أحدث الأخبار
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" و "تعزيز" تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد

إيران وبركان الطائفية

الكـاتب : عائشة المري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

قال الرئيس الأميركي أوباما، إن الصراع ‬‬‬الدائر في العراق هو نتيجة للانقسامات الطائفية التي تفاقمت، وإن شعب العراق وقياداته بيدهما تجاوز هذه الخلافات، وتلاقت تصريحات الرئيس الأميركي مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تحظى «بإجماع قومي عريض وتتجاوز أخطاء الماضي»، فهل أصبحت أيام نوري معدودة؟ هل حان وقت البحث عن مرشح مستقبلي لخلافة المالكي يكون قادراً على مد يده سياسياً للسنة ويعيد تجميع خريطة العراق؟

تجمع التحليلات السياسية على أن سقوط الموصل وتمدد «داعش» مرتبطان بشكل أساسي بسياسة التهميش للسنة التي مورست منذ سقوط بغداد عام 2003، فالتزاوج بين مقاتلي «داعش» والعشائر في المناطق السنية كان نتيجة منطقية للتمييز الطائفي رغم الاختلافات الإيديولوجية بينهما، إلا أن غزوة «داعش» في العراق لا تهدد العراق فقط بالتقسيم إلى ثلاثة كيانات للسنة والشيعة والأكراد، ولكنها تهدد بإعادة تشكيل خرائط دول المنطقة، وهو ما يجعلها تهديداً استراتيجياً مستقبلياً، ويبقى تساؤل حول تأثير التقسيم الطائفي وخلط الأوراق في العراق على دول الجوار، خاصة إيران.


إن الحديث عن التقسيم الطائفي- العرقي لبلاد الرافدين أعاد تسليط الضوء على الفسيفساء العرقية والدينية في إيران، فإعادة رسم خريطة العراق ستنعكس بشكل مباشر على دول الجوار، وستشعل البراكين الهامدة في المنطقة، وإن انتقلت من التنظيرات السياسية إلى أرض الواقع ستنعكس على خريطة الجمهورية الإيرانية بشكل مباشر، فكيف ذلك؟

تؤدي عوامل المذهب والعرق والجغرافيا والتاريخ لوضع الأقليات العرقية والمذهبية في إيران في دائرة الشك، فمن الناحية الجغرافية تتوزع الأقليات في مناطق تتداخل حدودها تاريخياً مع جيرانها كالعراق وتركيا شرقاً، وأفغانستان وباكستان غرباً، وأذربيجان وأرمينيا شمالاً، ودول الخليج العربية جنوباً، وهي دول تتسم علاقتها بإيران أحياناً بالعداء أو التوتر أو المنافسة. ولكن حتى الآن لم تشكل النزعات الاستقلالية لبعض الأقليات في إيران خطراً آنياً على النظام الإيراني، فالتوازنات الإقليمية لم تكن تصب في مصلحة هذه الأقليات، خاصة الكردية والبلوشية والعربية، إلا أن التطورات المتلاحقة في العراق والتشنج الطائفي وخرائط «داعش» واستقلال المناطق الكردية العراقية الفعلي، كلها عوامل قد تفضي إلى إطلاق «ثورة أقليات» في المنطقة، وستنتقل معها النزعة الاستقلالية إلى أقليات دول الجوار، ما من شأنه أن يفتح على إيران بوابة الجحيم. إن ما يثير قلق النظام الإيراني، بشكل مستمر، هو شبح نشوب نزاعات داخلية مسلحه ذات طابع اثني أو عرقي في الجسد الإيراني، فخطر انجراف إيران إلى حرب أهلية أو إلى صراع عرقي أو طائفي، أصبح بشكل متزايد هاجساً أمنياً، وبالتالي فتنامي أعمال العنف على حدودها الغربية وارتفاع حدة الصراع الطائفي العنيف بين السنة والشيعة في العراق، يحمل على المدى المتوسط قدراً كبيراً من المخاطر المحتملة لسلامة ووحدة الأراضي الإيرانية.

وعوْداً على بدء، إن إيران رغم الانغماس في الشأن العراقي سياسياً وعسكرياً، تعتبر أكبر الخاسرين في الأحداث الأخيرة بالعراق، فتحالف حكومة المالكي مع إيران جر العراق دولة وشعباً إلى نتائج كارثية، وسيفضي استمرار التحالف الدموي إلى تقسيم العراق واقتصار السيطرة الإيرانية على المناطق الشيعية، بينما قد يتعاظم خطر «داعش» في المناطق السنية وخطر انفصال أكراد إيران، أو أن تتولى زمام الأمور في بغداد حكومة وحدة وطنية تنأى عن طهران، ما يعني تراجع النفوذ الإيراني في العراق. ورغم ذلك، فلا تزال لإيران مصلحة مباشرة في الإبقاء على العراق دولة موحدة تحت سيطرتها، وهي على استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة لضرب «داعش» وضمان بقاء العراق حتى لو تطلب ذلك إطاحة حكومة المالكي مع الإبقاء على حلفائها الشيعة في الحكم.