أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

مجتمع النظام الأبوي

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 15-08-2016


مفهوم النظام الأبوي (البطرياركي) في علم الاجتماع، يقصد به المجتمع السلطوي، ذلك المجتمع الذي ينبني على الخضوع لمن هو في الأعلى دوما. أتت التسمية من تشبيه هذه العقلية بسيطرة الأب في العائلة، حيث يكون الأب على رأس العلاقة الهرمية، وله إرادة مطلقة يفترض أن يتم التسليم بها والخضوع والطاعة لها.
هذا التنظيم والتركيب المبني على علاقات القوة تغلغل وأصبح ثقافة ونسقا سائدا في العالم العربي. كل من يمتص اضطهادا من أعلى يعيد إنتاجه على من يرى أنه دونه. ومع هذا الحس والنظام تتخشب مفاصل المجتمع وتتعسر حركته، لأنه يعتمد القسر بدل التفهم، والإخضاع بدل التعاون. كان من ضمن ملاحظات ابن خلدون الاجتماعية أن النفوس التي تعتاد القهر وأخلاق الطاعة والإخضاع هي نفوس تفسد ويسطو بها القهر والضيق وتعتاد الكسل والخبث والمراوغة.
وهذا ما انتقده شيخ الفلاسفة برتراند راسل في كتابه «السلطة والفرد»، حين ضرب مثلا بالموظف الذي يتصرف كرجل عظيم اعتاد أن يظهر بمظهر المتسلط على الفرد العادي. يقول راسل: «إن هذه الظاهرة توجد لدى الموظفين كافة ولكن بدرجات متفاوتة.. الواقع يشير إلى أن الفرد الاعتيادي (وهو السيد المفترض من وجهة نظرية) يشعر بنفسه خادما لرجل الجيش والبحرية والشرطة والموظفين الآخرين».
إن أخلاقيات وأدبيات الطاعة والخضوع متغلغلة في صلب مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولذلك لم ينهض العرب بحسب الجابري، فمدينتهم حتى اليوم لا تزال حسب وصفه «مدينة الجبارين». إن تجديد مستوى العلاقات في المجتمعات يحتاج إلى زيت الحرية وتعدد الخيارات لدى الفرد. العقلية السلطوية لا بد أن يتم استهجانها في أي مساحة اجتماعية صغرت أو كبرت.
حين زار الفيلسوف السياسي الفرنسي دوتوكفيل الولايات المتحدة قبل قرنين، كان في مؤلفه «الديمقراطية في أميركا» حاسدا الأميركيين على تخلصهم من مركزية السلطة في مجتمعهم الجديد. يقول: «غالبا لا يلحظ الأوروبي في شخص الموظف إلا جانب القوة، أما الأميركي فيلحظ جانب القانون». وهناك حكاية خلف ذلك. المهاجرون الأوروبيون كانوا قد توافدوا على القارة الجديدة منذ مطلع القرن السابع عشر الميلادي، قادمين من صلب مجتمعاتهم الأوروبية الهرمة. ووجدوا أنفسهم متحررين من الخوف من دول مجاورة قد تمثل لهم تهديدا، وأيضا لم تتشكل عندهم طبقات أرستقراطية، لأن الأرستقراط ينبني على إقطاع الأراضي، وفي أميركا كانت الأراضي الشاسعة متوفرة للجميع. وأهم من كل ذلك ظلت السلطة موزعة أفقيا ولا تتركز عموديا، لأن أميركا بنيت من الأسفل، فالبلدة جرى تنظيمها قبل المقاطعة، والمقاطعة قبل الولاية، والولاية قبل الاتحاد.;