أحدث الأخبار
  • 01:05 . "الطامة الكبرى في رقاب من صمت".. موجة غضب عارمة ضد عبد الخالق عبدالله بعد مهاجمته للمقاومة في غزة... المزيد
  • 12:19 . الكويت وإستونيا تطلقان مشاورات سياسية لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 12:07 . الدوحة تحتضن توقيع اتفاق مبادئ بين حكومة الكونغو وتحالف المتمردين... المزيد
  • 12:03 . قاضية أميركية توقف تنفيذ أمر ترامب بفرض عقوبات على موظفي الجنائية الدولية... المزيد
  • 11:54 . سوريا تعلن وقفا فوريا لإطلاق النار وانتشار قوات الأمن في السويداء... المزيد
  • 11:52 . الحوثيون يعلنون مهاجمة مطار بن غوريون بصاروخ باليستي... المزيد
  • 11:45 . إيران تعلن اعتقال 87 شخصًا بتهمة التجسس والعمل لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 05:32 . حماس: لا خيار أمام الاحتلال سوى صفقة وفق شروط المقاومة... المزيد
  • 05:31 . "إيدج" توقع ثلاث اتفاقيات دفاعية مع شركة مجرية وسط تحذيرات من دورها في النزاعات... المزيد
  • 07:01 . رئيس الدولة يبحث تعزيز التعاون مع المجر ويشهد توقيع اتفاقيات استراتيجية... المزيد
  • 07:00 . خبير يحذر من عرقلة "إسرائيل" لمشروع إماراتي-مصري لتوفير المياه لغزة... المزيد
  • 11:45 . أمير قطر يؤكد في اتصال بالشرع دعم وحدة سوريا وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:42 . بيان عربي تركي مشترك يرفض التدخلات الخارجية في سوريا ويدين الاعتداءات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:41 . واشنطن تسمح بعودة دبلوماسييها إلى العراق بعد شهر من الإجلاء العسكري... المزيد
  • 11:40 . في "يوم عهد الاتحاد".. رئيس الدولة ونائبه: نجدد الوفاء لمسيرة المؤسسين ونواصل البناء بعزم نحو المستقبل... المزيد
  • 11:38 . "الأبيض" في مجموعة قوية مع قطر وعُمان في ملحق مونديال 2026... المزيد

غموض الأوضاع في العراق

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 30-11--0001


تتفاقم الأحداث في العراق بصورة دراماتيكية، لربما تؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية بصورة أشرس وأسرع مما عليه الآن، لدرجة أن تؤثر على جيران العراق، أو قد يترتب على هذا التفاقم تدخلٌ خارجي يفرض معادلات جديدة على المنطقة. ويبدو أن العامل الأساسي المشترك لما يجري في العراق هو الانتقام، وهو ما أكدته «المركزيات» المذهبية والقبلية والإثنية، فالشيعة وجدوا في خلو الساحة من صدام حسين فرصة لحكم العراق والثأر من «غرمائهم» السُنة الذين كانوا في المركز وهمشوا دور الشيعة ردحاً من الزمن ووضعوهم في الهامش. واليوم يبدو أن صحوة جديدة لدى أهل السُنة قد قامت، ليس عبر الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، كما يبدو للعيان - بل كما صلّحَ لي مواطن عراقي أثقُ في معلوماته - من أن المسلحين أو الثوار الذين أخذوا دوراً جديداً على الساحة هم من السُنة، والضباط والجنود العراقيين السابقين، الذين شعروا بالغبن في ظل الحكومة الشيعية في بلدهم، وبأن الفصائل الأخرى تُمعن في قتلهم والاستيلاء على مقدراتهم، وتهضم حقوقهم الوطنية، ظهروا في معادلة العنف كرقم جديد.

وفي وقت كهذا تلاشى الانتماء للوطن، واقتصر على المذهب أو القبيلة، ذلك أن العناصر التي تحتربُ على الساحة العراقية، سواء كانت من جيش الحكومة أو عناصر «داعش» أو من الثوار الجُدد ممن كانوا أفراداً في الجيش العراقي الذي حلّهُ «بريمر» عندما حكم العراق، أو عناصر «القاعدة» لا يدافعون عن شيء اسمه العراق! بل عن انتماءاتهم وأفكارهم وعقائدهم وكربلائيات تاريخهم. وهذا يجعل الأمر أكثر تعقيداً عند بعض العراقيين المعتدلين الذين لا يعترفون بـ «المركزيات» قدر اعترافهم بالانتماء إلى العراق الواحد الذي يتعايش فيه جميع العراقيين بتساوٍ وإخاءٍ وتنمية.

