أحدث الأخبار
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد

ترمب والمنطقة

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 06-12-2016


الكثير من الحديث يدور حول ترمب وعلاقته بالمنطقة، سواءً كان ذلك على صعيد الحديث حول استثماراته في هذا الجزء من العالم وعلاقاته التجارية مع رجال أعمال عرب ومسلمين، أو على مستوى خطابه المعادي بشكل واضح للإسلام والعرب، أو من خلال مواقفه المتذبذبة تجاه قضايا المنطقة، كل ذلك يدور في إطار توقعات مرحلة عصيبة لا يمكن إلا التكهن حول ماهيتها.
البعض يقول إن النظر في مواقف ترمب عبث باعتبار الولايات المتحدة دولة مؤسسات لا يمكن لتغير شخص في المنظومة أن يغير من مواقفها، وهذا في الواقع تبسيط مخل ومثالية مغايرة للحقيقة، الرئيس الأميركي يتمتع بصلاحيات عالية تجعله من أكثر رؤساء العالم الديمقراطي قوة، من ذلك مثلاً تمتع الرئيس بصلاحية إعلان الحرب منفرداً دون الحاجة للرجوع لسلطة أخرى، لا شك أن ذلك عادة لا يحدث ولكن الواقع هو أن تغير ساكن البيت الأبيض له أثر كبير على سياسة الولايات المتحدة ويتضح ذلك حين نرى الفرق بين أميركا ريغن وبوش الثاني وأميركا كلينتون وأوباما، الرئيس الأميركي يشكل الفريق التنفيذي ويرسم معه سياسات الولايات المتحدة الخارجية، وترمب يتمتع بفرصة خاصة نظراً للأغلبية الكبيرة في المجلسين لصالح حزبه.
القضية الفلسطينية ليست مؤشراً حقيقياً للسياسة الخارجية الأميركية باعتبارها من الثابت لدى الحزبين، الدعم المطلق لإسرائيل كان وما زال موقف البيت الأبيض، لكن ترمب يرى أنه باعتباره –كما يقرر هو طبعاً- منجز الصفقات العظيم سيتمكن من عقد صفقة بين الطرفين، موقفه بشكل عام متماهٍ مع من قبله ولكن يبدو أنه يود أن يترك بصمة في الملف، لا أظنها تتعدى قمة مبالغاً في تسويق مخرجاتها.
في سوريا تتذبذب مواقف ترمب بين مديحه للنظام السوري باعتباره يحارب داعش، وحديثه حول تسليح الثوار، ويصعب التعرف على موقف واضح لترمب في القضية لكنه يتحدث دائماً حول توافق مع روسيا ومع بوتن بشكل خاص يثير قلق المعنيين، يرى ترمب أنه من الممكن التفاهم مع روسيا بوتن بشكل يضمن الاستقرار السلبي بين الطرفين، والمقلق بشكل كبير هو أن روسيا متفائلة جداً بحكومة أميركية على رأسها ترمب؛ وذلك لأن الروس يفهمون أن نظامهم السياسي سيتمكن من التلاعب بشخوص النظام الأميركي الجديد أصحاب المواقف المتذبذبة والخبرة المتواضعة في مجال السياسة الخارجية، حتى الآن لا يكاد فريق ترمب يحتوي على شخصية ذات تاريخ دبلوماسي حقيقي، وبشكل عام فإن موقف ترمب من «التطرف الإسلامي» يشير إلى موقف سلبي مبدئي من الثوار في سوريا ويستغرب أن يوافق على تقديم الدعم لهم.
هذا الموقف السلبي من التطرف الإسلامي كما يسميه ترمب يمتد أحياناً إلى الدول الإسلامية سواءً كانت «متطرفة» أو غير ذلك حسب التعريف الغربي، فالتصريحات المتتالية لترمب وبعض أعضاء فريقه تشير بأصابع الاتهام إلى دول خليجية وتركيا باعتبارها راعية للإرهاب، أحد أعضاء فريقه من العسكريين أشار سابقاً إلى أن تلك الدول عليها أن تكف عن دعم الإرهاب وإن لم تكف عن ذلك فيتعين على الولايات المتحدة أن تجبرها على الكف عن ذلك، بشكل عام يريد ترمب أن يصنع لنفسه عدواً يحقق انتصاراً عليه كما كان لريغن عدو، ريغن في زمانه وظف العداء مع الاتحاد السوفيتي وانهياره في عهده ليكون إرثه الأكبر، ترمب اليوم يبحث عن شيء مشابه ووجد في داعش و «الإرهاب» ذريعة مناسبة ترضي قواعده الانتخابية وتمكنه من تحقيق انتصارات جزئية مناسبة، واختيار ترمب لعدد كبير من العسكريين قد ينتهي بأن يكون الأكبر في حكومة أميركية لأكثر من 60 عاماً دليل على أنه ينوي خوض معارك رمزية لتحقيق هذه الانتصارات خلال فترته الأولى سعياً للوصول لفترة ثانية.
الموقف من تركيا يبدو مختلفاً بعض الشيء، ترمب يبدي تساهلاً عالياً في مسألة تسليم غولن، كما سبق له التصريح بشكل إيجابي حول إجراءات ما بعد الانقلاب، وهناك تواصل بشكل أو آخر بينه وبين الإدارة التركية يبدو أن هذه الأخيرة تطمح من خلاله إلى الاستفادة من ترمب كما يطمح الروس؛ لذلك ربما يؤثر ذلك إيجابياً من حيث تعاطي الولايات المتحدة مع عملية درع الفرات والحراك في شمال سوريا عموماً. في إيران هناك قلق عالٍ من ترمب، الرجل كان ينادي طوال حملته لإلغاء الاتفاق النووي، وهاهو اليوم يتهاوى، وجعل من إيران هدفاً جديداً للولايات المتحدة، ولكن النظام الإيراني المرتبط عضوياً بالإدارة الروسية والمتشابكة مصالحه مع الولايات المتحدة في العراق سيكون هدفاً صعباً أمام ترمب وربما يتغير موقفه أو يؤجل الملف في الوقت الراهن.
وبشكل عام يرى ترمب وفريقه أن التعاطي مع الأنظمة القمعية مثل النظام المصري مقبول بل مطلوب وشجع خلال حملته على دعم السيسي عسكرياً ومادياً ليحارب الإرهاب على حد قوله، ولا يرتبط ترمب بأي مواقف أخلاقية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان في تعامله مع هذه الدول، ما يفسر فرح النظام المصري ومؤيديه داخل مصر وخارجها بوصوله إلى البيت الأبيض.
ومع هذا كله فإن المشكلة الرئيسية تكمن في مواقف ترمب المتذبذبة والمتناقضة حيال سياسته الخارجية التي ستجعل فهم توجهه أو توقع ممارساته أمراً صعباً، كما أن سذاجة أجندته الخارجية وضعف خبرات فريقه في السياسة الخارجية ستسهل على دول مثل روسيا وإيران استغلال الموقف لصالحها، وستبدي لنا الأيام من سيكون المستفيد الأكبر من ترمب رئيساً.;