أحدث الأخبار
  • 12:34 . "رويترز": القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات كوهين لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:31 . فرنسا وبريطانيا وكندا تتجه للاعتراف بدولة فلسطين... المزيد
  • 11:25 . الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.. والتعاون الخليجي يرحب... المزيد
  • 11:14 . أبوظبي تقحم نفسها كلاعب أساسي في إدخال المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد

حتى الأنهار في فلسطين محتلة

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-08-2016


الشاعر الأيرلندي ميكي مكونل له قصيدة مشهورة، حولها لأغنية خلال سبعينيات القرن الماضي لتصبح أحد أشهر أغاني الأيرلنديين الوطنية خلال الصراع في أيرلندا الشمالية، شدني أحد أبياتها الذي يقول: "ومازلت خلال أحزاني أرى أرضاً لم تعرف الحرية يوماً، وليس سوى أنهارها تجري بحرية" لم يشدني جمال الوصف أو اللغة، فالشعر النضالي العربي مليء بنماذج غنية، ما شدني هو أن هذا المناضل الأيرلندي يشتكي من أن بلاده لم تعرف الحرية يوماً، وليس حراً فيها إلا أنهارها التي تجري حيث تشاء، لكنه لو زار فلسطين اليوم لوجد أنها كذلك لا تعرف الحرية تحت الاحتلال الصهيوني، ولكن الفارق هو أنه حتى الأنهار في فلسطين حرمت حريتها.
الأيرلنديون من أكثر الشعوب الغربية تعاطفاً مع القضية الفلسطينية، ويعود ذلك لأن المتسبب في احتلال البلدين واحد، بريطانيا الاستعمارية، كما أن حركتي النضال الأيرلندية والفلسطينية بينهما نقاط تقاطع وتشابه كثيرة تسهل على الأيرلنديين فهم قصة النضال الفلسطيني، بشكل لا يستطيع معظم الأوروبيين فهمه، أدبياً تعقد الكثير من المقارنات بين الشعر الفلسيطيني النضالي ونظيره الأيرلندي ومحمود درويش مثلاً حاضرا بقوة في سماء الأدب الأيرلندي هو وغيره.
عودا إلى تلك الأنهار التي تجري بحرية عند مكونل، الأنهار في فلسطين على عكسها محتلة منتهكة تماماً كما الأرض والبشر والشجر، نهر الأردن مثلاً الذي يخترق أرض فلسطين ويعيش قسم كبير من الفلسطينيين على ضفته الغربية، تعتبر ضفافه مناطق عسكرية يمنع على الفلسطينيين الاقتراب منها، تقدر منظمة العفو الدولية حصة المستوطن الإسرائيلي منه يومياً بثلاثمائة لتر، بينما لا يحصل الفلسطيني الذي يقع منزله قريباً من مجرى النهر على أكثر من 70 لتراً، وتضع سلطات الاحتلال المئات من العراقيل أمام أي انتفاع فلسطيني من مياه النهر، بينما تستخدم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة مياهه لملء برك السباحة وري الحدائق بنظام الرش.
وليس نهر الأردن وحيداً في معاناته، نهر المقطع مثلاً تحول إلى مجرى لمياه الصرف الصحي التي تحولها إليه سلطات الاحتلال بعد الانتفاع من مساره في الأراضي الخاضعة لها، نهر يافا يضخ المياه في مفاعل النقب ويروي مستوطنات النقب، وهكذا لا يكاد يوجد نهر في أرض فلسطين إلا ويعمل الصهاينة على تجفيفه أو تلويثه قبل أن يخرج من أراضيهم. العديد من المنظمات الدولية حذرت من الخطر البيئي الناتج عن هذا العبث بمصادر المياه الطبيعية، آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية داخل فلسطين لم تعد اليوم صالحة للزراعة، والسبب هو التلوث الذي لحق الأنهار التي ترويها، ففي فلسطين لم يكتف المحتل بالسطو على الأرض وانتهاك حقوق البشر، لكن ضرره امتد إلى الطبيعة، امتد إلى تلك الأنهار الجميلة التي ترتمي على ضفافها أشجار الزيتون، تلك الأنهار التي قال فيها الشاعر:
أرى نهراً وقد جمع المعاني .. فيلبس ضفتيه على طهارة
بأثواب مزينة عجابا .. ووجه رائق حلو النضارة
الاحتلال اليوم يسرع الخطى ويقطع المراحل ليحكم سيطرته على ما تبقى من فلسطين، من أرضها ومائها ومقدساتها، وفي إطار انشغالنا بالأحداث الجسام في جسد أمتنا، ينسل الصهاينة إلى المسجد الأقصى بالعشرات كل يوم ليلوثوا طهر المسجد كما لوثوا الأنهار من حوله، ولو استمر انشغالنا عن فلسطين وعن الأقصى ربما نصحو يوماً لنجد الأقصى حلماً جميلاً وذكرى طيبة وحسب، إن الأرض والأنهار والبشر الذين لم يعرفوا الحرية منذ احتلت فلسطين مازالوا يقاومون هذا الاحتلال جيلاً بعد جيل، ومازالت أنهار الدم تسيل دفاعاً عن الأقصى وما حوله، وما يريده العدو اليوم هو أن تتسع دائرة النسيان حتى يكمل مشروعه، دورنا الأساسي، دورنا المحوري هو أن نحيي ذكرى الأقصى وفلسطين في قلوبنا، دورنا هو أن ينشأ الجيل القادم على أمل القدس وصلاة في مسجدها، تلك الذكرى وهذه الذاكرة هما خط الدفاع الأخير أمام الاحتلال الصهيوني، البعض يريد أن يوهمنا أن هذا الاحتلال واقع لا بد من التعامل معه والقبول به، ولهم نقول إن أنهار فلسطين ستجري يوماً بحرية وستعود لتروي الأمة من جمالها وعذوبة مياهها المباركة.;