تحاول إيران من جهة الشرق إيهام الرأي العام العالمي بخطورة «داعش» ليس خوفاً من عتادها، بل خوفاً من مذهبها السُني الذي يتعارض تاريخياً وميدانياً وإدارياً مع المذهب الشيعي، وهذا ما أجبرها على التصريح بأنها لا تستبعد التعاون مع الولايات المتحدة

(الشيطان الأكبر سابقاً / الملاك حالياً)، من أجل التصدي لهجمات متكررة لـ«داعش»على العديد من المدن الإيرانية، كما أعرب الرئيس الإيراني عن « قلق» طهران من «زحف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام في شمال وشرق العراق، مبيناً عدم وجود نية للتدخل، ومستدركاً بالقول «من الممكن أن يطلب العراقيون منا المشورة لقتال الإرهاب». وبالفعل، فقد قام وفد من عدة ضباط إيرانيين بزيارة للعراق – الأسبوع قبل الماضي – بهدف تقديم المشورة لقيادة البلاد المحاصَرة، ولوقف تقدم الميليشيات نحو بغداد.

ويرى محللون غربيون أن العراقيين يأملون في الحصول على مساعدة كبيرة من إيران كنوع من الضغط على الولايات المتحدة حتى تقدم العون من تلقاء نفسها للدفاع عن العراق. ويرون أن الحالة العراقية تفرض عدم الالتفات إلى الخصومة بين الولايات المتحدة وإيران، في ظل وجود مصالح للطرفين داخل شريك مُحاصَر ضد «داعش».. ولقد نشرت «داعش» يوم 15 يونيو صوراً لمقاتليها وهم يعدمون عشرات المدنيين والجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين. كما نشرت وسائل الإعلام العربية شروط «داعش» لمستقبل الحياة في العراق، وهي شروط تتجاوز سوءاً تلك التي وضعتها «طالبان» في أفغانستان.

وينفي الأميركيون أي تنسيق لهم مع الإيرانيين بشأن الأحداث في العراق، إلا أنهم يعترفون بضرورة عدم قيام إيران بتصرفات تزعزع استقرار الوضع أكثر، وألا تحاول إذكاء التوترات الطائفية ، وتلك إشارة واضحة لاستخدام عنصر الطائفية والوقوف مع حكومة المالكي ضد التحركات السنية سواء كانت «داعش» أو (الثوار – جيش العراق).

ويتخوف المسؤولون العراقيون من إجبارهم على التوجه نحو طهران لطلب الدعم، في حال تقاعس واشنطن عن تقديم العون اللازم لهم، كما يتخوف كتاب عرب من دور تركي في داخل العراق، خصوصاً بعد تصريحات واضحة لرئيس الوزراء التركي بأن «حكومة العراق الاتحادية تتصرف على أساس طائفي» وأنه قلق من أن يتحول العراق إلى سوريا أخرى»؟ وكذلك قيام الرجل بالوقوف مع تحركات عشائر السُنة في محافظة الأنبار وتقديم العون لها، بعد أن أصاب التهديد مدينة كركوك ممرَ النفط العراقي نحو تركيا! وقام مقاتلو «داعش» بالاستيلاء على القنصلية التركية في مدينة الموصل واحتجزوا 50 شخصاً كرهائن، وبذلك يصل عدد الأتراك الذي يحتجزهم التنظيم أكثر من 80 شخصاً، بمن فيهم سائقو شاحنات النقل الأتراك. فيما استبعدت المصادر «مغامرة تركية عسكرية لتحرير الرهائن» !. معلوم أن المنطقة الكردية وغرب الموصل لها أهمية استراتيجية لأنقرة فيما يتعلق بضخ النفط إلى تركيا، وأيضاً أنها تعتبر ثاني أكبر مستورد للبضائع التركية بعد ألمانيا. عرقياً ترى تركيا أن للتركمان حقا أخلاقيا وأدبيا عليها، لأنهم يعيشون في المنطقة منذ الدولة العثمانية، وهذا برأي مراقبين مبرر أكثر من كافٍ لتدخل تركي في شمال العراق، بعد أن دعت تركيا حلف الأطلسي لاجتماع عاجل لدراسة الأوضاع في العراق.

ويبدو أن العراقيين سيواجهون حقيقة أو معضلة الخلاف السُني/ الشيعي، بعد أن بات جلياً وجود «شبح» صدام حسين «السني» في المشهد، ووجود تقارير عن ظهور مسلحي الجماعة النقشبندية بقيادة عزة الدوري، إلى جانب «داعش» في المواجهات التي خاضوها مع الجيش العراقي.

المشهد يغيب عنه مجلس التعاون الخليجي، ورغم تقديرنا لسياسة التأني والحبل الطويل الذي تنتهجه دول الخليج تجاه التطورات الإقليمية والدولية، إلا أن ما يجري في العراق هذه الأيام سوف يلقي بظلال غير مريحة على مجمل دول المنطقة. وتشخصُ الأبصار حالياً إلى كل من الرياض وطهران، في محاولة لاستكناهِ تبلور موقف من الجانبين، قد يؤثر على سير الأحداث المتفجرة في العراق.