أحدث الأخبار
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد

هذا الحنين.. لماذا؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-07-2017


في أوقات مختلفة، في فترات المحن، تسارع وتيرة التغيير، حين تبتعد التفاصيل عن حقيقتها، حين يسير الإنسان في طرقات مدينته فلا يعرفها وبالكاد يتعرَّف نفسَه في انعكاس الزجاج وواجهات المحال التجارية ومداخل البنايات الغريبة والمقاهي وكل تفاصيل الحداثة، لا يكره إنسان اليوم مدينته اللامعة، ولا كل النعم التي هبطت عليه مع ثورة التقنيات والبرمجيات واختراع الكهرباء والآلة ووسائل الاتصالات؛ إنها تيسر له حياته وتخدمه بشكل لا يمكنه عدم الاعتراف بها، لكنه يشعر دوماً بوجود حاجز من غبار كثيف بينه وبين كل هذه التفاصيل، ولكي يزيل هذا الحاجز يتراجع إلى الخلف مستنداً على جدار الأمس، يشعر بالقوة أكثر وأن بإمكانه أن يظل واقفاً هناك دون أن يتعب، رغم ذلك الألم الذي يشبه انغراس شوكة في اليد أو وجع مفاجئ في الجهة اليسرى من القلب!

ذلك الجدار الذي نستند إليه جميعاً، هو ما عشناه بطريقة ما في الماضي، بيت طفولتنا، مدرستنا، أحياء اللهو والطفولة، سنوات الحب والطيش وبدايات المعرفة والتوق، والرغبة في التحليق، مدننا، أشكال منازلنا الأول.

كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل

لذلك يصاب كثير من الناس بما يعرف اصطلاحاً بالنوستالجيا أو الحنين للماضي الذي يصاحبه ألم التذكر والذاكرة. لماذا تكون الذكريات مؤلمة حين نسترجعها عادة؟ لماذا تؤلمنا ذاكرتنا حين نفتح أدراجها ونتفرج على محتوياتها؟ حتى وإن كانت ذكريات لمواقف وأحوال كانت سعيدة ومفرحة؟ لماذا حين نمر على منازل الأهل التي شهدت كل الصبابات والصبويات تسقط الدمعة رغماً عنا؟

في المدن العربية ملايين من البشر، شهدوا عهوداً، وأزمنة مختلفة ومتناقضة، عايشوا عز المدينة وتدهورها، عايشوا أمجادهم الشخصية وانتصاراتهم ورأوا بأم عيونهم وقلوبهم تردي أوضاعهم وسقوطهم في درك العوز والترحال والتيه والضياع، أين سيقودهم هذا الحنين إلى الماضي الذي يرونه أفضل وأرحم ويتمنون رجوعه بأي وسيلة؟

ما حصل للمدينة العربية في كل مكان أمر مرعب ومحزن ولا يمكن أن يحتمل، وقد شارك الإنسان نفسه في هذا التدهور، صدق خرافة المدن الحديثة، ونسي أن العربي كالشجرة لا يمكنه إلا أن يعيش في أرضه وأن يتنفس هواءه، وأن الامتداد في الأرض صفة وحال وحقيقة، لذلك فهو حين يحن أو يحزن فربما ليعاقب نفسه أو يبكي أخطاءه أو يود لو يعود به زمن الصفاء الذي صار مجرد حلم!