أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

التلصص حياة أخرى!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-06-2016


حين طلبت منه إحدى قارئاته نصيحة لأنها معجبة بأدبه ورواياته، كانت نصيحة غوستاف فلوبير لها ثلاث كلمات لا أكثر: «اقرئي لكي تحيي»، من هذه النصيحة انطلق الكاتب دانيال باناك وهو يعد لكتابه (متعة القراءة)، فجاءت النتيجة كتاباً في القراءة والمتعة والحياة، يكشف لنا باناك في كتابه كيف أن القراءة التي يعودنا والدونا عليها ويدربوننا منذ صغرنا على طريقة التعامل معها ومع الكتاب، تتحول إذا نحن آمنا بالكتاب إلى فعل حياة حقيقي!

باناك يؤكد في كتابه أيضاً أن القراءة تحول القارئ إلى شخص آخر يختلف عما كان عليه قبل القراءة، التحول الذي يصيب القارئ يبدأ معه في وقت مبكر جد، عندما يبدأ في تلمس طريقه نحو الكتب وهو صغير جداً، يثير فضوله كل باب مغلق وكل مكان ممنوع عليه دخوله، عندها يتحول الفضول إلى شغف والشغف إلى حالة من التلصص، فيكتشف عالماً مختلفاً وكبيراً جداً ومليئاً بالعجائب، يقول لنفسه (هذا بالضبط ما كنت أبحث عنه)، وفي كل مرة يتسلل فيها ليفتح كتاباً أو قصة يشعر ذلك الطفل بأن عالماً جديداً ينفتح أمام عينيه، فينفصل عن عالمه أو يتمرد عليه ثم يغوص فيه أكثر، يقول باناك، إنه لا يمكن للمرء أن يشفى من هذا التحول الذي تصيبنا به القراءة، كما لا يمكن أن نعود منها سالمين دون أن يصيبنا دوار المعرفة!

حين طلبت مني صديقة لي أيام الدراسة الجامعية، أن أعلمها أبسط طريقة للدخول إلى عالم القراءة والكتب، عرفت بأنه أصابها عارض الإعجاب بقارئ ما، فالقارئ الحقيقي شخص مختلف ومثير للاهتمام والإعجاب، وكثيرون يتمنون أن يكونوا مثله، لقد حاولت أن أمهد لها الطريق إلى الكتاب، حاولت معها بأكثر الطرق بساطة أن تقرأ، فعلت كل ما في وسعي، فكانت النتيجة صفراً في المئة، لم تستطع أن تعبر الصفحة الأولى من أي كتاب، قالت لي إنها لم تجد القراءة ممتعة ولا سهلة، إنها هواية ثقيلة كما قالت، وهذه تحديداً هي المشكلة، فالقراءة ليست هواية أبداً!

حينما ننتمي للقراءة ونصير قراءً فإننا نقرأ كمن يتنفس، أو كمن يعيش كما قال غوستاف فلوبير، »حينها نقرأ كي نعلم من نحن، ولكي نعلم ما يجري في العالم، ونعرف الآخرين بشكل أفضل، ونعلم إلى أين نمضي، وكي نحافظ على ذاكرة الماضي، ونضيء الحاضر، كي نكسب الوقت، ولكي نفرّ من الواقع، كي نبحث عن معنى للحياة، كي نمارس فكرنا بحرية..«، نقرأ لنحيا فعلاً.