أحدث الأخبار
  • 10:16 . صحوة متأخرة للضمير الأوروبي... المزيد
  • 10:05 . "فلاي دبي" تستأنف رحلاتها إلى دمشق بعد 12 عاماً من التوقف... المزيد
  • 07:36 . قوات الاحتلال تطلق النار على دبلوماسيين في جنين.. وإدانات دولية واسعة... المزيد
  • 07:17 . بجوائز تبلغ 12 مليون درهم.. إطلاق الدورة الـ28 من جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم... المزيد
  • 06:50 . لماذا تُبقي الشركات على المدير السيئ؟... المزيد
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد

ما تفعله السياسة بالعلم والعلماء

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 11-08-2016

بعد وفاته منذ أيام قليلة، كتب الكثيرون عن العالم العربي المصري أحمد زويل، حامل جائزة نوبل الشهيرة. جميع تلك الكتابات أبرزت تميزاته العلمية والأخلاقية وأحلامه الوطنية لخدمة مصر، ووطنه العربي كله، في مجالات التعليم العالي والبحوث، من خلال مشروعه المبهر الشهير لإنشاء جامعة ومراكز بحوث تابعة لها، تهدف، فيما تهدف، لإحداث نقلة نوعية في حقلي العلوم والبحث العلمي من جهة، وفي حقل التكنولوجيا المتقدمة من جهة أخرى.
ما يهمنا ليس الحديث عن الجوانب الشخصية الكثيرة التي ميزت الرجل وعطاءاته العلمية، فهذا كُتب وسيكتب عنه الكثير. ما يهمنا هو أخذ التعامل الظالم مع أحمد زويل ومشروعه التعليمي والعلمي كمثال على ما تفعله السياسة في أرض العرب بالنهوض العلمي وبالعلماء. لقد وضع المشروع على الرف وبقيت أحلام صاحبه معلقة، وبالتالي أرجئ مشروع نهضوي علمي لخدمة مصر وكل الوطن العربي، بسبب ظنون أمنية سخيفة قائمة على هلوسات أجهزة الأمن. الهلوسة عبرت عن سخفها بإثارة خوف النظام السياسي آنذاك، في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك بالتأكيد للنظام من أن نجاح مشروع أحمد زويل سيزيد في مكانته وشعبيته، خصوصاً بين الشباب، الأمر الذي سيجعله منافساً قوياً في أية انتخابات رئاسية ستجرى في مصر.
هذا مثال مأساوي في تفاصيله وفي النهاية المحزنة التي وصل إليها، طال فرداً عالماً واحداً، في قطر عربي واحد، بسبب الوضع السياسي المتأزم دوماً، المتخلف فكرياً وممارسةً، الموغل عبر القرون في تاريخ أمة العرب.
لعل ذلك المثال أقل فدح إذا قورن بالذي حدث، ولا يزال يحدث، في أقطار عربية من مثل العراق وسوريا والسودان واليمن وليبيا. فقد قادت الخلافات الإيديولوجية العبثية المشخصنة، وممارسات السياسة المغموسة في صراعات القبائل والمذاهب والعساكر، بعيداً حتى عن أبسط قواعد المتطلبات الديمقراطية العادلة، قادت إلى مجتمعات خالية من أجواء الحرية والإبداع والاستقلالية التي يتطلبها نمو وانتعاش العلم من جهة، وقدرة العلماء على الإنجاز من جهة أخرى.
فكانت النتيجة أن غادر مئات الألوف من علماء ومفكري ومهنيي وبحاثة العرب، غادروا إلى أوطان أخرى. في البداية كان الظن والأمل بأنها ستكون مغادرة مؤقتة. لكن اذهب الآن في زيارات لجامعات ومراكز بحوث ومستشفيات ومؤسسات صناعات الغرب، فستجد أفضل عقول العرب تعمل وتبدع وتخدم وتساهم في تنمية بلدان الغرب. ومن المؤكد أن أكثرها لن يعود إلى الجحيم الذي أشعله الجهاد التكفيري الإرهابي المجنون القامع لكل أنواع الحرية، ولكل محاولات الإبداع، وبالتالي المتصادم مع كل مصادر التقدم في حضارة العصر.
إن ممارسة العلم من قبل العلماء، والفكر من قبل المفكرين، والإبداع والتجديد من قبل المهنيين، يحتاج إلى علاقات مجتمعية تقوم على أسس الكفاءة وتساوي الفرص وقيم المواطنة وعدالة نظم الترقي في سلّم الوظائف، وعدم إقحام السلطات الأمنية أنفها في المعايير التي تحكم تلك العلاقات. لكن فكر وممارسة السياسة في أغلب بلاد العرب، جعل من المستحيل بناء مثل تلك المجتمعات، فكانت النتيجة تحطُم أحلام المجتهدين والمبدعين، ووأد التزاماتهم الوطنية والقومية، وإجبارهم مكرهين على الدخول في حلقة التيه الجغرافي والثقافي، وعيش الغربة والانعزال الإنساني.
لقد مات أحمد زويل، واستراح من آلام وأحزان فجيعته ويأسه من استجابة أمته لإدارة النهوض العلمي، باب الدخول لحضارة العصر. استراح قبل أن يرى مشروعه النور، ونأمل أن تقوم مصر بإكماله حسب ما وعد المسؤولون.
نعم،على العلماء العرب الانتظار وتجرّع مرارة اضطرارهم لسقي أرض الغير، بينما تبقي أرض آبائهم وأجدادهم، التي أحبوها ويحبّونها، عطشى تذروها رياح سموم السياسة.
مرة أخرى تثبت الأيام وعبرها، أن المدخل لكل إصلاح هو إصلاح السياسة. - See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/c0cf760c-c079-476e-bb9b-9ba49e0a5418#sthash.k6ktHvJA.dpuf