أحدث الأخبار
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد

ما تفعله السياسة بالعلم والعلماء

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 11-08-2016

بعد وفاته منذ أيام قليلة، كتب الكثيرون عن العالم العربي المصري أحمد زويل، حامل جائزة نوبل الشهيرة. جميع تلك الكتابات أبرزت تميزاته العلمية والأخلاقية وأحلامه الوطنية لخدمة مصر، ووطنه العربي كله، في مجالات التعليم العالي والبحوث، من خلال مشروعه المبهر الشهير لإنشاء جامعة ومراكز بحوث تابعة لها، تهدف، فيما تهدف، لإحداث نقلة نوعية في حقلي العلوم والبحث العلمي من جهة، وفي حقل التكنولوجيا المتقدمة من جهة أخرى.
ما يهمنا ليس الحديث عن الجوانب الشخصية الكثيرة التي ميزت الرجل وعطاءاته العلمية، فهذا كُتب وسيكتب عنه الكثير. ما يهمنا هو أخذ التعامل الظالم مع أحمد زويل ومشروعه التعليمي والعلمي كمثال على ما تفعله السياسة في أرض العرب بالنهوض العلمي وبالعلماء. لقد وضع المشروع على الرف وبقيت أحلام صاحبه معلقة، وبالتالي أرجئ مشروع نهضوي علمي لخدمة مصر وكل الوطن العربي، بسبب ظنون أمنية سخيفة قائمة على هلوسات أجهزة الأمن. الهلوسة عبرت عن سخفها بإثارة خوف النظام السياسي آنذاك، في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وذلك بالتأكيد للنظام من أن نجاح مشروع أحمد زويل سيزيد في مكانته وشعبيته، خصوصاً بين الشباب، الأمر الذي سيجعله منافساً قوياً في أية انتخابات رئاسية ستجرى في مصر.
هذا مثال مأساوي في تفاصيله وفي النهاية المحزنة التي وصل إليها، طال فرداً عالماً واحداً، في قطر عربي واحد، بسبب الوضع السياسي المتأزم دوماً، المتخلف فكرياً وممارسةً، الموغل عبر القرون في تاريخ أمة العرب.
لعل ذلك المثال أقل فدح إذا قورن بالذي حدث، ولا يزال يحدث، في أقطار عربية من مثل العراق وسوريا والسودان واليمن وليبيا. فقد قادت الخلافات الإيديولوجية العبثية المشخصنة، وممارسات السياسة المغموسة في صراعات القبائل والمذاهب والعساكر، بعيداً حتى عن أبسط قواعد المتطلبات الديمقراطية العادلة، قادت إلى مجتمعات خالية من أجواء الحرية والإبداع والاستقلالية التي يتطلبها نمو وانتعاش العلم من جهة، وقدرة العلماء على الإنجاز من جهة أخرى.
فكانت النتيجة أن غادر مئات الألوف من علماء ومفكري ومهنيي وبحاثة العرب، غادروا إلى أوطان أخرى. في البداية كان الظن والأمل بأنها ستكون مغادرة مؤقتة. لكن اذهب الآن في زيارات لجامعات ومراكز بحوث ومستشفيات ومؤسسات صناعات الغرب، فستجد أفضل عقول العرب تعمل وتبدع وتخدم وتساهم في تنمية بلدان الغرب. ومن المؤكد أن أكثرها لن يعود إلى الجحيم الذي أشعله الجهاد التكفيري الإرهابي المجنون القامع لكل أنواع الحرية، ولكل محاولات الإبداع، وبالتالي المتصادم مع كل مصادر التقدم في حضارة العصر.
إن ممارسة العلم من قبل العلماء، والفكر من قبل المفكرين، والإبداع والتجديد من قبل المهنيين، يحتاج إلى علاقات مجتمعية تقوم على أسس الكفاءة وتساوي الفرص وقيم المواطنة وعدالة نظم الترقي في سلّم الوظائف، وعدم إقحام السلطات الأمنية أنفها في المعايير التي تحكم تلك العلاقات. لكن فكر وممارسة السياسة في أغلب بلاد العرب، جعل من المستحيل بناء مثل تلك المجتمعات، فكانت النتيجة تحطُم أحلام المجتهدين والمبدعين، ووأد التزاماتهم الوطنية والقومية، وإجبارهم مكرهين على الدخول في حلقة التيه الجغرافي والثقافي، وعيش الغربة والانعزال الإنساني.
لقد مات أحمد زويل، واستراح من آلام وأحزان فجيعته ويأسه من استجابة أمته لإدارة النهوض العلمي، باب الدخول لحضارة العصر. استراح قبل أن يرى مشروعه النور، ونأمل أن تقوم مصر بإكماله حسب ما وعد المسؤولون.
نعم،على العلماء العرب الانتظار وتجرّع مرارة اضطرارهم لسقي أرض الغير، بينما تبقي أرض آبائهم وأجدادهم، التي أحبوها ويحبّونها، عطشى تذروها رياح سموم السياسة.
مرة أخرى تثبت الأيام وعبرها، أن المدخل لكل إصلاح هو إصلاح السياسة. - See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/c0cf760c-c079-476e-bb9b-9ba49e0a5418#sthash.k6ktHvJA.dpuf