أحدث الأخبار
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد

هجمات لندن المجنونة وأسرار التوقيت

الكـاتب : محمد عايش
تاريخ الخبر: 06-06-2017

استعراض سريع للخط الزمني الخاص بالعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) خلال الفترة الأخيرة، يؤدي بنا الى نتيجة بالغة الأهمية، وهو أن التنظيم يُركز عملياته واستهدافه للدول الأوروبية التي تقترب من الانتخابات، وهذا ما يمكن أن يُفسر جزئياً الهجمات الإرهابية التي ضربت ألمانيا وفرنسا، والتي تضرب بريطانيا الآن، بعد الاعلان عن الانتخابات المبكرة.
بدت هذه الفرضية أكثر بروزاً في العملية الإرهابية التي ضربت برلين ليلة عيد الميلاد المجيد من العام الماضي، عندما تبين أن الارهابي الذي نفذها كان يعيش في إيطاليا وجاء الى ألمانيا بغرض تنفيذ الهجوم، ومن ثم تبين أنه هرب عائداً إلى إيطاليا ذاتها، حيث قتلته الشرطة الإيطالية في مدينة ميلانو شمال البلاد، وهو ما يعني أن المهاجم كان يقصد استهداف ألمانيا، رغم أن ايطاليا كانت في متناول اليد، والفرق الوحيد بين البلدين أن ألمانيا كان قد تبقى على انتخاباتها نحو 10 شهور فقط.
إذا سلمنا، وسلَّم معنا القراء بهذه النتيجة، أو بهذه الفرضية، فان السؤال الذي يطرح نفسه ويصبح ملحاً سيكون: ماذا يريد تنظيم داعش من استهداف الدول الغربية المقبلة على انتخابات؟ وما علاقة عملياته الإرهابية المجنونة بالعمليات الانتخابية في الدول الديمقراطية؟
والجواب على هذا السؤال لا يبدو صعباً أو معقداً، فالدول التي تتعرض لهجمات إرهابية مجنونة تقوم على قاعدة القتل الأعمى، سوف يجنح الناخبون فيها نحو اليمين المتطرف، وبعضهم سوف يجنح نحو القوى المتطرفة أو التكتلات العنصرية، وهو ما يبدو أن تنظيم «داعش» يطمح له ويهدف الى تحقيقه. الاستراتيجية القتالية التي يقوم بها تنظيم «داعش» بات من الواضح أنه تقوم على تصعيد اليمين في أوروبا والعالم، من أجل إشعار المسلمين بانهم مضطهدون ومستهدفون، وبالتالي يتم إقناع أعداد أكبر من هؤلاء المسلمين بأن ينضموا الى صفوف التنظيم، وباختصار فان صعود اليمين المتطرف في العالم الغربي يُعجل في المفارقة التي يريدها الدواعش ويجعلهم يجدون مبرراً للحرب التي يخوضونها ضد المدنيين الأبرياء في مختلف دول العالم. من البديهي والمُسلَّم به أن اليمين المتطرف هو المستفيد الوحيد سياسياً من الهجمات الارهابية التي تضرب البلاد والعباد في كل مكان، خاصة في أوروبا، لأن طروحات اليمين تقوم على أساس الانغلاق، وعدم استقبال المهاجرين أو اللاجئين، والابتعاد عن سياسات الانفتاح، وهؤلاء يلجأ اليهم الناخب المصدوم من العمليات الارهابية التي يتبين بأن مسلمين باسم الدين ينفذونها.
الضربات التي استهدفت لندن، وقبلها بعشرة أيام حفلاً فنياً في مانشستر أغلب ضحاياه من الأطفال الأبرياء، الذين لم يسمعوا عن السياسة شيئاً في حياتهم، هذه الهجمات تأتي قبل فترة وجيزة من الانتخابات البرلمانية المهمة التي تجري في بريطانيا، ولا يمكن أن يصب هذا الارهاب من الناحية السياسية والانتخابية إلا في صالح الانعزاليين من أحزاب اليمين المتطرف، الذين يطالبون بوضع قيود على الهجرة، ويستهدفون وجود الجالية المسلمة في بريطانيا بشكل أو بآخر.
وخلاصة القول هنا هو إن جزءاً مهماً من الحرب على الإرهاب يجب أن يكون في توعية المجتمعات الغربية والحفاظ على انفتاحها وديمقراطيتها، حتى لا تجنح نحو التطرف المضاد، وتلتف حول القوى اليمينية فتحقق بذلك ما يريده الدواعش، وتظل دائرة العنف والكراهية تتغذى على بعضها بعضا.