أحدث الأخبار
  • 07:49 . سوريا تستأنف تصدير النفط الخام بعد 14 عاما من التوقف... المزيد
  • 12:54 . مقررة أممية: "إسرائيل" قتلت من الصحفيين أكثر مما قُتل بالحربين العالميتين... المزيد
  • 12:46 . السودان.. أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور... المزيد
  • 12:45 . إيران تؤكد الاستعداد لخفض تخصيب اليورانيوم بحال التوصل لاتفاق... المزيد
  • 12:18 . وزير خارجية بريطانيا: أفعال "إسرائيل" لن تنهي الحرب ولن تعيد الأسرى... المزيد
  • 12:17 . رئيس الوزراء العراقي يزور سلطنة عُمان غدًا... المزيد
  • 12:11 . "الوزاري الخليجي" يدعو لوقف حرب غزة... المزيد
  • 11:54 . تعديل وزاري محدود يشمل وزارة الصحة وتعيين أحمد الصايغ وزيراً جديداً... المزيد
  • 11:52 . مساعدات إماراتية عاجلة لمتضرري السيول غربي اليمن وسط جدل حول انتقائيتها جنوباً وغرباً... المزيد
  • 11:31 . "التربية" تعتمد دليلاً إجرائياً جديداً للغياب.. إعادة السنة بعد 15 يوماً غير مبرّرة... المزيد
  • 11:23 . "المعاشات" تحذر من مفاهيم خاطئة تقود إلى قرارات تقاعدية غير آمنة... المزيد
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد

«تغربلنا!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-11-2016


لأنهم كانوا حمقى بشكل كافٍ فقد كانوا يضعون أضعف واحد في منتخب فريجهم حارساً للمرمى، ولأننا كنا على عكسهم فقد كان يكفي أن نغمز لـ«حسون سنافر» بأن يسقط نفسه في منطقة جزائهم ثم ينظر بتلك الطريقة إلى الحكم وهي الطريقة التي يسميها البعض «الأدب الإنجليزي»، أي إنها نظرة ظاهرها العتاب وباطنها يشي بأنه لن يعود إلى منزله سالماً إن لم يحتسب ضربة جزاء، ولأنني كنت صاحب الكرة فمن الطبيعي أن أقوم بالتسديد، كانوا يقولون لي حين تطيش ضربتي كما هي العادة: الله يغربلك ضيعتنا! ولكنني في ذلك اليوم الذي استقرت فيه كرتي بطريقة ما «في المقص»، لأنني قصدت أن أضربها في وجه حارسهم الضعيف فقد غيروا من دعوتهم لتصبح: الله يغربلك فنان!

تمر الأيام وتقف على بوابة المطار مودعاً أهلك وأصدقاءك رغبة منك في أن تكون أصواتهم هي زادك الأخير في رحلة الغربة التي ستستمر لسنوات، يحتضنك أحدهم بحب وهو يعتصر ما تبقى من روحك التي تركت الكثير منها هنا، ويقول: الله يغربلك بنشتاقلك!

«الله يغربلك وينك؟» هي أول كلمة تسمعها حين يفتقد أحدهم صوتك.

«الله يغربلك سويتها!» كانت بمثابة البديل عن «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير» في ليلة عرسك.

«الله يغربلك، ريال!» هي كل ما جاءك من ردود حين رزقت بأبنائك البكر.

«الله يغربلك كشيخ» هي بمثابة جملة للإعراب عن إعجاب المقابل بلبسك، أو لون شورتك الجديد، أو حلاقة اللحية والشنب بطريقة تواكب فيها موضة لم تعد تنتمي لجيلها.

وهكذا يعبر الجميع عن حبهم لك بدعوات بالغربلة، والغربلة كما هو واضح من لفظها هي أن يتم وضعك في «غربال» كالذي كان يستخدم في تنقية الحبوب وغيرها، ويتم خضك خضاً يزيل ما علق بك من شوائب، ولهذا فالدعاء في ظاهره محمود، ولكن المجتمع حوله على دعاء على من يطلق عليه، ألم أقل لكم بأنه «أدب إنجليزي».

ولهذا فلا تسألني عن سبب وجود كل تلك العراقيل في حياتك.

لا تسأل عن هذا العدد الغريب من المطبات في العمل والأسرة والفريق الذي تشجعه، وطبيعة الأحجار السبع التي تختارها في «الدومنه».

لا تسألني لماذا تبلغ فاتورة مخالفاتك المرورية في كل شهر ضعف فاتورة راتبك الوظيفي؟!

لا تسألني لماذا تسير الأمور كلها بشكل جيد إلى أن تصل للحظة التنوير فترى كل تلك الأمور وقد انهارت دفعة واحدة بلا سبب واضح؟! حتى في ما تقرأه من روايات؟! رواية بوليسية جميلة بنهاية مفتوحة مشوشة، إنك تتغربل يا صديقي! أنت رجل محفوف بدعوات التوفيق من مهدك إلى لحدك، فلا تستغرب إذا وصلت إحداها إلى أبواب السماء!