أحدث الأخبار
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد

موقف عربي من الأسد والإرهاب

الكـاتب : خالد الدخيل
تاريخ الخبر: 10-07-2017


من يدعون، ومن يريدون محاربة الإرهاب كثر هذه الأيام، حتى الرئيس السوري بشار الأسد يقول إنه يحارب الإرهاب. القول شيء، والفعل شيء آخر. الأخطر من ذلك أن النية شيء والسياسة على الأرض شيء آخر، لذلك أن تكون ضد الإرهاب، وفي الوقت نفسه مع بقاء الأسد حاكماً لسورية، فأنت ضد المنطق السوي، حتى بمعيار المعادلة السياسية لا يستقيم هذا الموقف، فزمن حكم الأسد انقضى منذ بداية الثورة في سورية. الجميع يدرك أن الرجل لم يعد أكثر من ورقة تفاوضية في أيدي أطراف عدة تتناقض في توجهاتها وأهدافها، في معركة تجاوزت الأسد ونظامه. أبرز هذه الأطراف روسيا، وإيران، وشبكة من الميليشيات، سورية وأجنبية، والولايات المتحدة. من بين هذه الأطراف أيضاً دول عربية، أبرزها مصر والإمارات العربية المتحدة.



تمشياً مع واقع حال الأسد من يرى ضرورة بقائه ولا يملك الجرأة على إعلان هذا الموقف، لماذا يتبنى هذا الموقف أصلاً؟ ربما أن هناك شيئاً آخر إلى جانب محاربة الإرهاب، وفي هذا الجانب قد يكمن خطر تعمية المصالح. تقول روسيا مثلاً إنها تحارب الإرهاب، وفي سبيل هذا الهدف ترى ضرورة بقاء نظام بشار الأسد، مع التأكيد أنها ليست معنية بالدفاع عن بقاء شخص بعينه. الإمارات ومصر لا تعلنان أي موقف، وهذا بذاته موقف لكنه غير معلن. إيران والميليشيات التابعة لها هي الاستثناء هنا، إذ تعتبر أن بقاء الأسد ونظامه معاً هو الضمانة الوحيدة لصدقية الحرب على الإرهاب، واستمرارها إلـــى نــــهايـــتـــها المنـــشودة. الدول العربية الصامتة تعمل لتسويق موقفها في الكواليس، اللافت أن موقف هذه الدول من إيران، وهي تدعم الأسد في العلن، لا يبدو متسقاً تماماً.



هذه المواقف مجتمعة تنم عن حال بائسة من التداخلات والتناقضات والتقاطعات بين مصالح هذه الدول، وهي حالة تمد عمر الحرب الأهلية السورية، وعمر آلام الشعب السوري، لكن هذا لا يهم. قد تمد هذه الحالة أيضاً عمر بقاء الأسد كورقة تفاوضية، لكنها لن تعيده أو تبقيه رئيساً لسورية، ومع ذلك فإن هذه الدول متمسكة بمواقفها من دون أي اعتبار آخر.



بما أن الهدف هو محاربة الإرهاب، من الذي يمد عمر هذا الإرهاب في هذه الحالة؟ القوى الإرهابية فحسب؟ أم الدول المنخرطة في الحرب على هذه الظاهرة في الساحة السورية؟ تتفق هذه الدول على فائدة بقاء الأسد في هذه المرحلة، لكنها لا تستطيع الاتفاق على مصيره النهائي، ولا على صيغة النظام الذي يجب أن يحل محل نظامه، ألا يساهم هذا في إطالة أمد الحرب؟ ما عدا إيران، تتعامل هذه الدول مع مصير الأسد كورقة تفاوضية، لا تملك إستراتيجية واضحة، ولا هدفاً محدداً، الأنكى أنه في هذه المعمعة لا تبدو هذه الدول معنية أبداً بضرورة الاتفاق على أولوية مصير الشعب السوري ومصلحته، أي أن هذه الدول تنخرط في الحرب السورية، وتمارس العنف فيها، غالباً في شكل عشوائي، انطلاقاً مما تظن أنه مصالحها، وهذا تحديداً ما تفعله روسيا أكثر من غيرها. من هذه الزاوية، ما هو الفرق بين الدول وبين التنظيمات الإرهابية؟ خصوصاً إذا كانت الدول المنخرطة في المشهد السوري لا تستطيع أو لا تريد فرض بقاء الرئيس، ولا تستطيع الاتفاق على مخرج له، ولا حتى على مخرج لها هي قبل غيرها.



