أحدث الأخبار
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد
  • 08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد
  • 01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد

اللغة والدور الحضاري

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 18-08-2017


ما كتبه جيرالد جيمس تومر في كتابه «حكمة الشرق وعلومه.. دراسة العربية في إنجلترا في القرن السابع عشر»، هو تأكيد واضح وصريح لما كتبه كثير من علماء الغرب الآخرين، ومنهم بعض المستشرقين المنصفين الذين أنجزوا دراسات علمية عميقة اعتماداً على المراجع الأصيلة، فأنصفوا اللغة العربية بآرائهم وأدلتهم وبراهينهم وحججهم القاطعة والواضحة، وقد نقولها من مصادرها الحقيقية وتوصلوا من خلالها إلى نتيجة تقول، إن اللغة العربية منتج ثقافي ووعاء إنساني وحضاري بالغ الرقي، وإنها نقلت المعرفة والخبرات والأفكار التراكمية وتراث الأمة العربية عبر الأجيال، لذلك فهي تمثل معالم الحدود الحقيقية لوجود الأمة، الجغرافي والوطني والقومي، وهي أساس الهوية ومكوناتها الشخصية. وكما أوضحوا أنها من أوسع اللغات التي عبّرت عن أرقى المعالم الحضارية في عصر النهضة، عندما كانت حضارة الإسلام تسود العالم.


وقد استطاعت اللغة العربية أن تحيط بكل العلوم، كالكيمياء والفيزياء والفلك والطب.. وما تزال مصطلحاتها متداولة حتى الآن حتى صار العلماء الأوروبيون يتتلمذون على العلماء العرب في جامعات الأندلس وصقلية، ويدرسون فيها كتب ابن رشد والرازي وابن سينا والخوارزمي.. في الطب والفلسفة والرياضيات. ومن هذه الجامعات جامعة بالرنو في جنوب إيطاليا، والتي كانت تسمى أم الجامعات الطبية الأوروبية.


ولو أمعنا في قواميس اللغات السامية وأحصينا مفرداتها، حسب الدكتور أحمد هبو («مستقبل اللغة العربية»، ص: 148)، لوجدنا العربية أغناها جميعاً، وقد زادت مفرداتها على مجموع مفردات اللغات السامية الأخرى مجتمعةً، وهي تتفوق على أخصب لغات العالم لما تحتويه من مفردات وألفاظ تشمل كل مستلزمات الحياة، وتعبر عن كل ما يجول في نفس الإنسان.


ولعل المشكلة الجوهرية في واقع اللغة العربية لا تكمن فيها كلغة بحد ذاتها، بل في التهميش الذي تلاقيه من بعض أهلها، إذ تبارت أطراف كثيرة، بمختلف توجهاتهم الفكرية والأكاديمية، في التحذير من العربية وإثارة العداء ضدها إلى حد غير معهود.


لذلك لا يجب أن نستغرب اليوم من شباب عرب جامعيين، بل من مسؤولين عرب، لا يتقنون لغتهم الأم، وإنما يتحدثون بلغة عربية لا ينطقها حتى تلميذ المرحلة الابتدائية.


إن إنجاز المشروع الحضاري لهذه الأمة لن يكتمل إلا بعد تحديد هوية لغتها الأصلية واعتمادها اعتماداً كاملاً في جميع مجالات الحياة المختلفة، لأنها هي التي ستعطيها التميز المطلوب والشرعية الحقيقية والوجودية ومبررات التحضر والنهوض، وهذا ما حدث لأغلب الأمم التي نهضت من التخلف. وبخلاف ذلك ستظل الأمة في حالة ركود وجمود، وستعيش في مهب التيارات اللغوية الفكرية الجارفة التي تجعلها في اختلال دائم لمفهوم اللغة والهوية والذوبان في لغات المنتصر. فالحفاظ على اللغة العربية هو حماية للأمة ولأمنها الثقافي واستراتيجية لإخراجها من إشكالية التبعية الحضارية، والتخلص من آثار الهزيمة النفسية والروحية.