أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

لستَ كاتب مراسلات عمومياً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2016


في ظني أننا كأشخاص نمارس الكتابة باعتبارها مهنة معقدة ليست عابرة ولا بسيطة، بل مهنة صعبة أولاً، ومؤثرة بشكل واسع، نحتاج لأن نتعامل معها بما تستحق إن لم نعرف كيف نتعامل مع أنفسنا بما نستحق من حيث علاقتنا بالكتابة وعلاقتنا بذواتنا ككتاب، وعلاقتنا بالقراء الذين نكتب لهم وعلينا احترام عقولهم وتوجهاتهم، هذا الوعي بخطورة الكتابة يتطلب الكثير من الحرص على تطوير معارفنا وثقافتنا، وعلى الالتزام بمصداقيتنا حين نكتب رأياً أو معلومة، وعلى تطوير أدواتنا وتقويتها!

هذا بالضبط ما يفعله كل صاحب مهنة يحب مهنته ويمارسها بشغف وينتمي إليها، وهذا يتطلب منه أن يظل على علاقة بالتطورات التي تطرأ عليها وبالجديد الذي يدخل فيها، ما يعني أن صاحب المهنة والحرفة والصنعة يصبح جزءاً من مهنته أو حرفته كما تصبح هي جزءاً منه، كالطبيب والمهندس وصانع الأحذية والنجار ومصمم الملابس والمعماري والتشكيلي والروائي والصحفي وووو.

فهؤلاء وجموع غيرهم من المهنيين يمارسون أعمالاً تشبه الكائن الحي تماماً، تتطور وتنمو وتتغير وتحتكم إلى قيم ومعايير وأخلاقيات، ولا تقف عند حد أو مكان متجمدة بلا قيمة وبلا تأثير، هذا كله يعتمد على أصحاب المهنة وكيف يقدّرون مهنتهم وكيف يتعاملون معها.

بعض الكتاب يكتبون ويبقون على حالهم لا يتغيرون، ولا يبحثون عن التغيير، ومن الأساس لا يبحثون عن إجابة سؤال الكتابة الأول والأساس، حيث تعتبر الكتابة سعياً متواصلاً للإجابة عن هذا السؤال: لماذا أكتب؟ وماذا أريد؟

إن الكتابة ليست وظيفة عامة، يمكن أن تتخرج في الجامعة لتتقدم بشهادتك من أجل الحصول عليها، الكتابة هي هاجس الكاتب المنتمي لقضاياه ولأسئلته أكثر من انتمائه لأي شيء آخر، ولأجل الإجابة عن هذه الأسئلة فإنه يظل دائم القراءة والبحث والاطلاع والسفر وطرح الأسئلة على كل الظواهر والتفاصيل اللافتة التي تعبر أمامه، لأن كل تفصيل من هذه التفاصيل يمكن أن يكون مشروع مقال أو قصة أو رواية.

لا يجوز للكاتب أن يخاف من التطرق لبعض المواضيع، ولا يحق له أن يجامل الواقع أو يتعالى عليه، وليس مقبولاً منه أن يحمل العصا من المنتصف ويمشي في الحياة بلا رأي إرضاء للناس، لأن المحيطين به يريدونه أن يكون مهذباً ولطيفاً، وسيقبلونه حين يكون كذلك، مهادناً، رمادياً وبلا ملامح، الحقيقة هي أن صناعة القلق واحدة من مهام الكاتب، فهو دائم القلق وعلى كتابته أن تكون مقلقة وباعثة على التفكير ومثيرة للأسئلة، وإلا فإنه لن يكون كاتب رأي بل كاتب مراسلات عمومياً!