لندع الولايات المتحدة وروسيا جانباً باعتبار أن كلاً منهما دولة كبرى تتجاوز حساباتها ومصالحها سورية والمنطقة التي تنتمي إليها، هذا لا يبرر لأي منهما، خصوصاً روسيا بوتين التي ساهمت مع إيران كثيراً في تدمير سورية، وقتل الشعب السوري وتهجيره، لكن لهذا وللدور الأميركي حديثاً آخر. لنركز قليلاً على إيران والدول العربية التي ترى أن مصلحة القضاء على الإرهاب تقتضي، على الأقل في هذه المرحلة، بقاء الأسد. كما أشرت، لا تعلن الدول العربية موقفها كما تفعل إيران، وبالتالي لا نعرف تفاصيل مستندات موقفها ومسوغاته. ما الذي يقف حائلاً دون إعلان هذا الموقف؟ ربما أنها لا تجرؤ على أن تبدو في العلن متماهية في سياساتها ومصالحها مع نظام تلطخت سمعته بالدموية والإجرام، والتحالف مع دول أجنبية، وتنظيمات إرهابية (أجنبية أيضاً) ضد شعبه.



كل ما نعرفه أن هذه الدول تنطلق في رؤيتها من أن سقوط الأسد ونظامه يفسح المجال أمام التنظيمات الإرهابية للسيطرة على سورية، وبهذا تتفق مع إيران، وإن لأهداف يفترض أنها مختلفة. وتريد إيران بقاء بشار الأسد العلوي، وترسل ميليشيات شيعية لدعم بقائه. آخر ما تريده الدول العربية هو أن تبدو وكأنها تدعم هذه الإستراتيجية الطائفية، وهي ليست في هذا الوارد. الأسوأ أن تبدو كأنها تحارب الإرهـــــاب السنــي لمصــلحــة الإرهــاب الشيـعي، وهي لا تقصد ذلك. لكن مفاعيل سياساتها تصب في هذا الاتجاه، مع ذلك هي متمسكة بسياستها. لماذا؟ وما هي مصلحتها؟



في حال مصر هناك مخاوف من أن يؤدي سقوط الأسد إلى ثلاثة أمور يخشى من تداعياتها على المديين القريب والمتوسط: أن يضع حداً نهائياً لمرحلة حـــكم المـــؤسسة العــــسكريــــة فـــي سورية، ثانيـــاً أن يفتح المجال أمام الإخوان السوريين للوصول أو المشاركة في الحكم هناك، ثالثاً أن يعزز ذلك تراجع الدور المصري في المنطقة لمصلحة دول أخرى، مثل السعودية وتركيا، خصوصاً أن سقوط الأسد يعني على الأرجح، وتبعاً لكيفية حدوث ذلك، انهيار الدور الإيراني في منطقة الشام.



تشترك الإمارات مع مصر في الخشية من أن سقوط الأسد سيعطي دفعة إقليمية للإخوان، إلى جانب ما قد يؤدي إليه ذلك من مفاقمة تراجع الدور المصري، ومصر حليفها الرئيس في المنطقة. وتلوّح قطر هذه الأيام بالاقتراب من إيران رداً على مقاطعتها من أربع دول عربية، وإذا ما أقدمت على هذا الخيار فإنها ستضاعف هربها إلى الأمام، وتزيد تناقضات سياساتها، بما يعزز التهم الموجهة إليها، وبالتالي يزيد عزلتها العربية، فهي استدعت قوات تركية بعد انفجار أزمتها الأخيرة، وإذا ما قررت الاقتراب من إيران، فهذا يعني أن شعاراتها العربية تتصادم مع سياساتها على الأرض.



السؤال: هل يصب كل ذلك في مصلحة الحرب على الإرهاب؟ لا يبدو كذلك، فهو يخدم السياسة الإيرانية بأذرعها الإرهابية في المنطقة، فضلاً عن أن بقاء الأسد هدف مكلف وبعيد المنال. وحتى مع افتراض إمكانية بقائه، فهو بذاته سبب رئيسي لنمو هذه الظاهرة المدمرة وتفاقمها، الأمر الذي سيبقي المنطقة في دائرة حلقة مفرغة من العنف يتغذى منها الإرهاب.