أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

بين انقلاب تركيا وحصار قطر

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 18-07-2017


ركبت سيارة الأجرة متجهاً إلى مكتب الجزيرة في اسطنبول ليلة ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة، وباعتباري سائحاً قضى اليوم بطوله في وجهات سياحية عائلية، لم أشاهد سوى تلك اللوحات والأعلام في الشوارع، ولكن تلك الجولة الليلية في سيارة الأجرة المزينة بالأعلام كانت كفيلة لأن أعيش جانباً من أجواء اسطنبول الاحتفالية، معظم السيارات والمباني تزينت بالأعلام التركية، والسائقون يعلنون عبر أبواق سياراتهم احتفالهم.
مررت بجوار أحد الميادين المخصصة للاحتفالات، والآلاف من الناس بمختلف مشاربهم يلوحون بأعلامهم، وتصدح حناجرهم بهتافات ابتهاجية، الشاشات عليها صور من تلك الليلة العصيبة، وأسماء الشهداء نصبت على لوحات كبيرة، اسطنبول كانت في حالة وطنية عالية جداً، وهنا تذكرت مشاعر ليلة المحاولة الانقلابية، ذلك القلق الذي لم يهدأ حتى ساعات النهار الأولى، ذلك القلق كان على النموذج التركي، ولكنه كذلك كان على الحليف الأكبر. واليوم مع حصار قطر، نتبين الأهمية البالغة التي شكلها فشل المحاولة الانقلابية بالنسبة للموقف القطري، بعد تلك المحاولة كان الاتصال الأول لرئيس عربي من سمو الأمير، ونقلت الوكالات صور السفير القطري إلى جوار القيادة التركية في اليوم التالي، وكانت الجزيرة بشبكتها الإعلامية تنقل الحدث الحقيقي للعالم، في الوقت الذي كان الإعلام العربي يغرق في معزوفة متناغمة حول نجاح الانقلاب.
وحين بدأت الأزمة الخليجية كانت الرئاسة التركية الأولى في دعم قطر تجارياً وسياسياً، وكان الرئيس التركي الأول في رفض الحصار صراحة، ووضعت تركيا قدراتها العسكرية خلف الموقف القطري، بما لم يسمح للمحاصرين بتنفيذ أية إجراءات متهورة.
العلاقة القطرية التركية كانت صمام أمان في المنطقة، وفرت غطاءً حقيقياً للشعب السوري وثورته، وللمطاردين من قبل الأنظمة القمعية بعد الثورات المضادة، وشكلت موقفاً صلباً في المجتمع الدولي ضد آلة القمع السياسية والكذب الإعلامية التي حاولت أن تصور للعالم الغربي أن الربيع العربي كان خريفاً، وأن الخيار الوحيد هو دعم الطغاة والقمعيين في المنطقة، هذه العلاقة تعرضت لاختبارات قياس أداء، من خلال المحاولة الانقلابية في تركيا وحصار قطر، وخرجت من هذه الاختبارات أقوى وأكثر صلابة.
اليوم وبعد أن تحولت دول الحصار من التصاعد في الأزمة إلى البحث عن مخرج والحرب الباردة، قطر وتركيا في موقف يجعلهما متحللين من المجاملة السياسية والتنازل الأدبي لصالح دول الحصار، هذه الإجراءات المتهورة ألغت الحاجة إلى توافق مع دول الحصار حول قضايا المنطقة الرئيسية، لأنها كشفت أن هذه الدول غير راغبة في تعاون حقيقي. تركيا من ناحيتها حاولت تجاوز دعم هذه الدول للمحاولة الانقلابية، من خلال تأسيس علاقة جديدة مع المملكة العربية السعودية، جاء الرد السعودي سلبياً من خلال دعم وحدات الحماية الكردية، واستمرار الحملات الإعلامية المسعورة على تركيا وقيادتها. وجاءت هذه الأزمة لتثبت أن هذه الدول لا مانع لديها من فعل أي شيء في إطار ضرب المحور القطري التركي، وبالتالي لم يعد من الممكن المضي في سياسة تصالحية معهم.
القادم الآن بالنسبة لقطر وتركيا هو تعزيز المحور الداعم لتطلعات الشعوب والمواجه لمحور الحصار، من خلال تعزيز العلاقة البينية، وجذب المزيد من الحلفاء.
السلوك السياسي الذي انتهجته دول الحصار في هذه الأزمة، واللغة التي استخدمت في إطار الضغط على الآخرين للانضمام لمحورهم أربكا تحالفات هذه الدول، وتسببا في نفرة عامة وقلق حول ما يمكن أن تستخدمه هذه الدول في تمرير مشاريعها السياسية في المستقبل، وبالتالي هناك العديد من الدول التي تعيد تقييم موقفها من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، رأينا ذلك في اجتماعات الاتحاد الإفريقي، وفي الإجراءات العمانية الكويتية، وغير ذلك، لذلك تمثل هذه فرصة ذهبية قدمتها دول الحصار على طبق من ذهب للمحور القطري التركي، تتوفر البيئة المناسبة الآن لكسب العديد من الدول التي كانت تدور في فلك دول الحصار سابقاً، خاصة أن الكثير منها ليس لديه موقف مبدئي مؤيد لتلك الدول، وهذا الدوران في فلكهم ليس إلا تأثراً بالقوة الاقتصادية والهيمنة السياسية لدول الحصار.
الحديث عن أن الأزمة انتهت، أو شارفت على الانتهاء، هو من قبيل التمني، الأزمة مستمرة ولكنها الآن باردة، الدول المحاصِرة باتت محاصَرة بالمواقف الدولية والفضائح المتلاحقة، هذا لن يمنعها من الاستمرار في عدائها للمحور القطري التركي، ولكنه يجعلها مكبلة عن التصعيد، وفي حالة من الترقب لفرصة قادمة، تصعّد من خلالها حملاتها، لذلك لا بد لقطر وتركيا من صناعة حالة إقليمية ترفع التكلفة بشكل كبير على دول الحصار حال تكرار مثل هذه المغامرات.;