أحدث الأخبار
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد

تحت سماء مدينة ساحلية !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-05-2017


في كل مرة أزور فيها مدينة ساحلية، تطل على البحر من أوسع نوافذه، تغسل جسدها فيه طيلة الوقت، تضبط وقتها على مواسم النوارس والرياح والأمواج، أشعر أن فيها شيئاً من مدينتي دبي، شيئاً من روح أهلها، أخلاقهم، دماثتهم، طيبتهم وانفتاحهم على الجميع من أوسع النوافذ، البحر ديمومة الحياة والفرح والضجيج، أهل البحر يتعاملون مع الحياة كما مع البحر، بحذر المواجهة، وحكمة لا يعرفها إلا من ترك الموج آثاره على جسده وروحه، مدن البحر لا تشبهها أية مدن أخرى، تكاد تسمع ضجيج الحياة في أزقتها القديمة وإن لما تصل إليها بعد!

دبروڤنيك، مدينة صغيرة جداً، تسكن وأهلها أقصى جنوب كرواتيا تواجه البحر الأدرياتيكي. أهم ما يميزها أنها محاطة بجدران حجرية ضخمة تم الانتهاء من بنائها في القرن السادس عشر، وبعد ذلك تم الحفاظ على تلك المباني جيداً في مواجهة ظروف الهدم كالحروب وغيرها، فمنذ العصر الباروكي لا تزال كنيسة سانت بليز الباروكية صامدة تستقبل الزوار وكاميرات السياح كل لحظة، إلى قصر سبونزا المطل من رومانسية فنون عصر النهضة، وقد تحول إلى متحف تاريخي. في الحقيقة وأنت تتنقل ببساطة بطول البلاد وعرضها لن تجد صعوبة في تفقد كل مبانيها وأزقتها وقصورها وقلاعها، فهي لا تتجاوز الـ 6 كيلومترات لا أكثر!

السياحة اهتمام الدول منذ سنوات طويلة، لكن التركيز يبدو واضحاً باتجاه التاريخ وما صار يعرف بالمدن القديمة، فما من مدينة تعرض لك حسناتها لتغريك بزيارتها إلا وتقدم لك أوراق اعتماد مدينتها أو وسطها العتيق، حيث القصور القديمة، والبيوت العتيقة والأزقة الضيقة والشوارع المرصوفة بالحجارة الجبلية، وعازفو الموسيقى بآلاتهم التقليدية وملابسهم التي تعود لعصور المدينة الذهبية، والناس كل الناس، من كل الثقافات، ومن كل الأعمار يتهافتون إلى هناك، يمشون بخطوات وئيدة، بوجوه منبسطة وابتسامة واضحة، يسيرون بهدوء ويتأملون التفاصيل ببهجة، التاريخ حالة حنين محببة للجميع، وافتقاد إنساني عام للعمق والمعنى والحكمة والجدوى والامتداد الذي لا ينمحي ولا يتوقف أبداً !

حين مشيت في تلك الممرات الضيقة، والمرصوفة بحجارة مصقولة، وحين نظرت للأقواس الحجرية في القصور وتلك الجدران العالية جداً للكنائس، وجدت الدقة التي تميز نتاجات تلك القرون، المهندس الذي عمل بإتقان لإنجاز عمله، العامل الذي وضع الحجارة بتأن وتأكد من أن كل شيء في مكانه لن يتخلخل ولن يسقط ولن ينهار بسبب عيوب البناء وفساد الأخلاق، تلك الدقة في رسم اللوحات ونحت التماثيل والنقوش، تلك المهارة لا تتوافر اليوم إلا بأسعار خيالية، وقد لا تتوافر لأن الزمن يمضي سريعاً ملتهماً كل شيء في طريقه وأول ما يذهب إلى غير رجعة قيم أصحاب الحرف ومعايير الإتقان لديهم !