أحدث الأخبار
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد
  • 11:03 . الأبيض يقلب الطاولة على "نسور قاسيون" بثلاثية ودية مثيرة... المزيد
  • 11:02 . ردا على العرض العسكري الصين .. ترمب يغير اسم "وزارة الدفاع" الأمريكية إلى "وزارة الحرب"... المزيد
  • 11:00 . إطلاق برنامج وطني للفحص الصحي وتطعيمات الطلبة في المدارس الحكومية... المزيد
  • 10:37 . نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى... المزيد
  • 10:04 . اتحاد دولي: الإمارات إحدى أسوأ دول العالم تخلياً عن البحارة... المزيد
  • 05:23 . الحوثيون يعلنون تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن غوريون... المزيد
  • 05:18 . ترامب يلوح بمعاقبة روسيا وبوتين يدعو زيلينسكي للقائه بموسكو... المزيد

نذهب بعيداً لنقترب من أنفسنا!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 23-07-2017


سألتني صحفية عربية سؤالاً حول ما يمكن أن يستخلصه كاتب من تجواله على مدن العالم، وما هي الرسالة التي يمكنه أن يحملها لقرائه من عالمٍ تجول فيه على مدى سنوات طويلة إلى عالم يعيش فيه ويعايش تحولاته وإشكالاته؟

أحالني سؤالها إلى عشرات الأسفار والرحلات على مدى سنوات طويلة، وإلى الكثير من المواقف والمدن والبشر الذين التقيتهم خلال هذا التجوال العميق والممتد في الزمن والأمكنة والذاكرة، مواقف كثيرة ومشاهدات لا تحصى مررت بها كشفت لي حجم الأوهام التي ربما نكون قد نسجناها عن الآخرين، عن البلدان والأديان، الطوائف والتوجهات، أوهام حول فكرة الآخر عنا، وفكرتنا عنه، مساحات الاتفاق ونقاط الخلاف والاختلاف، والأرضيات الحقيقية المتوفرة بيننا بحيث يمكننا الالتقاء عليها والانطلاق منها نحو يوم آخر نريده أن يكون أكثر سلاماً.

في الحقيقة يكشف لك التجوال والرحلات في البلاد والعباد حجم الجمال وعظمة الإنسان وإنجازه، كما يكشف حجم الضلالات التي تعشش في رأسك نتيجة قراءات لكتب وآراء مغلوطة مبنية على مجرد انطباعات أو مواقف أيديولوجية لكتابها، أو بسبب غسيل إعلامي يتعرض له الإنسان على مدار عمره، وربما بسبب الجهل أو الكسل عن تحري الدقة وتتبع المعلومة الموضوعية، فيصدق الإنسان كل ما يلقى إليه دون إعمال عقله!

لقد ابتلي عالمنا العربي بنظريات وقناعات تأسست خلال قرون من الجهل وسيطرة التفسيرات المؤمنة بالمؤامرة وبضلال الآخر، إن شيطنة الآخرين وتكفيرهم وتجريدهم من الفضائل هو منهج جاهل وساذج لا يعرف حقيقة الدين ولا العلم.

ولا يعترف بفضل الإنسانية في مسيرة الحضارة، هذا المنهج الذين اقتنع به كثير من شباب العرب والمسلمين لم يقدنا لغير الشطط، لسنا أفضل من غيرنا إلا بما قدمنا للإنسانية، وبما عملنا وخدمنا وأعطينا، نحن لا نعيش وحدنا على هذا الكوكب، إننا نسكنه رفقة شعوب حرة في الاقتناع بما ترى، لسنا وكلاء على أحد، ولسنا مسؤولين عن تقييم الآخرين ولا مكلفين بقتلهم.

هناك أمم وشعوب وحضارات عميقة وقديمة وعظيمة جداً، ومختلفة عنا تماماً، ومتطورة أكثر وغنية بشكل لا يصدق، غنية بمكوناتها، بقيمها بعلاقات نسيجها الاجتماعي، بوجود أطياف من الأديان والطوائف والمذاهب، بوجود ثروات هائلة من الطبيعة وسحر التاريخ والحكمة والكتب والأدب والشعر، وما لم نتقبل هذا الآخر المختلف بكل اختلافه فسنظل ندور في فلك تخلفنا ونرجسيتنا وسنموت بمرض الحضارة: الاكتفاء بأنفسنا واستصغار الآخر!