أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

وقت آخر للشغف وللقراءة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-10-2016


أقول لصديقتي: إنني في أحيان كثيرة أؤجل القراءة لوقت متأخر في المساء، حتى ينتهي ضجيج العالم، ينام أهلي، تُطفأ أنوار المداخل وغرف الجلوس، وحتى أضواء الشارع، يتوقف رنين الهواتف النقالة، وأصوات مرور السيارات في الطريق أمام منزلنا، ينتهي الفيلم الأجنبي الذي أشاهده للمرة الثالثة، لأنني كسولة عن الذهاب للسينما ومشاهدة فيلم جديد وجيد، وحين يأتي وقت القراءة المنتظر، الذي يشبه الحرير ورائحة الزنبق أجدني أنزلق متعبة إلى سريري، أشد الغطاء وأذهب في النوم، ومرة أخرى أؤجل القراءة لوقت آخر!

تقول صديقتي التي تعشق القراءة هي الأخرى وكسولة بما يكفي لتأجيلها مثلي: في الحقيقة نحن نؤجل القراءة ليقيننا بأن الوقت متوافر لنا دوماً وبأننا سنجد ما يكفي منه لنقرأ ما نريد!

أقول لصديقتي: حين كنت صغيرة جداً، في أول المراهقة وبدايات الشغف، كنا نشتري كتباً قليلة جداً مما ندخره من مصروف المدرسة، أنا كنت آخذ نقوداً إضافية من جدتي خلسة دون علم أمي، حتى أن أول كتاب اشتريته في حياتي وأنا في الصف الخامس كنت بصحبة جدتي ــ رحمها الله ــ وهي من دفع ثمنه، كنت أقف بقامتي الصغيرة، أمام رفوف مكتبة (دار الحكمة) في ميدان جمال عبدالناصر بدبي، محدقة بدهشة ومتسائلة كيف يمكنني امتلاك كل هذه الكتب؟ هل يمكن أن يحدث هذا يوماً؟ كان الأمر يبدو كحلم مستحيل! وحين تحقق صرت أسأل كيف يمكنني امتلاك الوقت الكافي لقراءتها!

أقول لصديقتي: في الثالث الإعدادي أنهيت الجزء الأول من رائعة ديستويفسكي (الإخوة كرامازوف) التي لا أتذكر منها شيئاً الآن، ولأنني لم أكن أملك ما يكفي من النقود فإنني لم أشتر الجزء الثاني ولم أقرأه حتى اليوم، رغم أنني اليوم اشتريت الجزأين ومعظم الأدب الروسي، في صغرنا كنا نقرأ لأننا كنا شغوفين بالقراءة، مسحورين بالروايات وأجوائها، عن نفسي كنت أشعر بأنني حين أبدأ بقراءة رواية جديدة كنت أرتدي ثيابي وأحمل حقيبتي وألعابي وأدخل في الرواية ولا أخرج منها حتى أرى كلمة (انتهت)، هكذا قرأت رواية (الأرض الطيبة) و(البؤساء) و(أحدب نوتردام) و(لمن تقرع الأجراس) و(مرتفعات وذرنج) و(العجوز والبحر) وعدداً لا متناهٍ من الروايات العظيمة.

اليوم حين ينتهي النهار، أجلس لأُحصي عدد الساعات التي ضاعت دون أن أقرأ فيها، أقول ماذا فعلت بنفسي؟ لماذا ارتكبت كل تلك السخافات، أما كانت هذه الكتب أولى بذلك الوقت؟ وأعود أبحث عن وقت آخر للقراءة!

أين ذهب الشغف يا صديقتي؟