أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

هؤلاء وقفوا في وجه الانقلابيين

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 31-07-2016


انتصر الشعب التركي في المعركة التي أشعلها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن، لإسقاط الحكومة المنتخبة، ونزل المواطنون الأتراك رجالا ونساء وأطفالا وشبابا وشيوخا إلى الشوارع والساحات، ليواجهوا دبابات الانقلابيين بصدورهم العارية، دفاعا عن وطنهم ومستقبل أولادهم.
هذا الانتصار الكبير الذي أبهر أحرار العالم سطَّره مواطنون بسطاء من عامة الناس، ليسوا خبراء في السياسة ولا هم من طبقة النخبة، ولكنهم يتمتعون بوعي ديمقراطي عالٍ ومشاعر وطنية تجعلهم يتصدَّون للانقلابيين ويواجهون الرصاص بشجاعة ودون أي تردد. وفي الوقت الذي اختفى فيه كثير من نجوم الشاشات والمنابر وتجنبوا مواجهة الانقلابيين خوفا على حياتهم ومصالحهم، وجدنا هؤلاء المواطنين في طليعة المشاركين في التصدي لمحاولة الانقلاب يضحون بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الديمقراطية والإرادة الشعبية.
كان بعض من ينسبون أنفسهم إلى الفن والثقافة يتعالون على المواطنين البسطاء ويتهمونهم بأنهم لا يفقهون حقيقة الديمقراطية، بل يبيعون أصواتهم في مقابل مبالغ ضئيلة أو قليل من أكياس الفحم. وكانت عارضة أزياء لا تملك غير الجمال الذي منحه الله إياها قالت ذات مرة معترضة على نتائج الانتخابات التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية: «لماذا يستوي صوتي وصوت الشخص الذي يرعى الغنم في الجبال؟».
الضابط التركي عمر حالسدمير الذي أطلق أول رصاصة في التصدي لمحاولة الانقلاب ليقتل جنرالا انقلابيا، كان يرعى الغنم في صغره، كما أخبر والده وأصدقاؤه، وكان ينوي العودة إلى قريته بعد التقاعد ليعمل في حديقة صغيرة اشتراها، إلا أنه استشهد في سبيل الدفاع عن الإرادة الشعبية. وأما الذين يرون أن راعي الغنم يجب أن لا يصوت في الانتخابات فلم ينبسوا ببنت شفة لحماية الديمقراطية من اغتصاب الانقلابيين. وخرج بعضهم يستنكرون محاولة الانقلاب بعد أن تأكدوا من فشلها.
هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم نخبة ومثقفين، ويرفضون مطالبة شعوبهم بالديمقراطية والمشاركة في صنع القرار بحجة أن شعوبهم غير مستعدة لتطبيق الديمقراطية، ولكننا وفي أول اختبار للديمقراطية نجد شعوبهم أكثر نضجا ووعيا وتمسكا بالديمقراطية.
وفي تلك الليلة التاريخية التي نزل فيها الشعب التركي إلى الشوارع والساحات لإفشال محاولة الانقلاب العسكري، لم نجد في مواجهة الانقلابيين أحدا من هؤلاء الذين يتعالون على عامة الناس، ويرون أنفسهم هم الذين يفقهون الديمقراطية دون غيرهم، بل بعضهم كانوا يتمنون نجاح المحاولة وإسقاط الحكومة المنتخبة، ولكن المواطنين من الفلاحين والعمال وأصحاب المحلات الصغيرة بالإضافة إلى الأمهات وربات البيت أنقذوا النظام الديمقراطي.
معظم هؤلاء المواطنين الذين خرجوا في تلك الليلة للدفاع عن الإرادة الشعبية علاقتهم بالسياسة تقتصر على الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، ولكنهم يدركون جيدا مدى قيمة تلك الأصوات التي تمثل إرادتهم الحرة. وحين شعروا بخطر على الإرادة الشعبية، نزلوا فورا إلى الشوارع والساحات لحمايتها، وسيعودون إلى أعمالهم اليومية دون أن ينتظروا من أحد جزاء ولا شكورا.
هؤلاء أثبتوا أن وعيهم الديمقراطي أعلى بكثير من وعي كثير من المتشدقين بالديمقراطية، ويستحقون كل التقدير والتحية والإجلال، ويحق لهم أن يقولوا بعد ملحمة إفشال الانقلاب العسكري: «لماذا تستوي أصواتنا وأصوات الذين لم يحركوا ساكنا للدفاع عن الديمقراطية؟».;