أحدث الأخبار
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

«تغربلنا!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-11-2016


لأنهم كانوا حمقى بشكل كافٍ فقد كانوا يضعون أضعف واحد في منتخب فريجهم حارساً للمرمى، ولأننا كنا على عكسهم فقد كان يكفي أن نغمز لـ«حسون سنافر» بأن يسقط نفسه في منطقة جزائهم ثم ينظر بتلك الطريقة إلى الحكم وهي الطريقة التي يسميها البعض «الأدب الإنجليزي»، أي إنها نظرة ظاهرها العتاب وباطنها يشي بأنه لن يعود إلى منزله سالماً إن لم يحتسب ضربة جزاء، ولأنني كنت صاحب الكرة فمن الطبيعي أن أقوم بالتسديد، كانوا يقولون لي حين تطيش ضربتي كما هي العادة: الله يغربلك ضيعتنا! ولكنني في ذلك اليوم الذي استقرت فيه كرتي بطريقة ما «في المقص»، لأنني قصدت أن أضربها في وجه حارسهم الضعيف فقد غيروا من دعوتهم لتصبح: الله يغربلك فنان!

تمر الأيام وتقف على بوابة المطار مودعاً أهلك وأصدقاءك رغبة منك في أن تكون أصواتهم هي زادك الأخير في رحلة الغربة التي ستستمر لسنوات، يحتضنك أحدهم بحب وهو يعتصر ما تبقى من روحك التي تركت الكثير منها هنا، ويقول: الله يغربلك بنشتاقلك!

«الله يغربلك وينك؟» هي أول كلمة تسمعها حين يفتقد أحدهم صوتك.

«الله يغربلك سويتها!» كانت بمثابة البديل عن «بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير» في ليلة عرسك.

«الله يغربلك، ريال!» هي كل ما جاءك من ردود حين رزقت بأبنائك البكر.

«الله يغربلك كشيخ» هي بمثابة جملة للإعراب عن إعجاب المقابل بلبسك، أو لون شورتك الجديد، أو حلاقة اللحية والشنب بطريقة تواكب فيها موضة لم تعد تنتمي لجيلها.

وهكذا يعبر الجميع عن حبهم لك بدعوات بالغربلة، والغربلة كما هو واضح من لفظها هي أن يتم وضعك في «غربال» كالذي كان يستخدم في تنقية الحبوب وغيرها، ويتم خضك خضاً يزيل ما علق بك من شوائب، ولهذا فالدعاء في ظاهره محمود، ولكن المجتمع حوله على دعاء على من يطلق عليه، ألم أقل لكم بأنه «أدب إنجليزي».

ولهذا فلا تسألني عن سبب وجود كل تلك العراقيل في حياتك.

لا تسأل عن هذا العدد الغريب من المطبات في العمل والأسرة والفريق الذي تشجعه، وطبيعة الأحجار السبع التي تختارها في «الدومنه».

لا تسألني لماذا تبلغ فاتورة مخالفاتك المرورية في كل شهر ضعف فاتورة راتبك الوظيفي؟!

لا تسألني لماذا تسير الأمور كلها بشكل جيد إلى أن تصل للحظة التنوير فترى كل تلك الأمور وقد انهارت دفعة واحدة بلا سبب واضح؟! حتى في ما تقرأه من روايات؟! رواية بوليسية جميلة بنهاية مفتوحة مشوشة، إنك تتغربل يا صديقي! أنت رجل محفوف بدعوات التوفيق من مهدك إلى لحدك، فلا تستغرب إذا وصلت إحداها إلى أبواب السماء!