أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

الحضارة كفريضة دينية

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 16-06-2017


ضمن سلسلة الكتب الإسلامية الصادرة عن هيئة علماء الأزهر، وتوزع مع مجلة «الأزهر»، صدر كتاب مهم للدكتور محمود حمدي زقزوق تحت عنوان «الحضارة فريضة إسلامية» (2017)، وقد تناول قضية تخلف المسلمين وتوقفهم عن صنع الحضارة وعن المشاركة فيها، مبيناً الأسباب التي دفعتهم إلى هذا الموقف والآثار الناتجة عنه. كما أثار تساؤلًا مهماً: هل الإسلام هو السبب، كما يردد خصومه، في عدم تقدم المسلمين وتطورهم العلمي، أم أن السبب يرجع إلى المسلمين أنفسهم؟ وهل الأخذ بالنموذج الغربي والتخلي عن الإسلام، من شأنه -كما يقول أحد المستشرقين- أن يدفع المسلمين إلى قمة التقدم والحضارة؟


ويتوقف زقزوق في كتابه عند نقاط كثيرة مهمة أخرى تتعلق بهذا الموضوع، ويرد على الكثير من الشبهات التي تثار حول المسلمين والإسلام، بالأدلة والبراهين، مؤكداً أن هذا الواقع المحزن للأمة الإسلامية حالياً (تخلف وخلافات وصراعات وفتن وحروب) منفصل تماماً عن النموذج الحضاري الذي يهدف إليه الإسلام. فهذا الأخير دين رباني يشتمل على كل المقومات الأساسية لبناء الحضارة، وقد امتدت حضارة المسلمين في القرون الأولى بعد البعثة النبوية من أقصى الصين شرقاً إلى أقصى الأندلس غرباً.
ويقول الدكتور زقزوق إن الإسلام جعل من الحضارة فريضة دينية لا تقل أهمية عن أي فريضة أخرى من فرائضه، والإنسان هو مركز الدائرة الحضارية، وأهم خصائص الإنسان العقل، لأن العقل هو أداة التفكير الذي من خلاله يستطيع الإنسان أن يبتكر ويخترع ويطبق كل جديد من أجل البشرية وسعادتها. ومن هنا كانت أول كلمة من الوحي الإلهي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي كلمة «اقرأ»، تتجه إلى مخاطبة العقل.


لذلك يرى المؤلف أن الإنسان عليه مسؤولية حضارية ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية ودينية وثقافية، وهو يدعو إلى قراءة جديدة للنص الديني، مؤكداً وجود نصوص عديدة في القرآن الكريم والسُنة المطهرة بحاجة إلى تفسير جديد لاستخراج ما تشتمل عليه من كنوز باهرة تساعد المسلمين على الخروج من المأزق الحضاري الذي يعيشونه منذ قرون.


وكما يوضح الدكتور زقزوق، فإن المسؤولية الحضارية ماثلة في قول الرسول: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به». وفي هذا الحديث الشريف عدة عناصر أساسية لمسؤولية الإنسان في الدنيا، والتي سيقدم عنها كشف حساب يوم القيامة أمام الله. وأهم المفاتيح التي أكد عليها المؤلف لبناء الحضارة هي طلب العلم أولاً، ثم تبني ثقافة التفكير والتفكر في كل مجالات الحياة والنفس والطبيعة، وترسيخ منهج الاجتهاد والتأكيد عليه لأن مثل هذا العمل يفتح الباب أمام العقل لكي يبدع ويتفكر ويخترع ويستنبط الكثير من الأحكام الاجتهادية في مجالات مختلفة تخدم الإنسان في الدنيا والآخرة. فالحضارة هي عبارة عن إنسان وعمل ومال وزمان ومكان، والتحضر عملية تبدأ ذاتياً.. لذلك عندما زار شكيب أرسلان جمال الدين الأفغاني وحدّثه عن ما يروي من أن العرب قد تجاوزوا المحيط قديماً واكتشفوا القارة الأميركية قبل الأوروبيين، رد الأفغاني: إن الشرقيين كلما أرادوا الاعتذار عما هم فيه من الخمول الحاضر قالوا: أفلا ترون كيف كان آباؤنا؟ نعم كان آباؤكم رجالاً، لكن لا يليق بكم أن تتذكروا مفاخرهم إلا أن تفعلوا فعلهم.