أحدث الأخبار
  • 01:43 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد

أزمات وحلول

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 09-12-2016


ضمن سلسلة الكتب الإسلامية التي تصدر عن هيئة علماء الأزهر وتوزع مع مجلة «الأزهر»، صدر كتاب مهم لعالم من علماء الأزهر الشريف، هو طه جابر العلواني، الذي شغل مناصب عديدة وعمل على خدمة الإسلام والمسلمين. يتكون الكتاب الذي جاء تحت عنوان «الأزمات الإنسانية والحل القرآني» من جزأين، تحدث المؤلف في أولهما عن مسألتين:

الأولى: فشل محاولات أعداء الإسلام على مر التاريخ وحتى الآن للنيل من القرآن وتحريفه، رغم عملهم باستمرار على إثارة الشبهات ودسها حول القرآن الكريم، بغية إيجاد حاجز بين الإنسان المسلم وبين كتابه المنزَّل، وكذلك لمنعه من فهم الإسلام على حقيقته. فتلك الجهات تدرك تماماً أن القرآن يحمل في مضمونه وآياته وسوره العلاج الشافي لسائر الأمراض والأزمات الإنسانية، كما يمنح البشرية ويعطيها المناعة اللازمة.

ويستشهد المؤلف بالكثير من الأمثلة لتبيان ذلك، وكان منها ما قاله رئيس الوزراء البريطاني «وليم جلاستون» في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما رفع المصحف في مجلس العموم البريطاني وخاطب أعضاءه قائلاً: «لن يكون لنا في الشرق مستقبل مادام هذا القرآن يتلى»، وكأنه بذلك يدعو لتجنيد الأقلام والأفكار والإعلام.. لتشويه القرآن!

المسألة الثانية: تفسير القرآن بالقرآن، حيث يشرح المؤلف ذلك بقوله: «لقد ورثنا نحن المسلمين كتابات في التفسير تجاوزت كل ما ورثناه في العلوم الأخرى، من حيث العدد والاتجاهات، بدءاً من جيل التلقي ثم الأجيال التي جاءت بعده، وكان منها التفسير اللغوي، والتفسير الإشاري (القائم على روايات حول آثار عملية وقولية ذات علاقة بالآيات)، ثم التفسير الفقهي الذي يركز على معرفة الأحكام الواردة في آيات القرآن الكريم. وبرزت اتجاهات أخرى في التفسير، مثل «التفسير الإشاري الذي عني به بعض الصوفية، والتفسير العقلاني والبلاغي والبياني ثم التفسير العلمي والتفسير العددي والتفسير الفلسفي». ويتابع الكتاب: «هذا التراث التفسيري المتنوع بما قدمه لفهم القرآن الكريم، على اتساعه وتنوعه وكثرة فوائده، لم ينجح في استجلاء معاني القرآن الكريم كلها، وبقي في هذا الكتاب الخالد كثير من العوالم أكثر بكثير مما استفاده من تدخلات المفسرين».

ومن هنا يؤكد العلواني أن رحلته في تدبر القرآن كانت للتعرف عليه أكثر ولمحاولة فهمه من داخله واستجلاء بعض أسراره من ثنايا آياته والتعرض لأنواره ونفحاته.. وهذا يعطي المتدبر للقرآن وعياً أكثر وفهماً أعمق لسياقاته ومعانيه ومقاصده وغاياته، لذلك اتجه المؤلف للكتابة في هذا النوع من التفسير (تفسير القرآن بالقرآن) وتنبيه الناس إلى فوائده.

وفي الجزء الثاني من كتابه يشرح لنا المؤلف الكيفية التي يفترض أن يُستخدم بها القرآن الكريم ليصبح علاجاً شافياً لسائر الأزمات الإنسانية والمعضلات الكثيرة التي تعاني منها البشرية، وذلك عبر تبني البديل الحضاري الإسلامي العالمي، حيث يؤكد العلواني أنه لابد أولاً من التعرف على الحلول التي يقدمها القرآن الكريم لعلاج الأزمات الإنسانية، والتي لم تفلح كل الأيديولوجيات الوضعية والفلسفات الفكرية في علاجها.. لكن شريطة العودة بصدق إلى القرآن باعتباره «كتاب الله الكوني»، وتقديمه باعتباره كتاب استخلاف ومنشأ عمران ودليل استفاضة وهداية في هذا الوجود، وأن يربط الناس مشاريعهم التجديدية والحضارية بالقرآن الكريم، وعلى نحو وثيق وصادق، وأن يحاولوا جعله يؤثر في كل شيء في واقع حياتهم وفي أنماط تفكيرهم.. منعاً لاستمرار حالة التيه والعودة بعد كل تجربة إلى نقطة البداية والمنطلق!