أحدث الأخبار
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد
  • 05:46 . محمد بن راشد: مليار وجبة وصلت إلى 65 دولة وخطة لمضاعفة العطاء العام المقبل... المزيد
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد

مدن الذاكرة ومدن الواقع!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-03-2017

الذين يحبون المدن العتيقة، العميقة الأثر في نفوسهم وذاكرتهم وفي تاريخ الإنسانية والزمن، يظلون أوفياء لهذا الحب، خاصة إذا شهدت هذه المدن أحداثاً ومحطات فارقة في حياتهم، كأن يكونوا قد قضوا أجمل سنوات حياتهم فيها أثناء دراستهم الجامعية مثلاً، أو يكونوا قد صادفوا حب حياتهم هناك، أو تعرفوا على العالم وأدركوا حقائق الحياة فيها، أو تشاركوا مع أصدقاء العمر أجمل لحظات الشقاوات التي لا تنسى.

تلك المدن التي تقدمنا للعالم بمدارك ومعارف وثقافات وعلاقات ترتبها لنا أو تمنحنا إياها، تظل مدن الذاكرة التي لا تنسى، من ذا ينسى أنه عاش في تلك المدينة العريقة سنوات شبابه الغض وفي شوارعها وأزقتها مشى متمهلاً يرتشف العمر لحظة بلحظة ويعب من كأس الحياة رائقاً هانئاً.

تلك المدن الشاهقة في الذاكرة لا تنسى أبداً، لا ينساها عشاقها وان تباعد عهدهم بها، وان هجروها وما عادوا يشدون إليها الرحال، لكنهم إنما يبتعدون عنها لتبقى قريبة في قلوبهم، ولتبقى حية ونابضة وحميمة كما عرفوها، انهم لا يذهبون إليها اليوم لأنهم ما زالوا يعيشون فيها ولكن في الأمس، لأنهم يريدونها أن تبقى كما كانت في داخلهم، تماماً كمن يقبض على الزمن في صوره.

 ويظل وفياً لتلك اللحظة ناسياً ان الزمن يتغير والأشخاص الذين في الصورة يكبرون ويهرمون ويتغيرون، وهكذا المدن أيضاً، إنها تكبر وتهرم وتصيبها أمراض وآفات لا تخطر على البال، عشاقها وحدهم من لا يريدون أن يصدقوا أو يواجهوا ذلك فيبتعدون عنها ليبقوا قريبين منها!

كنت أسير في طرقات مدينة جبيل اللبنانية ذات صيف بهي، لم يكن رفيق الحريري قد قتل بعد، ولم تنقلب الدنيا بعد، وكان لبنان ما يزال يتنفس أياماً هانئة بعد اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية، في جبيل كان صبي يبيع صوراً فوتوغرافية مكبرة بالأبيض والأسود على ناصية الشارع في السوق القديم، ابتعت منه ثلاث صور لبيروت تعود لمنتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، شهقت وسقطت من عيني دمعة!

كيف لم يمنحني القدر فرصة ان أعيش أو أرى لبنان الأربعبينيات والخمسينيات والستينيات؟ كيف لم أتمش في تلك الشوارع اللامعة ولم أجلس على تلك المقاهي على الطراز الفرنسي، كيف لم أقابل تلك السيدة في كامل أناقتها وهي تعبر ساحة النجمة أو ذلك الرجل، وهو ينتظر الترام مرتدياً بدلته وقبعة الرأس وواقفاً بأبهة لا تشبه رجل الشارع العادي في أي عاصمة عربية اليوم!!

القاهرة التي هربت من أحد أحيائها منذ فترة وأنا أكاد أختنق، حتما ليست هي قاهرة الأيام الخوالي عندما كانت أجمل عواصم الدنيا، شوارعها وناسها، ومقاهيها التي يديرها اليونانيون الخواجات الذين تعرفنا عليهم في أفلام الأبيض والأسود.