أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

الكاتب العظيم!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-11-2016


يقول لي شاب كتب عدة مقالات في صحيفة محلية، يراسله أصدقاؤه كلما ظهر له مقال في الصحيفة ليخبروه بأنه عبقري وبأنه سيصبح يوماً ما أكبر كاتب في الوطن العربي، يقول لي هذا الشاب، كلما اتصل يسألني رأيي في مقالته السؤال نفسه: (أستاذة كيف تكتبين مقالاً كل يوم؟).

وفي كل مره أجيبه نفس الإجابة ولكن بأشكال مختلفة حتى لا يمل، وحين أمل من سؤاله، أغير الموضوع وأتجاهل الإجابة، هذا الشاب سألني منذ عدة أيام، كيف أتأكد بأن الناس معجبة بكتاباتي؟

وجدته سؤالاً مهماً، ليس في حد ذاته بحيث يجعلني أنشغل بالإجابة عليه، باحثة عن أنجح الطرق للحصول على إعجاب القراء، ولكن عما يدفع الكاتب الحقيقي للبحث عن هذا الإعجاب، وعن السبب الذي جعل هذا السؤال يلح على ذهن الشاب؟

قلت له: هل تستطيع بعد أن تكتب مقالك أن تتخلص من فكرة أنك الكاتب؟ أحسست بأنه لم يفهم مقصدي، فأعدت السؤال هكذا: حاول بعد أن تكتب مقالك أن تقرأه وكأنك قارئ يقرأ لكاتب لا علاقة له به، إذا استطعت فذلك أول طريق الإجابة على سؤالك!

في فرنسا، كتب ناقد شهير اسمه رولان بارت، كتاباً ذائع الصيت عنوانه «موت المؤلف»، موت المؤلف هنا ليس الموت بالمعنى الحرفي ولكن اختفاء دوره وسلطته على النص، لتصبح العلاقة حرة أو متحررة بين النص والقارئ الذي كتب له النص.

يقول عبدالله الغذامي موضحاً ذلك: (إن مقولة موت المؤلف لا تعني إلغاء المؤلف نهائياً، بقدر ما هي عملية تحرير النص من سلطة المؤلف وخضوعه للقارئ، أي عملية عقد قران بين النص والقارئ، ومن ثم الاستفادة من خبرات المؤلف في مباركة هذه العلاقة، وهذا يحتاج إلى قارئ جيد ومثقف لكي يفهم ما كان يعنيه المؤلف ولو بشكل عام. ولكي لا ينفر القارئ من الكتابة، فيعتبرها حالة معقدة لا يمكن فهمها).

أعتقد أن الأمر أيضاً يحتاج لمؤلف متفهم، قادر على استيعاب مفهوم الكتابة، ومفهوم أو وظيفة القارئ، فالقارئ ليس عابر طريق في عالم النص المكتوب، بل هو الفاعل الحقيقي بعد المؤلف، إنه يختلف عن متفرج السينما أو مشاهد التلفزيون الذي يتلقى المشهد دون قدرة على معالجته وإبداء الرأي فيه، بل ورفضه والارتباط به.

ربما بسبب السرعة التي يعبر بها المشهد أمامه، أما طبيعة النص المكتوب فتختلف، من هنا يحتاج الكاتب أن يكبح جماح غروره أو أناه العليا ليترك للقارئ الحكم عليه وعلى النص، والقارئ هنا هو ذلك البعيد المحايد الشرس صعب الإرضاء وليس الأصحاب والأحباب حتماً!

مهمة الكتابة صعبة، وتحول الكاتب إلى قارئ شرس لكتاباته هي الوصفة السحرية للخلاص من الغرور المتداول بين الكتاب، ومن الحساسية المفرطة، ومن الاعتقاد بأننا سنكون أعظم كتاب في العالم، هذا لقب لم ينله تولستوي وديستويفسكي إلا بعد وفاتهما!