أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

«ثماني ساعات وست وعشرون دقيقة..!!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 28-03-2017


كانت تلك هي كل المدة الإجمالية للأزمة القصيرة حين حاصرت مياه الأمطار فريجنا من أربع جهات..

بعد الساعة الأولى: بحث الجميع عن جارنا المقاول الذي قام بهندسة وبناء ثلاثة أرباع البيوت في الفريج.. ولكننا لم نعثر عليه.. كان هاتفه مغلقاً.. مازلنا نبحث عنه إلى اليوم.. خصوصاً أن أحدهم أقسم بأنه سيغلق به فتحة السطح التي يتسرب منها الماء إذا عثر عليه.

بعد ساعتين وعشر دقائق: أذن المسجد لصلاة الفجر، وهنا شب نزاع كبير بين جارين لنا تناقشا حول قضية فقهية في إمكانية الصلاة في المنازل أو ضرورة الذهاب للمسجد.. احتد النقاش قليلاً ثم قرر كلا الجارين تكفير فقهاء الجار الآخر.. والنتيجة أننا لا صلينا.. ولا بقيت القلوب متوحدة.

بعد ثلاث ساعات وست دقائق: خرج علينا مخلوق كثيف الشعر رائحته كسكان الكهوف يحمل أجهزة اتصال شخصية عدة.. به ملامح موروثة من أحد الجيران.. سأل الجمع الواقف: ليش الواي فاي مقطوع؟ هنا انتبهت الجموع إلى أن المياه قد تسببت في قطع الكهرباء.. نظرنا بتقدير للعامل البنغالي الذي جاء من قرية يغمرها الفيضان مرة كل ثلاثة أشهر ولم تغب برودكاستاته عنا قط!

بعد أربع ساعات وعشرين دقيقة: كان وقت خروج الموظفين إلى الدوامات وقد ملأ جارنا «الإيجابي» الفريج لعنات ومسبات، لأنه لم يستطع إخراج سيارته من المرآب بسبب المياه.. وبالتالي تعذر التحاقه بالدوام لحث الموظفين على الإيجابية!

بعد خمس ساعات وخمسين دقيقة: خرج جارنا التاجر من منزله سعيداً، فرغم أن الحالة تقع ليوم واحد في العام فإنه «حاسب حسابه» وبيته مرتفع عن منسوب المياه، وكراجه مؤهل للتعامل مع الحالة.. التجار هم القيادة الأفضل في الأزمات.. تذكرت شعار مولانا ترمب: لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى!

بعد سبع ساعات واثنتين وثلاثين دقيقة: بدأ الجمع ينفض وقام أحد الجيران من بقايا الطيبين بإخراج سيارته بعيداً عن الأعين، وغسلها بمياه الأمطار استجلاباً للبركة ودرءاً للعين.. البعض يتهمونه بالبخل وبأنه يوفر عشرين غسيل السيارة.. ولكن من قال إن الطيبين لم يكونوا لحوفاً؟!

بعد ثماني ساعات وست وعشرين دقيقة: خرجت زهور الحي يرتدين ملابس شتوية لطيفة وقد أعدت كلٌ منهن قارباً ورقياً من بقايا كتاب مدرسي لم يعدن بحاجة إليه.. أرسلنها بطيئة وواثقة في المياه.. وملأن الفريج بأصواتهن التي لا ترى في الأزمة إلا فرصة أخرى للحب والضحك والحلم!