أحدث الأخبار
  • 07:49 . سوريا تستأنف تصدير النفط الخام بعد 14 عاما من التوقف... المزيد
  • 12:54 . مقررة أممية: "إسرائيل" قتلت من الصحفيين أكثر مما قُتل بالحربين العالميتين... المزيد
  • 12:46 . السودان.. أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور... المزيد
  • 12:45 . إيران تؤكد الاستعداد لخفض تخصيب اليورانيوم بحال التوصل لاتفاق... المزيد
  • 12:18 . وزير خارجية بريطانيا: أفعال "إسرائيل" لن تنهي الحرب ولن تعيد الأسرى... المزيد
  • 12:17 . رئيس الوزراء العراقي يزور سلطنة عُمان غدًا... المزيد
  • 12:11 . "الوزاري الخليجي" يدعو لوقف حرب غزة... المزيد
  • 11:54 . تعديل وزاري محدود يشمل وزارة الصحة وتعيين أحمد الصايغ وزيراً جديداً... المزيد
  • 11:52 . مساعدات إماراتية عاجلة لمتضرري السيول غربي اليمن وسط جدل حول انتقائيتها جنوباً وغرباً... المزيد
  • 11:31 . "التربية" تعتمد دليلاً إجرائياً جديداً للغياب.. إعادة السنة بعد 15 يوماً غير مبرّرة... المزيد
  • 11:23 . "المعاشات" تحذر من مفاهيم خاطئة تقود إلى قرارات تقاعدية غير آمنة... المزيد
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد

هل جربت معاناة موظف صغير؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11-2016


يقولون إنه لا يشعر بآلام الآخرين إلا من عاش الألم فعلاً، ليست الحكاية محصورة في مسألة الشعور فقط، أي أن تتعاطف وتشفق وتبكي مع الشخص الذي يعاني لأنك عانيت ذات يوم، هذا لا يكفي، إن معايشتك للألم ترتب عليك أن لا تقع في خطيئة الفرجة على آخرين يعانون في الوقت الذي تستطيع أن تسهم في تعزيز أوضاعهم تقديراً لظروفهم.

يذكر عن رئيس الولايات المتحدة الجديد الملياردير دونالد ترامب، أنه قام بتجربة إدارية وإنسانية جديرة بالتأمل، وقد تحدث عن تلك التجربة لاحقاً في مقابلة تلفزيونية، كانت التجربة باختصار حول ما يمر به أو يعانيه الموظفون أصحاب الأدوار الإدارية البسيطة ممن يلقبون بصغار الموظفين، فهل يمكن لصاحب الملايين الذي يعيش منفصلاً تماماً عن واقع هؤلاء وما يمرون به من تفاصيل خلال يومهم؟ هل يمكنه أن يعيش تلك التفاصيل؟ هل فكر صاحب شركات عملاقة ومليارات الدولارات أن يتبادل أدوار الحياة مع موظف الأرشيف مثلاً أو موظف الاستعلامات في شركته؟

قال ترامب في تلك المقابلة، إنه لكي يتقمص فعلاً التجربة، انتقل إلى مسكن بعيد عن مقر عمله، كما يفعل كل صغار الموظفين الذين يذهبون للسكن في أبعد الضواحي لإن الإيجارات أرخص، ومستلزمات الحياة كذلك أقل كلفة، لقد فعل ترامب الشيء نفسه، شأنه شأن صغار الموظفين الذين يحسبون التكاليف ويقسمونها ويطرحونها عشرات المرات لكي يتمدد الراتب فيكفي حتى آخر الشهر، ولا بأس بعد ذلك بكل تلك المآزق اليومية والمنغصات التي لابد منها لتستمر الحياة!

هناك في ذلك المنزل البعيد في أطراف المدينة، عايش الملياردير القلق الذي يعيشه الموظفون يومياً حين يتأخرون عن موعد بدء الدوام، عايش قلق النوم المتأخر والاستيقاظ المبكر والازدحام الذي لا يد لأي موظف فيه وهو في الطريق للعمل، وكذلك عند البحث المضني في محيط الشركة أو المؤسسة للحصول على موقف لسيارته البائسة، وتركها تحت رحمة الأمطار أو الشمس الحارقة ذلك لا يهم، المهم أن يصل في الموعد المحدد.

لا يعني ذلك أن المطلوب هو البحث عن مبررات للتأخير والتغيب والفوضى والكسل والتراخي و..و..و.. الخ، لكن الرجل قال باختصار إن نظرته وتقديره لعمل صغار الموظفين اختلف تماماً بعد التجربة، وإنه قام بإعطاء موظفيه زيادة مالية، تقديراً منه لجهودهم التي هو شخصياً لم يستطع تحملها بشكل يومي!

المقصود أننا إذا كلفنا أحداً بما لا نستطيع نحن احتماله، لأن هناك أعمالاً يجب أن يقوم بها شخص ما في نهاية الأمر، وإذا كانت الأقدار والظروف والحظوظ قد جعلت هؤلاء تحت إمرتنا أو ضمن طواقم إداراتنا، فلا أقل من أن نقدر عملهم وننظر له باحترام، ونعينهم عليه، يكفي أننا اعترفنا بنجاحهم في احتمال أعمال قررنا أننا سنفشل فعلاً إذا كلفنا بها!