انتشرت في غزة شائعة أثناء محاولة الانقلاب في تركيا، لا أعرف مصدرها، تقول إن الهجوم على غزة سيكون بعد ٤٨ ساعة من نجاح الانقلاب في تركيا، وتبقى هذه مجرد شائعة، لأنه لا معلومة تؤكدها أو تنفيها، لكن المؤكد هو تصريحات الاحتلال على لسان وزير الحرب الصهيوني «أفيغدور ليبرمان»، الذي لطالما هدد خلال الأسابيع الماضية بالهجوم على غزة وسحق المقاومة فيها بحربٍ غير مسبوقة، وقد تدخلت تركيا في مساعي نزع فتيل الحرب خلال ذات الفترة، من خلال عدة خطوات سياسية ودبلوماسية قامت بها.
من المعلوم أن الأحداث تلهم الأحداث، وهذه الأفكار تنتقل كما العدوى من كيان إلى آخر في حال نجاحها، هذا في حال لم تكن المخططات من تدبير النظام العالمي تسير في نسقٍ واحد متكامل ضد الأمة وأحرارها، فالادعاء التركي يتهم غولن بأنه تلقى إيعازا من أميركا لتنفيذ الانقلاب، وهو اتهام رسمي لأميركا سبقته دلائل أخرى، منها ما أوردته وثائق ويكليكس الجديدة، بأن حزب العدالة والتنمية رصد مقالة لميشيل روبين عضو البنتاغون السابق، قال فيها: إن الولايات المتحدة سيكون لها موقف إيجابي في حال حصول انقلاب، وأنها لن تقوم بأكثر من عتب للجنود، وأن أي انقلاب عسكري على أردوغان لن يخلق ردة فعل عنيفة، وهذا يعني توفير الغطاء الدولي للجريمة وإعطاء الأمان للانقلابيين.
وطبيعة التعامل الغربي مع محاولة الانقلاب الفاشلة، مع ابتزاز تركيا لأنها تعتقل الانقلابيين، هي انحياز غربي واضح ضد تركيا لا يحتاج إلى تأويل.
وما سبق ذكره كان سيغري الاحتلال للقيام بهجوم عنيف على غزة -إن لم يكن مخططًا ضمن جدول زمني- في ظل عالم مشغول بالنزاعات الداخلية، وليس فيه من يقول لا للصهاينة، وقد انتشرت طائرات الاستطلاع في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة انتشارا كثيفا للغاية، يشبه انتشارها خلال العدوان الأخير على غزة صيف عام ٢٠١٤، وهو ما فهمته المقاومة على أنه انتشار بغرض تحديث قواعد البيانات والأهداف بشكل سريع، تمهيدًا لأمرٍ ما، وبعيد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا اختفت الطائرات مجددًا، مما يؤكد وجود رابط بين الأمرين.