أحدث الأخبار
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد

نذهب بعيداً لنقترب من أنفسنا!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2017


سألتني صحفية عربية سؤالاً حول ما يمكن أن يستخلصه كاتب من تجواله على مدن العالم، وما هي الرسالة التي يمكنه أن يحملها لقرائه من عالمٍ تجول فيه على مدى سنوات طويلة إلى عالم يعيش فيه ويعايش تحولاته وإشكالاته؟

أحالني سؤالها إلى عشرات الأسفار والرحلات على مدى سنوات طويلة، وإلى الكثير من المواقف والمدن والبشر الذين التقيتهم خلال هذا التجوال العميق والممتد في الزمن والأمكنة والذاكرة، مواقف كثيرة ومشاهدات لا تحصى مررت بها كشفت لي حجم الأوهام التي ربما نكون قد نسجناها عن الآخرين، عن البلدان والأديان، الطوائف والتوجهات، أوهام حول فكرة الآخر عنا، وفكرتنا عنه، مساحات الاتفاق ونقاط الخلاف والاختلاف، والأرضيات الحقيقية المتوفرة بيننا بحيث يمكننا الالتقاء عليها والانطلاق منها نحو يوم آخر نريده أن يكون أكثر سلاماً.

في الحقيقة يكشف لك التجوال والرحلات في البلاد والعباد حجم الجمال وعظمة الإنسان وإنجازه، كما يكشف حجم الضلالات التي تعشش في رأسك نتيجة قراءات لكتب وآراء مغلوطة مبنية على مجرد انطباعات أو مواقف أيديولوجية لكتابها، أو بسبب غسيل إعلامي يتعرض له الإنسان على مدار عمره، وربما بسبب الجهل أو الكسل عن تحري الدقة وتتبع المعلومة الموضوعية، فيصدق الإنسان كل ما يلقى إليه دون إعمال عقله!

لقد ابتلي عالمنا العربي بنظريات وقناعات تأسست خلال قرون من الجهل وسيطرة التفسيرات المؤمنة بالمؤامرة وبضلال الآخر، إن شيطنة الآخرين وتكفيرهم وتجريدهم من الفضائل هو منهج جاهل وساذج لا يعرف حقيقة الدين ولا العلم.

ولا يعترف بفضل الإنسانية في مسيرة الحضارة، هذا المنهج الذين اقتنع به كثير من شباب العرب والمسلمين لم يقدنا لغير الشطط، لسنا أفضل من غيرنا إلا بما قدمنا للإنسانية، وبما عملنا وخدمنا وأعطينا، نحن لا نعيش وحدنا على هذا الكوكب، إننا نسكنه رفقة شعوب حرة في الاقتناع بما ترى، لسنا وكلاء على أحد، ولسنا مسؤولين عن تقييم الآخرين ولا مكلفين بقتلهم.

هناك أمم وشعوب وحضارات عميقة وقديمة وعظيمة جداً، ومختلفة عنا تماماً، ومتطورة أكثر وغنية بشكل لا يصدق، غنية بمكوناتها، بقيمها بعلاقات نسيجها الاجتماعي، بوجود أطياف من الأديان والطوائف والمذاهب، بوجود ثروات هائلة من الطبيعة وسحر التاريخ والحكمة والكتب والأدب والشعر، وما لم نتقبل هذا الآخر المختلف بكل اختلافه فسنظل ندور في فلك تخلفنا ونرجسيتنا وسنموت بمرض الحضارة: الاكتفاء بأنفسنا واستصغار الآخر!