أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

عشر نساء

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-10-2016


عندما وصلتني حزمة الكتب الجديدة، كان أول كتاب قررت البدء به هو رواية التشيلية مارسيلا سيرانو (عشر نساء) بعد أن كنت قد قرأت عنها أكثر من مقال، خاصة وأن الطابع الأنثوي للرواية يطفح من عنوانها وتصميم غلافها، وقد ترجمها الأستاذ صالح علماني فكان ذلك حافزاً إضافياً للقراءة.

(عشر نساء) «إذا قرأتها كأنك تحدق في عيون كل نساء العالم» هذا ما جاء على الغلاف الأخير للرواية، عيون النساء بمعنى الفهم والإنصات والمعرفة، وليس بمعنى الغزل والتشبب، فعيون النساء مرايا عاكسة وجميلة، قيل لهن ذات يوم إنهن كلما خبأن فيها أسرارهن ومآسيهن وصمتن ولم يبحن بما يعانين زادت فتنتهن، لكن لم يقولوا لهن إن هذا الصمت هو أحد الأسباب الرئيسة للموت قهراً!

إن الصمت على الألم وعض الجرح لا نهاية له سوى الموت أو الوقوف على حافة الجنون (تماما تقول مارسيلا سيرانو في عشر نساء)، وكما روى لنا التركي الشهير صاحب نوبل أورهان باموق في روايته (ثلج) حين تعرض لحكاية الفتيات المنتحرات في تلك المدينة التي يغطيها الثلج بشكل كامل، الثلج وجريمة الانتحار كإشارة رمزية تربط الموت بالصمت في شأن الصراع الأبدي في مجتمع يتأرجح بين العلمانية والإسلام حول حجاب المرأة وحركتها ودورها!

(عشر نساء) هي حكاية تسع سيدات يعترفن أمام معالجة نفسية بكل ما أجبرن على إخفائه في صناديق الذاكرة والقلب وحتى الجسد، تسع نساء ينتمين لثقافات وبلدان مختلفة، تسرد كل واحدة منهن حكايتها أمام الأخريات بقناعة تامة أن جراح نفوسهن العميقة جداً لن تشفى ما لم يكسرن أقفال الصمت، ويفتحن أدراج الداخل دون خوف أو خجل، لأن فكرة الأنوثة الكاملة المرتبطة بالصمت وعدم البوح أو الشكوى أو الاعتراف هي محض هراء، وهي فكرة مشوهة لأنوثة مليئة بالتشوهات: الكذب والإدمان والخوف و... إلخ

مارسيلا سيرانو تقدم لكل النساء دعوة للتحرر من الشكوك والوحدة والشعور بعدم الأمان وعدم الثقة بالنفس، وذلك بالقفز في فضاء الكلام وكسر الصمت للتخلص من الخوف، هذا ما فعلته نساء سيرانو عندما تحدثت كل واحدة منهن عما مرت به وعما تعرضت له، وعما جعلهن كاذبات ومدمنات وخائفات بل وساخطات ومتذمرات وغير واثقات في كل شيء، الكلام كان بوابة الخلاص لولوج عالم أكثر خفة وأقل عبئاً!