أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

بائع الكتب في بلاد تحترق!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-07-2016


الحديث عن رجل أنيق وشهم ومتعلم، يجيد التحدث باللغة الإنجليزية، ويبيع الكتب في كابول، يبدو غريباً بعض الشيء حينما يتعلق ببلد كأفغانستان، وبمدينة على شفا الانهيار والبؤس كـ(كابول)، حينما شاع اسم وحكم طالبان، والمآسي التي ارتكبها خريجو المدارس الدينية الذين أعادوا أفغانستان قروناً للوراء!

الكاتبة النرويجية آسني سييرستاد عاشت مع بائع الكتب هذا في منزله ووسط عائلته الكبيرة عدة أشهر، كانت كفيلة بتأليف كتاب سجلت فيه الأحداث من دون أي ترتيب أو تصنع، كانت تكتب بتلقائية تامة عن نوعية هذه الحياة وتفاصيلها العابرة، لقد اكتسبت كتابتها هذه أهميتها من عاديّتها وتلقائيتها أولاً، ومن كونها رصداً واقعياً وحقيقياً لحياة عائلة متوسطة الحال تعيش ويلات حكم طالبان، بينما يبيع عائلها الكتب التي غالباً ما تتعرض للحرق والتمزيق والمصادرة بشكل دوري من قبل جنود أميين جهلة!

تصف آسني سييرستاد حياة سلطان خان وهو يقاد للسجن من قبل جنود أميين جاؤوا لتفتيش مكتبته، وتطبيق القرار الصادر ضده باعتباره يبيع كتباً تحتوى صوراً لكائنات بها روح، وهو ما لا تبيحه طالبان، ناهيك عن الكتب التي تروج للفحشاء والمنكر والأفكار الكافرة! وعلى هذا الأساس مزقت كتب المكتبة واقتيد الرجل لوزارة (الفضيلة) ليتم التحقيق معه، وفي المساء أشعلت نار ضخمة ليتم إلقاء الكتب المضللة فيها، هكذا حكمت طالبان أفغانستان، كان كل ما يعنيهم شكل لباس الرجل ولباس المرأة والمحرم الذي يرافقها، والصور والتماثيل التي يجب أن تحرق وتحطم، أما تاريخ أفغانستان وتراثها فلا علاقة لطالبان به، وهذا ما كان سلطان خان (بائع الكتب في كابول) يحاول إخفاءه عن أيدي وأعين حراس الفضيلة لدى طالبان!

إن الاعتقاد بأن أفغانستان كانت طوال تاريخها بلداً متخلفاً، اعتقاد خاطئ تماماً، فالصور التي يمكن مشاهدتها عبر الإنترنت لأفغانستان زمن الحكم الملكي، وقبل سنوات الغزو والحروب وطالبان، تدل دلالة واضحة على وجود دولة عصرية متحضرة بكل ما للكلمة من معنى، مدارس، مشافي، مواصلات، ونساء يعملن ويتنقلن بمنتهى الحرية، أما البؤس الذي تظهره صور الأخبار العاجلة اليوم عبر الفضائيات، فهو نتيجة منطقية لعقود من الحروب والصراعات والتدخلات العالمية، وهي النتيجة نفسها التي نقرأها في المشهد العراقي الراهن والسوري والليبي وغيره، هناك بلدان أفرغت من محتواها الحضاري وحمولتها المتطورة لتزج في غيابة الجب، جب طالبان والقاعدة وداعش، لأسباب يعلمها اللاعبون الدوليون وتجار السلاح والحروب!