أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

إيران وبركان الطائفية

الكـاتب : عائشة المري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

قال الرئيس الأميركي أوباما، إن الصراع ‬‬‬الدائر في العراق هو نتيجة للانقسامات الطائفية التي تفاقمت، وإن شعب العراق وقياداته بيدهما تجاوز هذه الخلافات، وتلاقت تصريحات الرئيس الأميركي مع دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تحظى «بإجماع قومي عريض وتتجاوز أخطاء الماضي»، فهل أصبحت أيام نوري معدودة؟ هل حان وقت البحث عن مرشح مستقبلي لخلافة المالكي يكون قادراً على مد يده سياسياً للسنة ويعيد تجميع خريطة العراق؟

تجمع التحليلات السياسية على أن سقوط الموصل وتمدد «داعش» مرتبطان بشكل أساسي بسياسة التهميش للسنة التي مورست منذ سقوط بغداد عام 2003، فالتزاوج بين مقاتلي «داعش» والعشائر في المناطق السنية كان نتيجة منطقية للتمييز الطائفي رغم الاختلافات الإيديولوجية بينهما، إلا أن غزوة «داعش» في العراق لا تهدد العراق فقط بالتقسيم إلى ثلاثة كيانات للسنة والشيعة والأكراد، ولكنها تهدد بإعادة تشكيل خرائط دول المنطقة، وهو ما يجعلها تهديداً استراتيجياً مستقبلياً، ويبقى تساؤل حول تأثير التقسيم الطائفي وخلط الأوراق في العراق على دول الجوار، خاصة إيران.


إن الحديث عن التقسيم الطائفي- العرقي لبلاد الرافدين أعاد تسليط الضوء على الفسيفساء العرقية والدينية في إيران، فإعادة رسم خريطة العراق ستنعكس بشكل مباشر على دول الجوار، وستشعل البراكين الهامدة في المنطقة، وإن انتقلت من التنظيرات السياسية إلى أرض الواقع ستنعكس على خريطة الجمهورية الإيرانية بشكل مباشر، فكيف ذلك؟

تؤدي عوامل المذهب والعرق والجغرافيا والتاريخ لوضع الأقليات العرقية والمذهبية في إيران في دائرة الشك، فمن الناحية الجغرافية تتوزع الأقليات في مناطق تتداخل حدودها تاريخياً مع جيرانها كالعراق وتركيا شرقاً، وأفغانستان وباكستان غرباً، وأذربيجان وأرمينيا شمالاً، ودول الخليج العربية جنوباً، وهي دول تتسم علاقتها بإيران أحياناً بالعداء أو التوتر أو المنافسة. ولكن حتى الآن لم تشكل النزعات الاستقلالية لبعض الأقليات في إيران خطراً آنياً على النظام الإيراني، فالتوازنات الإقليمية لم تكن تصب في مصلحة هذه الأقليات، خاصة الكردية والبلوشية والعربية، إلا أن التطورات المتلاحقة في العراق والتشنج الطائفي وخرائط «داعش» واستقلال المناطق الكردية العراقية الفعلي، كلها عوامل قد تفضي إلى إطلاق «ثورة أقليات» في المنطقة، وستنتقل معها النزعة الاستقلالية إلى أقليات دول الجوار، ما من شأنه أن يفتح على إيران بوابة الجحيم. إن ما يثير قلق النظام الإيراني، بشكل مستمر، هو شبح نشوب نزاعات داخلية مسلحه ذات طابع اثني أو عرقي في الجسد الإيراني، فخطر انجراف إيران إلى حرب أهلية أو إلى صراع عرقي أو طائفي، أصبح بشكل متزايد هاجساً أمنياً، وبالتالي فتنامي أعمال العنف على حدودها الغربية وارتفاع حدة الصراع الطائفي العنيف بين السنة والشيعة في العراق، يحمل على المدى المتوسط قدراً كبيراً من المخاطر المحتملة لسلامة ووحدة الأراضي الإيرانية.

وعوْداً على بدء، إن إيران رغم الانغماس في الشأن العراقي سياسياً وعسكرياً، تعتبر أكبر الخاسرين في الأحداث الأخيرة بالعراق، فتحالف حكومة المالكي مع إيران جر العراق دولة وشعباً إلى نتائج كارثية، وسيفضي استمرار التحالف الدموي إلى تقسيم العراق واقتصار السيطرة الإيرانية على المناطق الشيعية، بينما قد يتعاظم خطر «داعش» في المناطق السنية وخطر انفصال أكراد إيران، أو أن تتولى زمام الأمور في بغداد حكومة وحدة وطنية تنأى عن طهران، ما يعني تراجع النفوذ الإيراني في العراق. ورغم ذلك، فلا تزال لإيران مصلحة مباشرة في الإبقاء على العراق دولة موحدة تحت سيطرتها، وهي على استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة لضرب «داعش» وضمان بقاء العراق حتى لو تطلب ذلك إطاحة حكومة المالكي مع الإبقاء على حلفائها الشيعة في الحكم.