أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

الفلّوجة.. انتقام إيراني وسط صمت أميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 30-05-2016


ثلاثة من القادة المعروفين لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقية ظهروا على الشاشات متوعّدين الفلّوجة، وليس تنظيم «الدولة الإسلامية/ داعش» الموجود في المدينة. وهذا الوعيد الذي لا يميّز بين «داعش» والفلّوجيين أعاد إلى ذاكرة هؤلاء شريط الأحداث التي بدأت أواخر العام 2003، بوضعهم في مواجهة الاحتلال الأميركي ثم في صراع مع الحكومة الممثلة لـ»الاحتلال الإيراني»، وقد انتهت هذه الحكومة إلى تسليم مجمل المحافظات السنّية، تسليم اليد، وخلال ساعات، إلى تنظيم «داعش». واليوم رغم أن الجيش الحكومي هو الذي يقود عملية طرد التنظيم من الفلّوجة، ورغم أن رئيس الوزراء تعهّد لأحزاب السنّة بعدم إشراك «الحشد»، إلا أن الكلمة الإيرانية العليا في بغداد هي التي فرضت نفسها، وما على حيدر العبادي سوى أن يرضخ ويتكيّف مع الواقع الذي يعرفه.
أظهرت الصور قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في «غرفة عمليات الحشد»، والبعض قال إنه يقود المعركة، لكن البيانات الرسمية شدّدت على أن القيادة تتقاسمها حكومة العبادي مع الأميركيين و»تحالف دولي» يقودونه، وأن هذين الجانبين متوافقان على إشراك مجموعات مما سمّي «الحشد العشائري» الذي يضم مقاتلين من أبناء عائلات المنطقة وعشائرها. ثم هاهو نوري المالكي يخرج من جحره ليزور قادة «الحشد» ويبثّ سمومه، فهو يعلم أن الجميع في العراق يحمّله مسؤولية الكارثة التي حصلت منتصف 2014، بعدما رفض طوال عامين معالجة الأزمة السياسية بوسائل قانونية ودستورية وبروح وطنية وتعايشية، لكن جميع رؤساء الأحزاب الشيعية وجدوا مصلحة في هذا الحجّ إلى قيادة «الحشد» غير آبهين بكونهم يساهمون في الشحن والتوتير الطائفيين. والغريب أن أياً منهم لم يحاول أن يدلي بما يغيّر وجهة الخطاب الشيعي، بل كان هناك إصرار على إظهار العداء للفلّوجة نفسها، أي لأهلها، قبل العداء لـ»داعش».
حاولت مصادر رئيس الوزراء عبثاً الإقناع بأن «الحشد» يستخدم «بروباغندا» أكبر بكثير من دوره في المعركة، لكن أهالي القرى الموجودة على أطراف الفلّوجة تحدّثوا عن نهب وحرق وإتلاف زرع وأملاك، فهل الجيش العراقي هو الذي يقوم بهذه الأعمال؟ وفي هذا الحال ما موقف الجانب الأميركي الذي أشرف على إعادة تدريب العسكريين وتأهيلهم. لكن السؤال الأهم الذي طُرح بإلحاح كان «أين الأميركيون؟»، وأين اختفوا وهم شركاء ميدانيون في المعركة، ولماذا لم يُسمع صوتهم كما في مرّات سابقة عندما رفضوا بعناد وثبات تدخّل «الحشد» تجنباً لمشاكل جانبية؟ لم يصدر أي موقف واضح من هذه المسألة التي أثارت ردود فعل عراقية وعربية ساخطة، واكتفى بيانان بالقول أن أميركا وحلفاءها يستهدفون مواقع لـ»داعش» بضربات محدّدة في الفلّوجة والموصل ومناطق أخرى.
لذلك صحّ التساؤل عما إذا كان الأميركيون أنفسهم لا يزالون يبيّتون حقداً على الفلّوجة، أم أنهم يتقبّلون ادعاءات الميليشيات الشيعية بأن في المدينة حاضنة شعبية للتنظيم، رغم أن تسعين في المئة من سكانها غادروا بعد سيطرته عليها. في أي حال هناك غضّ نظر أميركي غير مقبول وغير مبرّر عن تدخّل «الحشد»، ليس فقط لأنه يحرف «تحرير الفلوجة» عن هدفه، ويوظّفه في التأجيج الطائفي، بل الأهم أنه يضاعف التوجسّ من أجندة إيران التي تريد تغيير التركيبة السكانية في الفلّوجة بسبب قربها من بغداد.;