أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

تحت سماء مدينة ساحلية !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-05-2017


في كل مرة أزور فيها مدينة ساحلية، تطل على البحر من أوسع نوافذه، تغسل جسدها فيه طيلة الوقت، تضبط وقتها على مواسم النوارس والرياح والأمواج، أشعر أن فيها شيئاً من مدينتي دبي، شيئاً من روح أهلها، أخلاقهم، دماثتهم، طيبتهم وانفتاحهم على الجميع من أوسع النوافذ، البحر ديمومة الحياة والفرح والضجيج، أهل البحر يتعاملون مع الحياة كما مع البحر، بحذر المواجهة، وحكمة لا يعرفها إلا من ترك الموج آثاره على جسده وروحه، مدن البحر لا تشبهها أية مدن أخرى، تكاد تسمع ضجيج الحياة في أزقتها القديمة وإن لما تصل إليها بعد!

دبروڤنيك، مدينة صغيرة جداً، تسكن وأهلها أقصى جنوب كرواتيا تواجه البحر الأدرياتيكي. أهم ما يميزها أنها محاطة بجدران حجرية ضخمة تم الانتهاء من بنائها في القرن السادس عشر، وبعد ذلك تم الحفاظ على تلك المباني جيداً في مواجهة ظروف الهدم كالحروب وغيرها، فمنذ العصر الباروكي لا تزال كنيسة سانت بليز الباروكية صامدة تستقبل الزوار وكاميرات السياح كل لحظة، إلى قصر سبونزا المطل من رومانسية فنون عصر النهضة، وقد تحول إلى متحف تاريخي. في الحقيقة وأنت تتنقل ببساطة بطول البلاد وعرضها لن تجد صعوبة في تفقد كل مبانيها وأزقتها وقصورها وقلاعها، فهي لا تتجاوز الـ 6 كيلومترات لا أكثر!

السياحة اهتمام الدول منذ سنوات طويلة، لكن التركيز يبدو واضحاً باتجاه التاريخ وما صار يعرف بالمدن القديمة، فما من مدينة تعرض لك حسناتها لتغريك بزيارتها إلا وتقدم لك أوراق اعتماد مدينتها أو وسطها العتيق، حيث القصور القديمة، والبيوت العتيقة والأزقة الضيقة والشوارع المرصوفة بالحجارة الجبلية، وعازفو الموسيقى بآلاتهم التقليدية وملابسهم التي تعود لعصور المدينة الذهبية، والناس كل الناس، من كل الثقافات، ومن كل الأعمار يتهافتون إلى هناك، يمشون بخطوات وئيدة، بوجوه منبسطة وابتسامة واضحة، يسيرون بهدوء ويتأملون التفاصيل ببهجة، التاريخ حالة حنين محببة للجميع، وافتقاد إنساني عام للعمق والمعنى والحكمة والجدوى والامتداد الذي لا ينمحي ولا يتوقف أبداً !

حين مشيت في تلك الممرات الضيقة، والمرصوفة بحجارة مصقولة، وحين نظرت للأقواس الحجرية في القصور وتلك الجدران العالية جداً للكنائس، وجدت الدقة التي تميز نتاجات تلك القرون، المهندس الذي عمل بإتقان لإنجاز عمله، العامل الذي وضع الحجارة بتأن وتأكد من أن كل شيء في مكانه لن يتخلخل ولن يسقط ولن ينهار بسبب عيوب البناء وفساد الأخلاق، تلك الدقة في رسم اللوحات ونحت التماثيل والنقوش، تلك المهارة لا تتوافر اليوم إلا بأسعار خيالية، وقد لا تتوافر لأن الزمن يمضي سريعاً ملتهماً كل شيء في طريقه وأول ما يذهب إلى غير رجعة قيم أصحاب الحرف ومعايير الإتقان لديهم !