش» بضربات محدّدة في الفلّوجة والموصل ومناطق أخرى.
لذلك صحّ التساؤل عما إذا كان الأميركيون أنفسهم لا يزالون يبيّتون حقداً على الفلّوجة، أم أنهم يتقبّلون ادعاءات الميليشيات الشيعية بأن في المدينة حاضنة شعبية للتنظيم، رغم أن تسعين في المئة من سكانها غادروا بعد سيطرته عليها. في أي حال هناك غضّ نظر أميركي غير مقبول وغير مبرّر عن تدخّل «الحشد»، ليس فقط لأنه يحرف «تحرير الفلوجة» عن هدفه، ويوظّفه في التأجيج الطائفي، بل الأهم أنه يضاعف التوجسّ من أجندة إيران التي تريد تغيير التركيبة السكانية في الفلّوجة بسبب قربها من بغداد.;