أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

أميركا بين الديمقراطية والانقلاب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 01-08-2016


تصدير الديمقراطية سلعة أميركية، والانقلاب عليها أيضا سلعة أميركية بامتياز. في النصف الثاني من القرن العشرين، كان الملف الأميركي واضحاً في دعم الانقلابات حول العالم، ويعدد ويليام بلوم في كتابه «قتل الأمل»، ما يقارب أربعين انقلابا وتغييرا لحكومات وقفت خلفها الولايات المتحدة، منذ دعم الانقلاب على محمد مصدق في إيران في 1953، ويستثني من هذا العدد الانقلابات التي لم تنجح، أو التي لم يثبت وقوف المخابرات الأميركية ورائها.
هذا التناقض في دعم الانقلاب والديمقراطية، هو الذي دفع الرئيس التركي أردوغان الأسبوع الماضي إلى السخرية من هذا التناقض، حين وبخ الجنرال الأميركي الذي تكلم في شأن الانقلاب وحبس العسكريين الأتراك، قائلاً له: عليك أن تقدم الشكر لتركيا التي دحرت الانقلاب، باسم الديمقراطية التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضا عن الاصطفاف بجانبهم.
لم يعد الأمر كما كان في السابق، لقد تبقى لأميركا فقط أن تكون صادقة في دعم الديمقراطية والحقوق، لأن هذه شؤون سياسية سليمة، أما دعم الانقلاب فستفشل فيه، لأنه غير سياسي، والشعوب اليوم بفضل الإنترنت وشفافيته، أصبحت تلاحظ جيدا ما هو سياسي، وما هو غير سياسي. فحالة مثال تركيا اليوم وقبله عدة أمثلة في أميركا اللاتينية، تؤكد صعوبة أن تتلاعب أميركا بالدول كما السابق.
من حسنات الديمقراطية واحترام رأي الشعوب، أنها تعزز استقلال الدول، في منتصف العام 2013 اجتمع رؤساء خمس دول لاتينية في مونتيفيدو، عاصمة الأوروجواي، موجهين رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية منع دول أوروبية طائرة رئيس بوليفيا إيفو موراليس من المرور، بعد اشتباه أنها تقل إدوارد سنودن العميل الأميركي السابق الذي كشف فضيحة تجسس أميركا على العالم، قال أحد هؤلاء القادة: إن على أوروبا أن تعرف من هو التابع الآن (في إشارة إلى تبعية أوروبا لأميركا)، كما أصدر القادة بياناً، ذكروا فيه أن أميركا تتجسس على العالم، ليس بهدف ملاحقة الإرهاب، وإنما لمعرفة المخططات المالية والعلمية للدول.
إن التخوف في تركيا اليوم من وجود انقلاب آخر مبرر، فأميركا بعد انقلابات فاشلة، أعادت الكرة في زمن قصير، كما حدث سابقا في تركيا نفسها، والإكوادور، وبوليفيا. لكن محاولات أميركا ضد إرادة الشعوب تقل حظوظها اليوم، قبل أردوغان الآن كانت هناك محاولات أميركية ضد الرئيس مادورو في فنزويلا لكنها بقيت معزولة وضعيفة، واليوم يشكل مادورو مع نظيريه البوليفي إيفو موراليس، والإكوادوري رافائيل كوريا، تحالفاً جريئا في وجه هيمنة الولايات المتحدة، وبقية الدول اللاتينية داعمة أكيدة لهم.
يؤكد الروائي الأوروجوياني الرائع إدوارد غاليانو، في كتابه «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية: خمسة قرون من نهب قارة»، أن أميركا اللاتينية منذ تم اكتشافها قبل خمسمائة عام، كانت قد تخصصت في أن تخسر فقط! كانت خاضعة وتخسر كل ما لديها لجيب المستعمر، فقط حين أتت الديمقراطية قبل فترة قصيرة، تعافت هذه الدول. ولا يتعلق الأمر بالثروة فقط، بل بالكرامة أيضاً، يشير كاتب يدعى جريغ جراندين، إلى غياب منطقة واحدة في العالم من قائمة العار، قائمة البقع السوداء (وتعني الدول التي فيها سجون سرية وتسلم المختطفين للمخابرات الأميركية)، وهذه المنطقة هي أميركا اللاتينية، لأنها مستقلة ولم تعد تخضع. لا شيء مثل الديمقراطية يعزز استقلال الشعوب، ولا شيء مثل الانقلاب والخضوع للعسكر، يجدد التبعية والخضوع.;