أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

«المبررات» الإيرانية لامتلاك الأسلحة النووية!

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 25-02-2017


تنطلق رغبة إيران في امتلاك الأسلحة النووية من نظرة طوباوية تقوم على المبررات الفجة والحجج التي سنوردها للقارئ بشكل مجرد، ونترك له التمعن فيها والحكم عليها دون أن نفندها أو نرد عليها في هذه المرحلة والتي تتلخص- من وجهة نظر الإيرانيين- في أولاً: إن التسلح النووي يعتبر ضرورة قصوى للمحافظة على الأمن القومي الإيراني، وهذه الضرورة تفوق كل ما عداها من ضرورات، بما في ذلك متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وترى العديد من رموز السراة الدينية - السياسية، بمن في ذلك المرشد الأعلى للثورة، بأنه لا فائدة حقيقية من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرفاهية لإيران وشعبها ما لم يسبق ذلك تسليح إيران تسليحاً هائلاً، بما في ذلك إنتاج الأسلحة النووية والوسائط الموصلة لها إلى أهدافها.

وثانياً: لأن إيران تريد الابتعاد التام كما تقول عن الارتباط السياسي والعسكري بأية دولة عظمى أو كبرى، حفاظاً على استقلالها الوطني وسيادتها التامة على أراضيها ومقدراتها، بمعنى أنها تريد أن تكون دولة غير منحازة لأي طرف من الأطراف المتنفذة القائمة في عالم اليوم، فهي تحتاج إلى أن تتسلح هي ذاتها نووياً لكي تستطيع أن تحافظ على حيادها، وعلى مخاطبة الأطراف الخارجية الند للند. ويعتقد الساسة - الدينيون الإيرانيون بأن علاقات إيران بالعالم الخارجي تعتبر عقيمة إنْ لم يتم تعضيدها وإسنادها بقوة عسكرية حقيقية ممثلة في امتلاك السلاح النووي لأنه وسيلة مثلى لردع أي عدوان خارجي قد يقع على إيران.

وثالثاً: السلاح النووي مهم لإيران في حالة اضطرارها القسري إلى عقد تحالفات خارجية مع دول عظمى أو كبرى تمتلك هذا السلاح، فالتحالف في مثل تلك الظروف، وهي دولة مالكة للسلاح النووي سيكون مختلفاً في تأثيره على مصالحها منه عن تحالفها، وهي دولة خالية الوفاض من الناحية النووية. ووفقاً لهذا المنطق اللا منطقي، فإن السلاح النووي في نظر الإيرانيين هو أداة دبلوماسية - سياسية وأداة ردع أكثر من كونه أداة عسكرية جاهزة للاستخدام الفوري، بمعنى أن القوة العسكرية النووية تحمي من الاعتداء الخارجي في الوقت نفسه الذي تجلب فيه وتحقق احترام المجتمع الدولي لمن يمتلكه. سؤالنا: هل يعقل هذا ويبرر الإنفاق والهادر المالي الحاصل والشعب الإيراني يئن من الجوع والتخلف؟

ورابعاً: تنطلق إيران من نظرتها إلى أهمية وضرورة السلاح النووي من أن الصراع في المجتمع الدولي، لم يعد صراعاً أيديولوجياً مجرداً بين المفاهيم الخاصة بالعدالة المجردة بين الدول، لكنه صراعاً بين أطراف الاستكبار وهو العالم الغربي وبين أطراف المستضعفين في الأرض من الدول الفقيرة. ولكي يحقق المستضعفون في الأرض العدالة لأنفسهم، لا بد لهم من امتلاك السلاح النووي، وإيران بإمكانياتها البشرية والمادية مؤهلة لكي تقود هذا الصعيد لكي تحقق لنفسها ول للمستضعفين في الأرض كافة، العدالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وخامساً وأخيراً: يعتقد الساسة الدينيون الإيرانيون بأن امتلاك بلادهم السلاح النووي يجعل لها مكانة مرموقة، ويضعها في مصاف الدول المتقدمة، ويكفل لها الصعود السياسي العالمي، ويحقق لها المساواة التي تتطلع إليها في علاقاتها الدولية، فبامتلاك هذه الأسلحة الفتاكة ستصبح إيران كما يعتقدون قادرة بسهولة على تحقيق المساواة التي تنشدها بطرق أيسر وأسهل. وهذا يعكس مسألة أن إيران التي قامت بالثورة على حكم الشاه السابق عام 1979 من أجل التخلص من نفوذ الولايات المتحدة الأميركية وهيمنتها على مقدرات البلاد السياسية والاقتصادية، هي في أمس الحاجة إلى المحافظة على مكتسبات تلك الثورة، وإلى تعزيز الوضع الذي تعتقد بأنها تستحقه في المجتمع الدولي، ومثل هذه التطلعات لن تتحقق بامتلاك الأسلحة النووية، وعدم تملكها للسلاح النووي يعني عودتها إلى الحظيرة الأميركية أو إلى هيمنة حلفائها أو غيرهم من الدول الكبرى التي تمتلك هذا السلاح، خاصة روسيا التي تتشارك مع إيران الحدود، وهو أمر لا يمكن للثورة الإيرانية أن تقبل به، لأنه ينتقص من استقلال إيران وكرامتها وسمعة ثورتها. الحكم لك أيها القارئ الكريم: فهل يعقل أن تقبل بمثل هذه المبررات في مقابل أن يبقى العالم خالياً من الأسلحة النووية؟