أحدث الأخبار
  • 12:54 . مقررة أممية: "إسرائيل" قتلت من الصحفيين أكثر مما قُتل بالحربين العالميتين... المزيد
  • 12:46 . السودان.. أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور... المزيد
  • 12:45 . إيران تؤكد الاستعداد لخفض تخصيب اليورانيوم بحال التوصل لاتفاق... المزيد
  • 12:18 . وزير خارجية بريطانيا: أفعال "إسرائيل" لن تنهي الحرب ولن تعيد الأسرى... المزيد
  • 12:17 . رئيس الوزراء العراقي يزور سلطنة عُمان غدًا... المزيد
  • 12:11 . "الوزاري الخليجي" يدعو لوقف حرب غزة... المزيد
  • 11:54 . تعديل وزاري محدود يشمل وزارة الصحة وتعيين أحمد الصايغ وزيراً جديداً... المزيد
  • 11:52 . مساعدات إماراتية عاجلة لمتضرري السيول غربي اليمن وسط جدل حول انتقائيتها جنوباً وغرباً... المزيد
  • 11:31 . "التربية" تعتمد دليلاً إجرائياً جديداً للغياب.. إعادة السنة بعد 15 يوماً غير مبرّرة... المزيد
  • 11:23 . "المعاشات" تحذر من مفاهيم خاطئة تقود إلى قرارات تقاعدية غير آمنة... المزيد
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد

«سكّان يمين..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 21-08-2016


تحت شجرة جميز جميلة، ولا أعرف لماذا يتخيل الكثير من الكتّاب جميع الحوارات الرومانسية تحت شجرة جميز! أنا حقيقة لا أعرفها ولكني أحب الطالحين ولست منهم، ولهذا فأنا أعتقد بأن الحوار كان تحت شجرة جميز، كنت أجلس معها أحدثها عن أحلامي، عن رحلاتي في هذا العالم الغريب، أروي لها عدداً من الطرف الشرقية مزدوجة المعنى، ما أجمل عينيها حين تلتمعان ويتسع بؤبؤهما استغراباً، وما أروع أن «تقص» على الذي لا يعرفك! اعتدلت فجأة في جلستها وسألتني: هل أنت متزوج؟!

منذ تلك الذكرى الحزينة وإلى اليوم لم أستطع التخلص من «التأتأة» التي لازمتني في السنين التي تليها، فجأةً أُصاب بحالة من الـ.. أه أنا أوه حقيقةً ربما.. أأ.. أأ.. أأ.. وهي الحالة التي جعلت أصدقائي ينقسمون إلى قسمين في قضية تقديمي للإمامة في الصلوات، فالبعض يرفض بشدة لأنني لم أعد «كفؤاً» بينما يصر آخرون على أن يقدموني للحصول على فاصل ترفيهي أثناء عملية التأتأة!

أشاهد بكثير من المرح أخيراً إصابة الكثير من أبطال الفضائيات بظاهرة التأتأة حين يصرون على رأي معين، ثم يفاجئهم المضيف بتسجيل قديم لهم فيه عكس هذا الرأي، فجأة يدخلون في الدوامة ذاتها، أه أنا أوه حقيقةً ربما..أأ.. أأ..أأ.. وفي الاتجاه ذاته ينشط الكثير من أولاد الـ(...)، في نبش بطون النت بحثاً عن رأي مخالف كان شخص ما قد ذكره ثم ذكر رأياً آخر، لكي يضعوا كلا الرأيين في صورة واحدة، تحمل عادةً في أسفلها ذلك الخط المدمج القبيح بعبارة «منافقون» أو «تناقض»، أو ربما إن كان من نبش الرأي مبدعاً: «حين كان سكان يمين!»، أنت تعرف بالطبع أن مواقع التواصل، أو ما نسميه شعبياً الـ«نت» أصبح منجم ذهب للعثور على كل ما تريده حول شخص معين، بل إن إحدى الإدارات الأمنية في دولة شرق أوروبية أحالت جميع خبرائها الأمنيين إلى التقاعد، وعينت بدلاً منهم مجموعة من مدمني مواقع التواصل! هنا يمكنك معرفة ميول الشخص، أصدقائه، علاقاته، أفكاره، رحلته القادمة، وجبته المفضلة، ونوع البوكيمون الذي يفضل اصطياده! من أين عرفت يا فلان هذه المعلومة؟ من النت! من أين تلك الصورة؟ من النت! كيف قمت بتركيب كل هذا؟ من النت! خف علينا يالنوخذة!

تغيير الرأي، وإن كان إلى الاتجاه المقابل تماماً لا يعني أي نقيصة في المفكر أو في الكاتب أو في صاحب الرأي مهما علا أو قل شأنه، بل يعني أن لديه عقلاً متحركاً وفكراً يعمل، يعني أنه بشر مثلنا يحب فيغيّر رأيه، يغضب فتنتقل رؤيته، يتعلم فيغير السكّان من اليمين إلى اليسار، وهكذا نحن البشر، متى سنسمع من يقول للمذيع: نعم كان ذلك رأيي وغيرته! «فول إسطوب»!

وحدهم المتحجرون هم الذين لا تتغير أفكارهم ولا رؤيتهم لما يجري ولا يستطيعون أن يتأقلموا، ولا يرغبون في أن يتعلموا ليغيروا نظرة أو يزرعوا زهرة أو يطرحوا فكرة، لأنهم إما سمحوا لعنادهم بأن يجعلهم ممن ران على قلوبهم، أو أنهم لا يرون الألوان أصلاً.. وما أكثرهم!