أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

السعودية ونظام السيسي: إصلاح ما أفسد الدّهر؟

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 09-11-2016


العلاقات بين السعودية والنظام الحالي في مصر ليست على ما يُرام. والمتتبّع لخطابات رموز دعاية النظام يلحظ بجلاء مدى الهوّة التي وصلت إليها هذه العلاقات. شكّل تصويت مندوب النظام في مجلس الأمن تأييداً لقرار روسي بشأن حلب صدمة عميقة للرياض التي راهنت على موقف مصري يحدّ من وحشيّة العدوان على سوريا، ويعيد شيئاً من التوازن إلى الساحة التي يعربد فيها الحلف الإيراني الروسي. 
لكنّ التصويت لم يكن المشكلة الوحيدة. تشعر الرياض بخيبة أمل، لأنها تعتقد أنها استثمرت كثيراً في نظام عبد الفتاح السيسي، لكي يعينها على نوائب الدهر، فإذا هو يعضّ اليد التي أحسنت إليه، وكأنها تتمثّل بقول الشاعر: أعلّمه الرمايةَ كلّ يومٍ/فلمّا اشتدّ ساعدُهُ رماني. وقديماً قال زهير: ومن يجعل المعروفَ في غير أهلِهِ/يكنْ حمدُهُ ذمّاً عليه ويندمِ. وقال أبو الطيب: إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكتَهُ/وإنْ أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرّدا.
لا يبدو أنّ هذه العلاقات ستشهد تحسّناً، فضلاً عن تحالف، في المدى المنظور. وأقصى ما يُطمح إليه في هذا الصّدد هو استقرار يرضى فيه الطرفان بتعاون فيما يتفقان عليه، وتجاهل لما يختلفان بشأنه. وحتى هذا الاستقرار المنشود لن يكون «مريحا؛ فالرياض والقاهرة قطبا رحى وفرَسا رهان في المنطقة، وسيكون من الصعب، بل من المتعذّر، تناسي خلافات تشتعل تحت الرماد وتُؤذِن بالحريق. حاولت الرياض مراراً تغليب المصالح المشتركة على الخلافات البينيّة مراهنةً على يقظة في أوساط النظام في القاهرة، لكن المشكلة أنّ الثقافة التي يصدر عنها النظام تحتقر السعودية ودول الخليج وتنظر إليها بوصفها «أنصاف دول» و «ملكيّات رز»، أو «أبقار» لا تملك غير درّ الحليب، وتفتقد ما يؤهلها لقيادة المنطقة. 
هذه الثقافة لم تفصح عنها التسريبات الشهيرة وحدها، بل هي ثقافة العسكر في مصر منذ عام 1952، ويُعيد إنتاجها كل يوم أبواق النظام: إبراهيم عيسى، يوسف الحسيني، أحمد موسى، هم فقط أبرز الأسماء.
في الحقيقة، يبدو نظام السيسي منسجماً مع سبب وجوده وطبيعة ميلاده، فهو ثمرة لانقلاب انتقم من إرداة شعبية بطريقة دموية، ولهذا من الطبيعي أن يتماهى مع منظومة الاستبداد الكونية، وأن ينحاز إلى سفّاح الشام، ويغازل الدبّ الروسي، وربما يرتمي في أحضان ملالي طهران. لا مفاجأة هنا. لا يمكن أن ينضح إناء السيسي بغير ما فيه. الذي أثار النزاع بين الرياض ونظام السيسي هو أن النظام يريد «الرز» فقط، أما أمور السياسة، فهو أدرى بها، ولا شأن للسعودية بتحالفاته ولا باختياراته. بمعنى آخر: يلجأ السيسي إلى «الابتزاز»؛ ادفعوا أو سأسلّط ماكينة دعايتي عليكم. ماذا لو أوقفت السعودية شحنات الوقود في شهر تشرين الأول (أكتوبر)؟ حسناً، السيسي يمكن أن يلجأ إلى الحكومة الشيعية في العراق ليحصل على بديل. 
ماذا لو أوقفت السعودية الشحنات للشهر الثاني على التوالي؟ يمكن الإعلان عن سفر وزير البترول إلى طهران، ثم التراجع عن ذلك بسرعة، ليّاً للذراع السعودية. لا عبرة بالطبع لوسائط الدعاية الممجّدة للسيسي في الخليج، وعلى رأسها قناة العربية، التي تجاهلت تماماً خبر إعلان زيارة وزير البترول، طارق الملّا، لإيران، والذي بثّته رويترز، ثم أبرزت بحماس نفي الوزير له في أبو ظبي، بعد أن قدّم له مسؤولون خليجيون وعوداً نفطية مقابل التخلّي عن زيارة إيران.
لا تريد الرياض التصعيد في الملف المصري، وتصرّ حتى الآن على تفادي المواجهة، ولا أدلّ على ذلك من اختيارها النأي عن موقف مواطنها إياد مدني، أمين منظمة التعاون الإسلامي، الذي تهكّم بحديث السيسي عن ثلاجته الخالية إلا من الماء. لكن ما ينبغي أن تدركه الرياض أن كل «المسكّنات» لن تفلح في تأهيل نظام خرج من رحم الاستبداد، ويقتات عليه. وكما قال البحتري: إذا ما الجرحُ رُمَّ على فسادٍ/تبيّن فيه إهمالُ الطبيبِ!;