أحدث الأخبار
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد

مهب الرياح الغربية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 09-05-2017


احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن يستنسخ نموذج ترمب، ويصل إلى السلطة على ظهر موجة قومية انعزالية تكتسح العالم الغربي، ماكرون الشاب المثقف الليبرالي يمثل الصورة المعاكسة تماماً للحلم اليميني، ولا شك أن وصوله يمثل انتصاراً لمعسكر الاعتدال الغربي، ولكن كل ذلك لا يلغي الحقيقة السياسية الجديدة الأهم لهذه المرحلة، وهي أن اليمين المتطرف وجد له أخيراً مكاناً على طاولة الكبار، ينافس على السلطة ويفرض أجندته، وخطابه لم يعد منبوذاً ولا من محرمات الخطاب السياسي، فاليمين المتطرف صار اليوم أقرب إلى الوسط السياسي من أي وقت مضى.
أوروبا الآن بانتظار الموعد الانتخابي في ألمانيا والتي لا يشكل اليمين المتطرف فيها تهديداً حقيقياً للقوى السياسية التقليدية، ولكن الكل يترقب أداءه خلال هذه الانتخابات، وكيف سيستفيد من الموجة ليقترب من دائرة التأثير السياسي، والانتخابات القادمة في بريطانيا لا يبدو أن اليمين المتطرف سينجح في الاستفادة منها مع حالة الانهيار التي أصابت حزب الاستقلال، ولكن أجندته وخاصة فيما يتعلق بالمهاجرين حاضرة وبقوة، ولا شك أن تريزا ماي ستستفيد من ذلك في توسيع نفوذ حزبها في أروقة البرلمان.
الصورة في المشهد الأوروبي تتغير تدريجياً، ولا شك أنها ستفرز حالة سياسية جديدة سيتغير معها شكل المحور السياسي بحيث تتحرك فيه علامة الوسط يميناً.
في مقابل ذلك بدأت تنشأ حملة مضادة من المعتدلين لتشكيل كتلة حرجة في مواجهة اليمين، أوباما، وكلنتون عادوا إلى الساحة السياسية في الولايات المتحدة؛ ليشجعوا على مقاومة المد اليميني، في خطاب له قبل تسلمه جائزة ما، حث أوباما المشرعين الأميركيين على أن يتحلوا بالشجاعة في مواجهة تأثير اليمين والشعبوية السياسية، وكلنتون عادت إلى وسائل الإعلام موجهة الانتقادات المتتالية لترمب، ومذكرة بأسباب خسارتها، وتفوقها في الصوت الشعبي، والاثنين دعموا ماكرون عبر رسائل مباشرة تستهدف الناخب الفرنسي قبل الانتخابات، وفي أوروبا كانت تبريكات الساسة الأوروبيين بفوز ماكرون فرصة للتأكيد على موقفهم من اليمين المتطرف، مستبشرين بفوزه باعتباره هزيمة لسياسة التخويف والعنصرية، هذه الموجة من ردة الفعل على صعود اليمين بدأت متناثرة ومرتبكة، ولكن أحزاب وقوى الوسط في الغرب تتعافى اليوم، وتسترد مساحات كانت خسرتها لصالح اليمين على المستوى الإعلامي، ولكن أثر ردة الفعل هذه لن يظهر سريعاً؛ فموجة القومية والشعبوية لا زالت في أوجها، وإن فشلت في إيصال قادة على غرار ترمب لكراسي السلطة في أوروبا.
والصراع خلال الفترة القادمة سيكون بين القوى التقليدية التي تستهدف العودة إلى السلطة والقوى «الجديدة» التي ستحاول الحفاظ على مكتسباتها التي تحققت خلال هذا العام وسابقه، ولن تكون معركة سهلة، وستتأثر بشكل كبير بتطورات الأحداث، وأداء الساسة هنا وهناك، واليمين المتطرف من الصعب تخيل أنه سينجح في تحقيق طموح الناخبين سواء في المواقع التي وصل فيها إلى السلطة، أو تلك التي زاد تأثيره فيها عبر توسيع المشاركة البرلمانية، والسياسات التي يدفع بها نتائجها عادة كارثية، ولكن في الوقت نفسه فشلت الأحزاب التقليدية سابقاً في تحقيق طموحات الناخبين هي الأخرى في ظل الأزمات المالية العالمية، والكوارث الإنسانية في سوريا وغيرها، والتحدي الحقيقي سيكون الصمود أمام السخط الشعبي، والقدرة على امتصاصه والاستفادة من الأحداث، وصعود العلميات الإرهابية على التراب الأوروبي، وتزايد اللاجئين من دول الأزمات سيكون محفزاً لليمين المتطرف بينما سيكون انحسار داعش، وحل الأزمة السورية دافعاً للقوى التقليدية إلى استعادة مكانتها، وطرد اليمين المتطرف إلى طاولة الصغار ثانية.
العالم الغربي اليوم في حالة غليان مدهشة، خلال أعوام قليلة تبدد سراب الاستقرار السياسي، وبسط الليبرالية نفوذها على الأجندة السياسية لصالح حالة لا يستبعد معها إعادة تشكيل للواقع السياسي في دول مختلفة، والولايات المتحدة التي كان يبدو وكأن تاريخها توقف عند ثنائية وسط اليمين ووسط اليسار تواجه اليوم مستقبلاً مجهولاً تبتعد فيه القوى السياسية شيئاً فشيئاً عن البرامج السياسية التي ألفها الناخب طوال العقود السابقة، وفي أوروبا تتعالى الأصوات الداعية لهجر فكرة أوروبا الواحدة لصالح خطاب قومي يذكر بالخطابات التي أدت إلى الحربين العالميتين، وفي خضم ذلك كله نقف كالعادة متفرجين ومنتظرين لما تفرزه الأيام، فجل الاهتمام العربي منصب على سؤال واحد، في أي اتجاه ستدفع بنا الرياح الغربية؟.;