أحدث الأخبار
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد

«قليلٌ من المن.. كثيرٌ من الأذى!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 12-01-2017


هل يوجد ما هو أجمل من رؤية زميل قديم بلا موعد ولا ترتيب؟

حين تلتقي شخصاً من الأيام الجميلة فإن ذلك الاحتضان بينكما ليس لشخصك أو لشخصه فقط، قد تكون علاقتكما في تلك الأيام ليست عميقة أصلاً، ولكنك تعانق فيه عبق الماضي، قلوبه الطاهرة، ذكريات النخيل، أيام ما قبل الحداثة، أشعار ما قبل الحداثة، أخلاق ما قبل الحداثة، تعانق فيه ذلك المجتمع البسيط ببيوته الشعبية الأبسط وكل الحب والضحكات التي كانت تملؤها، تعانق فيه المجتمع الذي لم يعرف الأحزاب ولا الأفكار ولا التيارات ولا الطبقية ولا التخوين ولا التصنيف، تعانق رائحة الهيل واللبان والسجاد العتيق، تعانق كل شيء جميل قبل أن تأتيك العبارة التي تخرجك من كل هذه الأحلام، حين يقول لك فجأة: كرشت والله يا فلان!

البعض لديه مهارة هائلة في تحويل أجمل اللحظات الإنسانية إلى لحظات قرف وإحراج، في ثانية واحدة تحترق جميع الأزهار وتختفي جميع الألوان وتخرس زقزقة العصافير، ولا يبقى من رائحة الماضي الجميل سوى رائحة إبطيه، يكرّر ببلاهة وهو يكور يده أمامه في نصف دائرة وهمية: مكرش جنك؟ ها؟ كبرنا هعهعهع! وبذلك يضيف صفعة أخرى لصفة الوزن وهي صفعة العمر.. وما أدراك ما صفعة العمر!

بالطبع فطريقة الإلقاء بك من عالي الذكريات إلى سافل الواقع تختلف، فصديق قديم سيبدي ملاحظة على الوزن، بينما آخر مغرم بالبدء بعبارة: شوبت يا فلان، وهو ينظر بشكل مليّ إلى عدد النقاط البيضاء في لحيتك، والآخر يخبرك بأن «نور الإيمان» الذي كان في رقعتك قد انطفأ، وما إلى ذلك من تلك الملاحظات التي ترفع المعنويات لتصل لمعنويات «الرايخ» في نهايات الشتاء اللينينجرادي!

تقضي بقية الدقائق من لقاء المصادفة، وأنت تبحث عن واجهة زجاجية مصقولة لتتأكد من كلام رجال الماضي، فتدقق في قامتك وأنت تحاول تعزية نفسك بعمل حركة «الشفط»، وهي أكبر عملية نفسية يقوم بها الجسم البشري للحفاظ على نفسية صاحبه من الانهيار، تقرر بأنك ستمر على سوق البحر لشراء حنة من أجل بياض وقارك، تصل نفسيتك إلى الحضيض بشكل حقيقي، تسرح في أفكار أوسط العمر حين تومض ذكرى حزينة فجأة، وتتساءل: أتراها لاتزال على العهد؟

يلاحظ من بدأ قصيدة الحزن بأن نفسيتك قد تقهقرت فجأة، فيسألك عن السبب ولا تجيب، فيقول لك عبارة تحطم ما تبقى من سعادة ذلك اللقاء فيك: هييييه، والله واتغيرت يا فلان! ترغب في أن تقول له: سير (ول) لا! ولكنك تكتفي بما ستحمله على مخدتك من أحزان لهذا اليوم.

لكل لقاء بعد فترة طعم مختلف، فلا تفسدوه بملاحظاتكم الجانبية السخيفة، ألا تتعلمون من دعايات «فيمتو»؟!