أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

منطقة حرة خليجية بريطانية

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 27-04-2017


مع تفعيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نهاية شهر مارس الماضي، يبدو أن منطقة التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة، والتي أشرنا إليها في مقالة سابقة ضمن توقعاتنا لتداعيات عملية الخروج ستتحقق أسرع مما هو متوقع بسبب حرص الطرفين على تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية التاريخية، ووصولها لمستويات غير مسبوقة لصالح الجانبين.

فمن جهة قامت وزارة المالية البريطانية بوضع دراسة للنتائج المحتملة من توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي مبينة الفوائد، التي يمكن جنيها من هذه الاتفاقية، وما قد يترتب عليها من نتائج سياسية واستراتيجية، مما يفسر الحرص الشديد الذي أبدته رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، لتنمية علاقات بلدها بدول المجلس أثناء حضورها القمة الخليجية بالمنامة نهاية العام الماضي.

من جانبها طرحت الدول الخليجية مسودة جزئية لاتفاقية التجارة الحرة مع المملكة المتحدة، مما يعبر عن حرص الجانين على إنجازها بأسرع وقت ممكن، خصوصاً أن بريطانيا على اطلاع تام بالعراقيل التي وضعتها المفوضية الأوروبية، والتي حالت دون توقيع اتفاقية للتجارة الحرة مع دول المجلس، وتطوير هذه العلاقات كان مطروحاً على مدى العقود الماضية، بما في ذلك توقيع اتفاقية للتجارة الحرة، وهو ما يعني إلغاء الرسوم الجمركية، إلا أن وجود المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الأوروبي أعاق اتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة، إذ تعرقلت المساعي المماثلة بين المجموعتين الخليجية والأوروبية على مدى ربع قرن، وذلك بعد أن توقفت المباحثات بصورة عملية بين الطرفين منذ عام 2008.

بخروج المملكة المتحدة تصبح الطرق معبدة لتوقيع هذه الاتفاقية، والتي يوجد مثيل لها بين دول المجلس والعديد من التكتلات والبلدان، خصوصاً أن الجانب البريطاني يسعى جاهداً لإنجاز ذلك في أسرع وقت لعدة أسباب، يأتي في مقدمتها تعويض بعض الخسائر الاقتصادية والتجارية المتوقعة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي يستحوذ على أكثر من نصف التجارة البريطانية.

لذلك تعتبر الأسواق الخليجية سريعة النمو منفذاً مهماً للصادرات البريطانية، وبالأخص في ظل عملتها المنخفضة، والتي تراجعت بنسبة كبيرة بعد استفتاء الخروج، مما يمنح صادراتها قدرة تنافسية في الأسواق الخارجية، بما فيها الخليجية، كما أنها ستحقق مكاسب من وارداتها من المنتجات النفطية والبتروكيماوية والألمنيوم من دول المجلس، والتي تتمتع بدورها بأسعار مناسبة في الأسواق الدولية، حيث إن الرسوم الجمركية العالية على هذه المنتجات، والتي يفرضها الاتحاد الأوروبي حالياً دون وجه حق تُعد سبباً في تدني الصادرات الخليجية.

لقد بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون في العام الماضي 27 مليار دولار يتوقع أن يتضاعف بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة، بدليل التوجهات الرامية إلى زيادة نسبة التجارة بين الإمارات وبريطانيا بنسبة كبيرة تصل إلى 74% حتى عام 2020، كما يصل حجم الاستثمارات الخليجية هناك إلى 140 مليار دولار، معظمها في القطاع العقاري المزدهر، وبالإضافة إلى التبادل التجاري، فإن التعاون في مجالات الاستثمار والقطاع المالي والسياحة ستشهد نمواً غير مسبوق في ظل التسهيلات التي يتوقع أن تصاحب توقيع الاتفاقية، مما سيحول المملكة المتحدة إلى أهم شريك تجاري لدول المجلس على حساب دول أوروبية أخرى عضوة في الاتحاد الأوروبي الذي يعاني من صعوبات جمة. بقي أن يقوم القطاع الخاص الخليجي، وبالأخص غرف التجارة والصناعة منذ الآن بالاستعداد لمثل هذا التحول في علاقات دول المجلس ببريطانيا، وذلك لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من السوق البريطانية الكبيرة، والتي يمكنها استيعاب العديد من المنتجات الخليجية، كما يمكن إقامة شراكات بين القطاعين في كل من دول المجلس والمملكة المتحدة للاستفادة من الفرص التي توفرها علاقات كل من الطرفين في الأسواق الدولية.