أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

«وحده الوقت يكشف الحقيقة..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 16-03-2017


كنت أتبادل أطراف الحديث مع صديق بريطاني جداً، بريطاني مسلم يقيم في الدولة، وأخذنا الحديث كالعادة إلى التاريخ والسياسة فالدين؛ ولأنه الشيء الوحيد الذي نتميز به عن الآخرين من الشعوب الأممية، فقد ذكرت له أثناء الحديث أن عليه ألا ينسى أن الرسالة السماوية قد نزلت علينا.. لم يكن الحديث حساساً بالنسبة إليه كونه متبحراً في دينه الجديد.. أوقفني الزميل عند هذه النقطة وقال لي: تؤ تؤ تؤ! وهو يشير بإصبعه على طريقة بندول الساعة المقلوب، وأوضح لي أنه يؤمن بأن الرسالة السماوية لو أنها كانت قد أنزلت على الشعب الإنجليزي «لانتهى كل شيء في حينه»، بحسب تعبيره، لأن كل شيء في هذا العالم كان سيكون «بيرفيكت» مباشرة، وهذا يتناقض مع طبيعة الحياة والتحديات والاختبارات والصعوبات التي يجب أن يمر بها البشر في رحلتهم الأزلية.. انتقمت من أفكار زميلي المهينة بطريقتي بأن أشرت للنادل من طرف خفي بأن يضع الفاتورة أمامه، وأخبرته بأنه حديث عهد بالدين وعليه الاستغفار والتوبة.. لم يبقَ إلا هذا الشرف يريدون أن يأخذوه منا!

بعدها بساعات كنت أجلس مع زميل آخر في أحد المهرجانات الأدبية التي تقدم مرطبات جيدة على هامش الثقافة، لا تحتاج معها للإشارة بأي شيء للنادل، وذكرت له الحوار الذي دار بيني وبين الزميل البريطاني، فأوضح لي أن الاعتزاز الكبير بالـ«أجلزة»، وهي المقابل اللغوي للعروبة، هو ملمح طبيعي ورئيس من ملامح الشخصية البريطانية، وأهداني رواية جميلة للكاتب الإنجليزي جداً جيفري أرشر، الذي كنا نقرأ الروايات المترجمة له قبل أن تكتشف دار «غريم الفرزدق» أن ترجمة سلاسل أسرار النجاح والقوة الخفية ودر الفعل الفعال أكثر رواجاً من الروايات المترجمة، فتم إيقاف مشروع الترجمة إلى أن تلقفته دار نشر أخرى آمل ألا تغير رأيها قريباً وتفاجئنا بسلسلة إدارية سخيفة أخرى، الرواية تحمل اسم «وحده الوقت يكشف الحقيقة»، وبها الكثير من الاعتداد والحديث عن الطريقة التي يجب أن تتصرف بها لتكون رجلاً إنجليزياً.

وعلى الرغم من أن المؤلف كان متواجداً في المهرجان وسيرته الذاتية ليس بها شيء مما يدعو إليه، فإن الناقدين يفصلون بشكل كامل بين شخصيته كمؤلف وبين ما يدعو له أو يذكره في رواياته.. هذا شيء وذلك شيء آخر.. لم عليّ أن أفسد متعة القراءة عن أخلاق الفارس الإنجليزي لمجرد أن الكاتب كانت له شطحات ونطحات شخصية لا تعنيني في حياته؟!

نظرية يقول صديق ثالث لي يسبقني بالإشارة إلى النادل أن يأتيه، بأننا لو طبقناها على ما نسميهم برجال الدين لدينا، وهي تسمية لم يطلبوها ولكننا ألصقناها بهم، لتوقفنا عن التوقع بأنهم يجب أن يتصرفوا بملائكية.. ولفصلنا بين ما ينقلونه لنا من معرفة وبين تصرفاتهم كأشخاص.. ولارتحنا وأرحناهم وتركنا كل شيء للوقت.. ذلك الذي وحده يكشف حقيقة كل شيء!