أحدث الأخبار
  • 07:49 . سوريا تستأنف تصدير النفط الخام بعد 14 عاما من التوقف... المزيد
  • 12:54 . مقررة أممية: "إسرائيل" قتلت من الصحفيين أكثر مما قُتل بالحربين العالميتين... المزيد
  • 12:46 . السودان.. أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور... المزيد
  • 12:45 . إيران تؤكد الاستعداد لخفض تخصيب اليورانيوم بحال التوصل لاتفاق... المزيد
  • 12:18 . وزير خارجية بريطانيا: أفعال "إسرائيل" لن تنهي الحرب ولن تعيد الأسرى... المزيد
  • 12:17 . رئيس الوزراء العراقي يزور سلطنة عُمان غدًا... المزيد
  • 12:11 . "الوزاري الخليجي" يدعو لوقف حرب غزة... المزيد
  • 11:54 . تعديل وزاري محدود يشمل وزارة الصحة وتعيين أحمد الصايغ وزيراً جديداً... المزيد
  • 11:52 . مساعدات إماراتية عاجلة لمتضرري السيول غربي اليمن وسط جدل حول انتقائيتها جنوباً وغرباً... المزيد
  • 11:31 . "التربية" تعتمد دليلاً إجرائياً جديداً للغياب.. إعادة السنة بعد 15 يوماً غير مبرّرة... المزيد
  • 11:23 . "المعاشات" تحذر من مفاهيم خاطئة تقود إلى قرارات تقاعدية غير آمنة... المزيد
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد

الخلفية: جدار المنزل

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 11-12-2016


يحدثني صديقي، فيقول: كان السفر بالنسبة لنا يمثل قطعة من العذاب؛ ليس فقط بسبب الطريق إلى الوجهة التي ننوي السفر إليها، بل لما يحدث قبل ذلك من إجراءات، لغرض تجديد جوازات أفراد الأسرة، المنتهية جوازاتهم قُبيل موسم السفر، فبسبب سكننا في منطقة يندرج تصنيفها تحت بند «منطقة نائية»، كان علينا أخذ أيام عدة إجازة من العمل، ثم الذهاب إلى المدينة التي تمثل مركز الإمارة، والانتظار لفترات طويلة عند باب المسؤول في الجوازات، للحصول على استثناء لإنهاء المعاملة في اليوم نفسه، لكي لا نضرب الخط مرة أخرى، وملء الاستمارة الشهيرة الزهرية اللون، وكان علينا التأكد 13 مرة من أن جميع الأوراق مكتملة، ويجب إنهاء كل ما سبق قبل الثامنة صباحاً، لكي يتسنى لنا - في ما بعد - أخذ الجوازات قبل الثانية والنصف، وإلا فعلينا البقاء في هذه المدينة أو العودة في اليوم التالي.. وأنت تعلم أن الأمر لا يكون لطيفاً حينما تكون أسرة كبيرة، دع عنك أولئك الذين يخاطرون فيقومون بهذه العملية قبل السفر بيوم أو يومين، ومدى الضغط النفسي الذي يعيشونه في تلك الفترة!

كان الحوار يدور بيني وبين الزميل، حول ما يردده الكثيرون عن ما يرونه مبالغة في تسويق الخدمات الذكية، ومفاهيم سعادة المتعامل، والتي يرى البعض أنها تمثل جانباً تسويقياً أو «شو» - كما يسمونه - أكثر مما تمثله من خدمة حقيقية، وتسهيل يُمنح للمتعامل.

يكمل صديقي الصورة اليوم، فيقول: في الأسبوع الماضي، أثناء وجودي في إمارة دبي، لعمل حجوزات قبل السفر بيوم، اكتشفتُ أن جواز أحد أبنائي الصغار تالف، بسبب عبثهم به، وسكب سوائل مختلفة عليه، ورغم أنني من إمارة أخرى إلا أنه أصبح بإمكاني التوجه إلى أي منفذ، فتوجهت إلى جوازات دبي، قبل إغلاق الدائرة بنحو ربع ساعة، في مثل هذه الحالات التي يتلف فيها الجواز يوجد إجراء معين، لكن بسبب موعد السفر، والرغبة في مساعدتي، طلب الضابط مني أن أريه التذاكر، والتي كانت إلكترونية على الهاتف المتحرك، فأريته إياها فوافق على استثناء هذا الإجراء، ثم طلب مني صورة للابن، وهي التي كانت معي، وحينما أعطيته إياها رأى أنها الصورة نفسها في الجواز القديم، فأوضح لي أن هذه السن يجب أن تكون فيها الصورة حديثة، لأن أشكال الأطفال تتغير بسرعة، وقبل أن أقع في مشكلة التفكير في الحل، أعطاني هو الحل، وقال لي: اطلب من زوجتك إرسال الصورة على هاتفك المتحرك، لكن احرص أن تكون الخلفية بيضاء، وحينما سألت الضابط عن وجود محل طباعة يعمل إلى هذا الوقت في الجوازات، قال لي بأن أرسل الصورة إلى هاتفه، وهو سيتصرف بإدخالها للنظام، بالطبع زوجتي لم تجد خلفية بيضاء سوى جدار الفيلا، لكن الصورة كانت مقبولة، وخلال ربع الساعة الأخيرة من دوام الجوازات، امتلك ابني جوازه الجديد بصورة جميلة، وخلفية تمثل جدار فيلتنا!

في قصة صاحبي، كان وجود الهواتف المتحركة جزءاً كبيراً من حل المشكلة، لكن الجزء الأهم كان الرغبة وروح إسعاد المتعامل في الضابط، فهما اللتان أنقذتا سفرته، ويسرتا أموره، بدلاً من صرف جهد ووقت كبيرين، لا يعرف ألمهما إلا من اعتاد ضرب الخطوط، من أجل إحضار ورقة.. أو توقيع!

هناك نعمٌ كثيرة، في الطريقة التي أصبحت تجري بها الأمور، لن يعرف طعمها إلا من اعتاد الحمد والشكر.. أما من اعتاد الاعتراض، فبالطبع لن يرى في كل شيءٍ إلا «الشّو»!