أحدث الأخبار
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد

ذكريات 15 يوليو

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 16-07-2017


أحيت تركيا أمس السبت، الذكرى السنوية الأولى لإفشال محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة كولن، في 15 يوليو من العام الماضي. وخرج الملايين من المواطنين إلى الشوارع والساحات في جميع أنحاء البلاد، كما خرجوا في تلك الليلة، ولكن هذه المرة للاحتفال بذكرى الانتصار العظيم الذي حققه الشعب التركي قبل عام ضد الانقلابيين.
الذكريات الخالدة التي عشناها في ليلة التصدي لمحاولة الانقلاب حفرت في أذهاننا، ولا يمكن أن ننساها بأي حال. صور ومشاهد رسمها الشعب التركي بدماء أبنائه وفلذات أكباده، لتشكل أمثلة رائعة للتضحية من أجل الوطن والحرية يكتبها التاريخ بماء الذهب.
البطولات التي سطرها الشعب التركي في تلك الليلة مسجلة بالصوت والصورة، ولا يمكن أن ينكرها عاقل. أذكر أن مراسلاً لإحدى القنوات التركية خلال تغطيته للأحداث التي جرت أمام مبنى بلدية اسطنبول قال إن الناس خائفون، إلا أن المواطنين المتواجدين في المكان عاتبوا المراسل أثناء البث المباشر، وتدخل أحدهم قائلاً: «لا تكذب، ليس هناك أي خوف»، وأضاف آخر: «إن كان طيب أردوغان سيُقتل فنحن أيضاً سنُقتل».
معظم الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة خرجوا من بيوتهم بعد أن توضؤوا وصلوا ركعتين، لأنهم كانوا يدركون خطورة الوضع، ويعرفون أنهم قد لا يرجعون إلى بيوتهم. ومع ذلك، خرجوا للدفاع عن حرية وطنهم ومستقبل أبنائهم، لأنهم اعتبروا محاولة الانقلاب محاولة الاحتلال.
وفي تلك الليلة، تلقى كبير مستشاري رئيس الجمهورية، مصطفى وارانك، اتصالاً من مدير مكتب وزير الصحة التركي يخبره بأن أخاه الكبير البروفيسور إلهان وارانك قد يكون مصاباً، ما دفعه للاتصال بهاتف أخيه الكبير، إلا أن شخصاً لا يعرفه رد عليه وقال له: «أخي.. صاحب هذا الهاتف كان رجلاً شجاعاً للغاية، ولكنه أصيب قبل قليل، ونقلوه إلى المستشفى». ولم يكن آنذاك يعرف هل هو على قيد الحياة أم فارق هذه الدنيا، وعلم فيما بعد استشهاده برصاص الانقلابيين.
آباء شهداء 15 يوليو وأمهاتهم يبكون على فراق فلذات أكبادهم، ولكنهم يؤكدون أنهم فخورون بهم وبما قاموا به من أجل الوطن، ويقولون إنهم لو عادوا إلى تلك الليلة لما طلبوا من أبنائهم: عدم الخروج، مشددين على أنهم مستعدون لتقديم أنفسهم وباقي أبنائهم فداء للوطن.
المواطن التركي موسى إلهان، أصيب في تلك الليلة خلال تصديه للانقلابيين، واستقرت الرصاصة بالقرب من قلبه، ولكنه لم يمت. ورقد في المستشفى أسبوعاً كاملاً في الغيبوبة. ولما استيقظ كان أول ما سأله هو: «هل تم إنقاذ الوطن؟»
حاول الأطباء إخراج الرصاصة من بدن موسى، ولكنهم لم ينجحوا بسبب خطورة العملية لقرب الرصاصة من القلب. ويقول موسى، البالغ من العمر 39 عاماً، إنه سيحمل هذه الرصاصة في بدنه طوال عمره كميدالية يفتخر بها. وفي المستشفى، قال له الأطباء: «أنت محظوظ»، إلا أن لموسى رأياً آخر ويقول: «لو كنت محظوظاً لكنت اليوم شهيداً».
هذا مجرد غيض من فيض ذكريات 15 يوليو. وما شاهدته في تلك اللحظات الحاسمة يدل على أن الشعب التركي يعشق وطنه، ويقبل على الاستشهاد من أجل الدفاع عن حريته دون أدنى خوف أو تردد.;