أحدث الأخبار
  • 11:43 . الاحتلال الاسرائيلي يعتقل سبعة سوريين في توغل ليلي بالقنيطرة... المزيد
  • 11:42 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يفرض "التكتم" على وزرائه بشأن خطط ضم الضفة الغربية خشية انقلاب ترامب... المزيد
  • 11:19 . شي يستقبل بوتين وكيم في بكين.. وترامب يتهمهم بـ"التآمر" ضد واشنطن... المزيد
  • 11:17 . مباحثات عُمانية تركية حول تطورات غزة والتعاون الثنائي... المزيد
  • 11:10 . محمد بن سلمان وماكرون يبحثان إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة... المزيد
  • 11:09 . شؤون التعليم الخاص في عجمان يُلزم المدارس بتعيين "مسؤول حماية"... المزيد
  • 11:05 . أولياء أمور يرفضون فرض رسوم إضافية على خزائن الكتب في مدارس خاصة بدبي... المزيد
  • 07:49 . سوريا تستأنف تصدير النفط الخام بعد 14 عاما من التوقف... المزيد
  • 12:54 . مقررة أممية: "إسرائيل" قتلت من الصحفيين أكثر مما قُتل بالحربين العالميتين... المزيد
  • 12:46 . السودان.. أكثر من ألف قتيل بانزلاق أرضي بإقليم دارفور... المزيد
  • 12:45 . إيران تؤكد الاستعداد لخفض تخصيب اليورانيوم بحال التوصل لاتفاق... المزيد
  • 12:18 . وزير خارجية بريطانيا: أفعال "إسرائيل" لن تنهي الحرب ولن تعيد الأسرى... المزيد
  • 12:17 . رئيس الوزراء العراقي يزور سلطنة عُمان غدًا... المزيد
  • 12:11 . "الوزاري الخليجي" يدعو لوقف حرب غزة... المزيد
  • 11:54 . تعديل وزاري محدود يشمل وزارة الصحة وتعيين أحمد الصايغ وزيراً جديداً... المزيد

في الحسد والعين والحضارة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-01-2017


سألني قارئ ظريف بعد أن قرأ مقالي: مع أني لا أؤمن بالعين، إلا أنني أتساءل دوماً هل العين محصورة على المسلمين والعرب فقط؟ وكان يقصد الإيمان بالحسد بشكل مبالغ فيه وخارج عن المنطق أحياناً، فقلت له، الحسد مثبت في أصل الدين وورد ذكره صريحاً في سورة الفلق، ولذلك لا يصح القول بعدم الإيمان بوجوده.

ما لا يمكن قبوله أو تمريره ببساطة بشأنه، هو هذه المبالغة في إحالة كل ما يحدث للإنسان على أنه حسد أو إصابة «عين»، لأننا فوتنا موعد الطائرة أو تعثرنا بشيء في الطريق أو تمزق ثوبنا الجديد أو غير ذلك، فتفسير المرض وسقوط الطائرات وضياع فرصة الوظيفة وفرصة اللحاق بالقطار.

وانسكاب القهوة على الثياب الجديدة وما لا يحصى من الأحداث الصغيرة والتافهة والعظيمة جداً لها منطق علمي وأسباب طبيعية ومنطقية، لا تحتاج لا إلى عين ولا إلى غير ذلك، فهذه أمور ستحدث بعين وبغير عين، إذا تأخرت عن موعدك ستفوتك الطائرة والقطار وكل شيء، وإذا لم تتوافر فيك المؤهلات المطلوبة لن تحصل على الوظيفة المرموقة، وستذهب لغيرك. هذا هو السبب الطبيعي وليس عين جارتك أو عين زميلك التي هي أقوى من أشعة الليزر.

أما أن العين والحسد محصور في العرب والمسلمين، فهذا غير صحيح، فحتى كبار رجالات الدولة في الغرب يؤمنون بالطالع، ويترددون على المنجمين وقراء الكف والورق والفنجان للتنبؤ بطالعهم، ويؤمنون بالعين وبكل الخرافات والأساطير.

لكن الفرق هو مدى شيوع هذا الإيمان بين الناس، ومدى سيطرة الخرافة والأسطورة والجهل على عقول الناس، مقابل مستوى التحضر والعلم في المجتمع، ومستوى ونوعية الانشغالات والاشتغالات والاهتمامات التي تستحوذ على اهتمام أفراد المجتمع، فالتوغل في التفاهات وحياة الدعة والمظاهر والزيف والاستهلاك والتنافس المظهري، وغير ذلك يفتح الطريق واسعاً في عقول الناس للاعتقاد بهكذا قناعات.

في المجتمعات المتحضرة اليوم يشيع الكثير من القناعات التي تتضارب مع العلم والتطور والحداثة، فهو من غرائب قناعات البشر، لكن الإنسان مجبول على التناقض دائماً.

يقول كاتب الأورغواي الشهير إدواردو غاليانو عن تناقض الإنسان المتحضر: «في مكان ما من إحدى الغابات، علق أحدهم: كم هم غريبو الأطوار هؤلاء المتحضرون، جميعهم لديهم ساعات ولا وقت لدى أي منهم!».